كتب رئيس التحرير...... مقارنات مستحيلة
فات على القيادي الحمساوي صالح العاروري، انه لايمكن عقد المقارنات ولا المقاربات بين ياسر عرفات وخالد مشعل، لا في ايحاءات اللغة ومجازاتها، ولا في احابيلها الحزبية بشعاراتها التعبوية والدعائية، فات عليه ذلك عندما جعل في مقارنة دعائية فاقعة، دخول مشعل الى غزة متفوقا على دخول عرفات اليها، على اعتبار ان زعيم الشعب الفلسطيني ورمزه الخالد ابو عمار، قد دخل غزة باتفاق سياسي ( اعترف بالاحتلال ...!!! ) بينما دخلها مشعل دخول المنتصرين اثر معركة استراتيجية لم تبق من الاحتلال شيئا ..!!!
نود ان نذكر السيد العاروري ان ياسر عرفات قد عاد الى ارض الوطن ودخل غزة نتيجة انتصار الانتفاضة العظيمة التي جائت باسرائيل الى طاولة المفاوضات والاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية لأول مرة، كما انه عاد بعد انتصار الثورة الفلسطينة المسلحة في معارك شتى استهدفت تصفيتها والقضية الوطنية معا، عاد ياسر عرفات لأن رصاصة اولى اطلقتها فتح في ليل الانكسار واللجوء المذل في عام خمسة وستين ، لتشعل بها نيران ثورة باسلة هي الاصعب والاطول في هذا العصر ، عاد ياسر عرفات الى ارض الوطن بعد ان اجبر العالم بأسره على الاعتراف بمنظمة التحرير الفسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني وعاد بعدما اعتلى منبر الاممم المتحدة في عام اربعة وسبعين من القرن الماضي وهو يرفع بندقية الثائر بيد وغصن الزيتون، تطلعا للسلام العادل بيد اخرى ، عاد بعدما احبط اجتياح شارون لبيروت عام اثنين وثمانين، فخرج بجسد الثورة وروحها ليتقدم باتجاه فلسطين ، وعاد لأن الاف الشهداء والجرحى والاسرى كانوا قد مهدوا طريق العودة خطوة اثر خطوة . والحكاية تطول لكن السيد العاروري على ما يبدو لا يعرف شيئا عن تاريخ النضال الوطني الفلسطيني المعاصر ..... ثم بين ياسر عرفات وخالد مشعل مع كامل احترامنا له ، ثمة سنين ضوئية كثيرة، لا تسمح بعمل مقارنات من اي نوع بينهما ابدا .