الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

هموم "دوت كوم" - د. صبري صيدم

وسط مساحة واسعة من الأرقام الإحصائية المحبطة محليا يظهر إقبال الفلسطينيين على الفضاء الالكتروني بأرقام تتزايد بصورة صاروخية عاكسة حالة فريدة تستحق الإطلال عليها ومراجعتها عربيا وإقليميا.
ومع هذه الصيحة المتزايدة، تظهر احتمالات قوية لتمكين الفلسطيني من دخول سوق المعرفة واقتصادها بقدرة أكبر وأعم بحيث تكون فلسطين مصنعا للمعرفة والفكر والمحتوى الرقمي.
لكن أسرنا الفلسطينية بل العديد منها لا تعتليه النشوة عندما يرى أن 70% من أبنائه يمتلك القدرة على الإبحار في الفضاء الالكتروني ليس لسبب وجيه سوى لخوف تلك الأسر من عالم مجهول يخلقه الفضاء الالكتروني، فيرون أبناءهم ملتصقين بحواسيبهم التقليدية واللوحية وهواتفهم الذكية بصورة يفقد الأبناء نعمة التواصل مع أقرانهم في حالة متطورة مما يمكن الاصطلاح على تسميته بالتوحد الرقمي.
فعلى الانترنت وصفحات الإعلام الاجتماعي يكتب الشباب خواطرهم وملاحظاتهم وقصصهم وطرائقهم ومواقفهم السياسية ويشرحون تفاصيل حياتهم الاجتماعية والثقافية والرياضية، ويخط البعض منهم أشعاره وقصائده بينما يطلق البقية العنان للرسم الهادف والساخر والناقد وحتى الساخط.
شباب يأكلهم التحرق لفضاء حر لا يعرف الحدود ولا الزجر والنهر والتوبيخ، في عالم يعج بعالم صاخب مليء بالمعلومة والخبر والطرفة وحتى الهم.
لكن ظاهرة التوحد الرقمي الفلسطينية وفي خضم هكذا عالم من الحراك الالكتروني باتت تقلق مجتمعاتنا بعدما أصبح النمو الرقمي سريعا ومتسارعا، فقبل شهرين تساوى إقبال الفئة العمرية 6-12 عاما مع الفئة العمرية 49-56 عاما من حيث الإقبال على برنامج الفيسبوك الشهير، لكن اليوم فإن الفئة الأولى قد تجاوزت الثانية بواقع الضعف أو يزيد. فلا تكاد تسأل طفلا ما حتى استهجن سؤالك عن الفيسبوك وانتسابه إليه، إذ أن هذا الأمر بات بديهيا.
إذا انفجار رقمي اجتماعي يستوجب الفصل ما بين السعادة والسلاسة التي تقدمها الانترنت وما سيرشح عنها لاحقا من إقبال غير مرشد للأطفال والشباب على التكنولوجيا في واقع سيشهد ذات يوم فارقا رقما أسريا، سيتطور ليصبح هوة اجتماعية مستفحلة تتميز بامتلاك الأبناء جراء شعورهم بالتميز مساحة من الجسارة المرعبة.
 الترشيد إذا يجب أن يصبح سيد الموقف قريبا وقريبا جدا لكن دون بتر وبطش وتعسف، فأنا لست من أنصار البرمجيات الحاجبة والتعنيف المعنوي بل من أنصار اكتساب الأسر للعلم بالشيء والدفع باتجاه النصح والتنشئة السليمة، لذلك ستجدون بأن هذا التوجه سيجعلكم أصدقاء أبنائكم في مشهد حضاري ومتجانس.
هذه الهموم "دوت كوم" التي تشغل أسرنا يجب أن نحاصرها اليوم بقوة قبل أن نصبح في فضائنا الالكتروني عتاة في الاتصال الافتراضي وضعاف في تواصلنا الآدمي! يجب أن تكون الشبكة العنكبوتية وسيلة متطورة لإثراء المحتوى الفلسطيني وتطوير أداءنا التنموي وصناعتنا للمعرفة وإشراكنا لكل الأجيال لنبني ثقافة الانتصار لا النحيب والتحسر!.

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025