الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

هدف التقرير الاميركي - عادل عبد الرحمن


ونحن نقترب من عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام في وطن عيسى ابن مريم قامت عصابات قطعان المستوطنين بكتابة شعارات معادية للديانة المسيحية على جدران دير الصلبة ، واعطبت عجلات ثلاثة مركبات، كأن لسان حال المستوطنين يعلن مجددا رفض التعايش بين اتباع الديانات السماوية،وبالتالي رفض السلام وبالمقابل إدامة لغة العدوان والارهاب. كما انهم ارادوا ان يقدموا "هديتهم السوداء" للفلسطينيين عموما واتباع الديانة المسيحية منهم خصوصا بمناسبة اقتراب عيد الميلاد، الذي يعتبر عيدا للسلام والاخاء والمحبة.
ومع اقتراب الاحتفالات بالمناسبة الدينية العظيمة لمسيحي الارض بمناسبة ولادة المخلص، وحث القيادة الفلسطينية الخطى مع كل محبي السلام في العالم شعوبا ودولا ومنظمات وشخصيات من مختلف الاتجاهات والمشارب الفكرية والسياسية والدينية لدفع خيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967 قدما للامام لانقاذ عملية السلام وشعوب المنطقة من دوامة العنف والحروب، تخرج وكالة المخابرات المركزية (CIA) بتقرير ملفت للانتباه بعنوان "الاتجاهات العالمية 2030" اول امس الثلاثاء. مركزا (التقرير) على رسم لوحة قاتمة لسيناريو إقامة الدولة الفلسطينية، حيث يفترض واضعوا التقرير في المؤسسة الاستخباراتية الاميركية وعميقة الصلة بصانع القرار السياسي في البيت الابيض، ان الدولة الفلسطينية لن تولد قبل العام 2030، وستولد مشوهة، لاسيما وان التقدير المضمن للتقرير، يشير الى ان قضايا القدس والاستيطان الاستعماري واللاجئين ونزع السلاح ستبقى دون حل.
وبعيدا عن التفاصيل الاخرى الواردة في التقرير حول التطور بين القوى الفاعلة في المجتمع الاسرائيلي، فإن التقرير اراد ان يقول للقوى الفلسطينية والعربية والاسرائيلية والدولية ذات الصلة بعملية السلام الاتي: اولا على الادارة الاميركية في دورتها الثانية ، ان تنحو بعيدا عن الغوص في رمال التسوية المتحركة. وتنأى بنفسها عن الدخول في توترات غير مجدية مع حكومات اسرائيل القادمة بغض النظر عن سياساتها وجرائمها وانتهاكاتها ضد المصالح الفلسطينية العليا. ثانيا عليها ترك الاطراف المعنية بالصراع (الفلسطينيون والاسرائيليون) يقلعون شوكهم ب"ايديهم". وثالثا وهو ما يعني إدامة حالة الصراع مستمرة ومتواصلة في المنطقة،والتي تهداف لتعزيز  مصالح التحالف الاستراتيجي الاميركي – الاسرائيلي، من خلال 1- الهاء شعوب المنطقة عن النهوض بقدراتها، وتغييبها عن التنمية المستدامة. 2- وترك الشعوب نهبا للصراعات الداخلية من خلال تأجيج النزعات الدينية والمذهبية والطائفية والعرقية، كمقدمة لاعادة تقسيمها وتمزيق الهياكل البالية للدولة الوطنية. 3- تعزيز قدرات وقوة إسرائيل على حساب الدول العربية ودول الاقليم عموما بما في  ذلك تركيا وايران، وهو ما يخدم فكرة إحياء "الشرق الاوسط الجديد". 4- اتساع وزيادة تجارة السلاح في المنطقة نتاج انفلات دائرة العنف بين القوى المختلفة، بما يعزز ارتفاع نسبة ارباح كارتيل البنتاغون ( الاحتكارات العسكرية). وبالمحصلة خنق اية عملية نهوض وطنية او قومية في الساحات العربية الممتدة من الخليج العربي الى المحيط الاطلسي. رابعا الحؤول دون تدخل القوى الدولية الاخرى في عملية السلام، إلآ ضمن السقف الاميركي  - الاسرائيلي المسموح. خامسا إبقاء دائرة العنف ضمن دائرة السيطرة الاميركية وبما لا يؤثر على مصالحها الحيوية في المنطقة، مع إبقاء السيناريوهات مفتوحة على فضاء التطورات الايجابية والسلبية وفق المنظور الاميركي، مع إحتمال التدخل فيها كلما استدعت الضرورة.
النتيجة الموضوعية لقراءة التقرير الاميركي، أن حصول الفلسطينيين على عضوية دولة مراقب في الامم المتحدة، لن يغير من واقع الحال شيئا. وان إسرائيل ستبقى صاحبة اليد الطولى في تقرير مصيرهم. وان الولايات المتحدة الاميركية لن تتدخل لا كراعي اساسي لعملية السلام، ولا من خلال دورها في اللجنة الرباعية الدولية لاحداث حراك جدي في عملية السلام. وبالتالي لن تسمح اميركا اوباما او من سيأتي بعده من الرؤساء بغض النظر عن الحزب الذي ينتمي له بالضغط على دولة الابرتهايد الاسرائيلية. كما لن تسمح للامم المتحدة بلعب دورها كمرجعية اممية اولى في إحداث اي تطور على صعيد تحقيق اهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وحق تقرير المصير وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين على اساس القرار الدولي 194.
ما جاء في التقرير الاستخباراتي الاميركي، لا يجوز له ثني الفلسطينيون عن متابعة مسيرة الكفاح التحرري لتحقيق الاهداف الوطنية وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 67. وعلى الفلسطينيين ان يضعوا منذ الآن السيناريوهات الخاصة بهم لقلب الطاولة على رأس من يعيق تحقيق اهدافهم الوطنية.
a.a.alrhman@gmail.com
  

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025