خطاب مشعل- عادل عبد الرحمن
في الذكرة الخامسة والعشرين لانطلاقة حركة حماس القى رئيس المكتب السياسي للحركة كلمة سياسية شاملة بالمناسبة. تميز خطاب خالد مشعل بالسمة الايجابية في اكثر من موضوع من النقاط ال (18) التي حرص على التوقف امامها:
اولا تأكيده على التمسك بالوحدة الوطنية، ودفع عملية المصالحة للامام. واعتبارة الانقسام والانقلاب كارثيا على الشعب العري الفلسطيني. والتشديد على وحدة النظام السياسي الفلسطيني في جناحي الوطن.
ثانيا الربط بين الانجازين السياسي والعسكري في الامم المتحدة والتصدي للعدوان الاسرائيلي في محافظات الوطن الجنوبية. كما اكد على الجمع بين كل اشكال النضال السياسي والديبلوماسي والكفاحي في تحقيق الاهداف الوطنية.
ثالثا تأكيده على ان منظمة التحرير، هي الاطار الوطني الجامع والممثل الوحيد للشعب الفلسطيني وقواه السياسية. والاشارة بوضوح للانضمام وحركة الجهاد الاسلامي فيها على اساس برنامج الاجماع الوطني.
رابعا الاشارة بشكل جلي الى ان الانجاز الذي تحقق في محافظات الجنوب (قطاع غزة) في المواجهة العسكرية مع جيش الاحتلال الاسرائيلي كان بفضل وحدة وجهود اذرع فصائل العمل الوطني كلها.
خامسا دعوة ابناء حركة حماس بكل مكوناتها للانفتاح على القوى السياسية المختلفة دون استثناء. والتأكيد على الرغبة بالشراكة السياسية. وضمنا اراد تدجين اصحاب الرؤوس الحامية في الحركة امثال الزهار وحماد وغيرهممن المتضررين من الوحدة.
سادسا كما دعى قيادات وكوادر الحركة الى استخدام خطاب سياسي ايجابي ومرن في المسائل المختلفة، والابتعاد عن اللغة التوتيرية، وبذات القدر دعى الى إمتلاك القوة لمواجهة التحديات المطروحة على الحركة.
من جانب آخر شاب خطاب ابو الوليد اللغة السياسية الاقصوية، والتأكيد اكثر من مرة على خيار المقاومة المسلحة، كشكل رئيسي في المواجهة مع دولة إسرائيل. ورفض الاعتراف بدولة التطهير العرقي الاسرائيلية. ولهذا البعد ضروراته الآنية بالنسبة لخالد مشعل وحركته، لا سيما وان الخطاب السياسي الناظم لفرع حركة الاخوان المسلمين –فرع فلسطين- ، هو الخطاب التضليلي لابناء الشعب. فهي لا تستطيع الاعلان الان عن قبولها الخطاب السياسي الواقعي. لكن مشعل، التف على ذلك من خلال اشارته الى قبول الحركة لبرنامج الاجماع الوطني، وهو ما يعفي ابو الوليد وحركة حماس من كشف المستور في التوجهات السياسية المعروفة، والتي اعلنها هو ذاته في لقائه مع قناة CNN الاميركية في اعقاب العدوان الاخير على غزة قبل نحو اسبوعين.
بغض النظر عن الخلفيات ( اشير لها في زاوية الامس)، التي حكمت خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إلآ انه تميز بالايجابية. الامر الذي يفرض على القوى السياسية المختلفة المراكمة على ما جاء في الخطاب، والاندفاع لجادة الوحدة الوطنية لكسر الاستعصاء القائم حتى الآن.
a.a.alrhman@gmail.com