استقالة ليبرمان - عادل عبد الرحمن
رغم كل الاحتياطات والاجراءات ، التي اتخذها افيغدور ليبرمان، رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" سقط عشية الانتخابات التشريعية المقررة في ال 22 من كانون الثاني يناير 2013. وقرر وزير حارجية حكومة اقصى اليمين تقديم الاستقالة من الحكومة بعد ان قرر المستشار القانوني للحكومة تقديم لائحة اتهام ضده بتهمة الغش وإساءة الائتمان. وهذه التهمة مخففة جداً، لا سيما وان قضايا الفساد والاختلاس، التي اثيرت من عشر سنوات ضده، تم إغماض العين عنها، من خلال الادعاء عدم وجود ادلة كافية، مع ان كل الوقائع وفق العديد من المعنيين الاسرائيليين تشير الى ان بلطجي اليمين المتطرف الصهيوني مدان !؟
مع ذلك صدم ليبرمان لاول وهلة بعدما وصله الخبر، وصرح انه لن يستقيل، وسيلجأ لمحاميه لدراسة الموقف. لكنه تراجع ، وقرر الاستقالة من الحكومة . وهذا التطور الايجابي لخصوم تكتل "الليكود بيتنا" خاصة حزب العمل بزعامة يحموفيتش، والكتل الانتخابية الجديدة مثل "الحركة" بزعامة تسيبي ليفني، و"هناك مستقبل" بزعامة لبيد، قد لا يخدمها في معركتها الانتخابية، لانها تعاني من عوامل قصور خاصة .
فضلا عن ان، المزاج العام الاسرائيلي يميل نحو كفة اليمين المتطرف. وهذا ما عكسته استطلاعات الرأي الاخيرة. صحيح انها (الاستطلاعات) جرت عشية إصدار قرار الادانة المخفف ضد وزير الخارجية المافيوي. وبالتالي قد تؤثر نسبيا على رصيد الكتل الاكثر الاكثر تطرفا في صناديق الانتخابات.
ولكن من يعود لتجربة شارون عشية الانتخابات عام 2001 والتي تلتها في دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية ، يستطيع الاستنتاج، بان الجمهور الاسرائيلي يغفر لقادته جرائم الفساد. لا بل احيانا يكافىء القادة الفاسدين على استشراء فسادهم كما حصل مع شارون، الذي اتهم بالعديد من التهم، والتي حكم علي بعضها عمري شارون.
وليبرمان المستوطن ، الذي يحاكي اطماع قطعان المستوطنين في سياساته العدوانية تجاه الفلسطينيين، لن يكون الجمهور الاسرائيلي اقل كرما تجاهه. لا بل ان اللوحة الماثلة حتى الان في المشهد الاسرائيلي ، تشير الى خط بياني متصاعد في التصويت لصالح تكتل "الليكود بيتنا" الذي يحتل فيه ليبرمان الموقع الثاني بعد رئيس الحكومة نتنياهو، إلآ اذا حصل تطورات غير منظورة تفرض تحولا في الشارع الاسرائيلي تقلب الامور رأسا على عقب.
استقالة ليبرمان إن تمت، وفق المؤشرات الماثلة في الساحة السياسية الاسرائيلية لن تؤثر على التحالف الرئيسي في الانتخابات (تحالف الليكود واسرائيل بيتنا) لا بل قد يزداد حجم التصويت لصالحه. فعلى ليبرمان ان ينام قرير العين دون خشية من اية انعكاسات سلبية عليه شخصيا او إئتلافه.
لكن تبقى مسألة هامة لابد من وضعها تحت المجهر، عنوانها فساد القضاء الاسرائيلي، وخضوعة لعملية تسييس بشكل دائم، رغم ان إسرائيل تحاول ان تظهر نفسها وكأنها دولة "ديمقراطية" ، وهو ما يعني "استقلالية القضاء"!؟ ولكن اي من ذلك لا اساس له من الصحة.
a.a.alrhman@gmail.com