خطاب مشعل- محمود ابو الهيجاء
في المحتوى السياسي لخطاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في غزة، ليس ثمة خلاف يذكر مع المحتوى السياسي لخطاب السلطة الوطنية، وفي تعليقات دالة سمعتها من اصدقاء تابعت الخطاب واياهم: ان لغة مشعل في هذا الخطاب تكاد تكون لغة فتحاوية على هذا النحو او ذاك، خاصة ما يتعلق بالثوابت الوطنية والمصالحة وحتى مفهوم المقاومة كوسيلة وليست غاية، وفي هذه النقطة نعرف ان التجربة، وعندما يعجنها الواقع، فانها تفرض في المحصلة لغتها.
المهم ان خطاب مشعل في اطاره العام كان ايجابيا ومهما، مع انه لم يقدم ما هو جديد خاصة ما يتعلق بالمصالحة الوطنية. واهمية الخطاب تنبع من انه قد ألقي في غزة، وبحضور قادة حماس في الداخل والخارج، اعني انه بهذه الميزة، فان خالد مشعل قد اختصر القول السياسي الحمساوي على نحو لا يسمح بعد الآن بمزايدات الشعار وحاجاته التعبوية، مثلما لا يسمح بتجاذبات وصراعات مراكز القوى داخل حركة حماس.
المقاومة والدولة والمصالحة وبرنامج التوافق الوطني ومنظمة التحرير الفلسطينية، كل ذلك لم يعد موضع خلاف ولم يكن كذلك في واقع الامر، ثم لا بد للانقسام ان ينتهي لأنه ما من مصلحة وطنية فيه، فأين اذا يمكن ان تتعثر خطوات المصالحة في الايام القادمة..؟؟ اعني ان الطريق في هذا الاطار لم تعد غامضة ومعرقلة، بل واضحة وسالكة، فمتى تبدأ الخطوات المقبلة، وليس لدينا ما نعيد بحثه والحوار فيه، الوثائق جاهزة والاتفاقات موقعة واعلان الدوحة ينتظر التنفيذ لا اكثر ولا اقل، فهل نبدأ..؟؟