الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

" المجــــــد الثــــــــابت"- عكرمة ثابت


قبل اثني عشر عاما ، وفي صبيحة يوم الأحد 31/12/2000 ، صعقت الجماهير الفلسطينية وتفجرت ألما وحزنا للحدث الذي اصاب محافظة طولكرم وكل فلسطين ، حيث إغتالت وحدة خاصة إسرائيلية القائد الوطني والمناضل الإنساني الكبير الدكتور ثابت ثابت ( ابو أحمد ) اثناء خروجه من منزله متوجها الى عمله في وزارة الصحة الفلسطينية ، ففي ذلك اليوم الذي تزامن مع الذكرى السادسة والثلاثين لإنطلاقة الثورة الفلسطينية العملاقة – انطلاقة المارد الفتحاوي – لبست محافظات الوطن ورامين مسقط رأس الشهيد اثواب الحداد والسواد وإلتهبت ألأرض ثورة وغضبا ردا على عملية الإغتيال الآثمة الجبانة ، وها هي ذكرى رحيله تعود الينا مجددا لتتعانق مع الذكرى الثامنة والأربعين لحركة فتح التي انتمى اليها الشهيد وتبوأ فيها عدة مواقع قيادية وكان من قادتها البارزين .
 نحن لانرثي اليوم رجلا عاديا او طبيبا معروفا أو حتى أحد رموز الأمة والقضية ، نقف اليوم بمشاعر عميقة لنرثي رجل بأمة ومن الصعب رثاء قامة كبرى كقامة الدكتور ثابت ثابت ، الذي أفنى حياته في سبيل نصرة قضيته وإعلاء شأن شعبه وأعطى القضية الفلسطينية الكثير الكثير فالعظماء يا " ثابت "  ثلاثة : رجل ورث المجد فولد عظيما ، ورجل هبط عليه المجد منّة من السماء ، ورجل صنع المجد بيده القوية وعقله الثابت ، وأنت يا شهيدنا كنت ولا زلت أحد هؤلاء العظماء الثلاثة ، فقد صنعت المجد بشجاعة قلبك واستنارة عقلك وصرامة موقفك وصدق عطائك وتضحياتك ، والتاريخ – ايها المجد الثابت - بطولة لايسطرها الا العظماء ولايحضن التاريخ بين كتفيه الا ابناءه النجباء ، فتاريخ امتنا عظيم ولايقبل الا العظماء وما من عظماء ولا كرماء في زماننا هذا الا ابطالنا الشهداء الذين بذلوا ارواحهم رخيصة لاجل أن تحيا أمتهم حياة عزيزة لا ذل فيها ولا مهانة ، والعظماء امثالك ، ابا أحمد ، لن يغيّبهم الموت او يطويهم الثرى او ينساهم التاريخ ويتناساهم الشرفاء من الناس ولاينتهون بمآتم عزاء أو في كلمة رثاء .
في بداية رثائي لك ايها العظيم اريد ان ازف لك خبرحصول فلسطين على صفة دولة مراقب غير عضو في الجمعية العمومية التابعة للامم المتحدة ، بفعل الجهود السياسية والدبلوماسية الناجزة للأخ الرئيس القائد العام محمود عباس " ابو مازن " ، فبالأمس - يا مجدنا الثابت - كان المشهد استثنائيا كان عرسا فلسطينيا ... كان يوما من ايام فلسطين ... وكان الوطن كله حاضرا باطفاله ونسائه وشيوخه ، بأسراه وجرحاه ، حتى الشهداء كانوا حاضرين ، نحن يا ثابت شعب الجبارين لا نكل ولا نلين كما وصفنا قائدنا ورمزنا الشهيد الحاضر الغائب ابو عمار قائد كفاح الشعب الفلسطيني ورمزه الخالد الذي حمل قضية فلسطين وتمكن بكل حكمة وشجاعة من بعث الهوية الفلسطينية من جديد ... الياسر الحي الذي تمكن من تحويل قضية شعبنا من قضية لاجئين انسانية الى قضية شعب حر كريم ، ياسر عرفات حامي ثوابتنا الوطنية وحارس مشروعنا التحرري الإستقلالي ... نعم فنحن بحق شعب الجبارين الصابر الصامد والثابت على الثوابت .
إن الإنجاز السياسي الذي حققناه بالأمم المتحدة والذي تلاه إنتصار جماهير شعبنا في قطاع غزة على صواريخ وقنابل الإحتلال قد فتح نار حقد حكومة نتنياهو علينا ، وعاد مشهد القتل والاستيطان والإعتقال ليكون أحد مشاهد معاناتنا اليومية ، تصور – ايها القائد المعلم – أن الإحتلال الإسرائيلي لم يتعلم طوال هذه السنين من الدروس النضالية والسياسية التي لقناه اياها ؟؟!!! لم يتعلم هذا الإحتلال الزائل حتما أن شعب فلسطين الجبار لا يكل ولا يستسلم ولا ينهار ، لم يتعلم قادة القتل والاجرام الإسرائيلي أن الإبتزاز السياسي مرفوض وأن القمع والاستيطان اليومي سنتحداه ونفشله مهما صار !!!! فماذا عملت جرائم الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة سوى انها حفّزت الامة على النهوض من كبوتها وصمودها ؟؟ّ!! ماذا جرى بعد استشهادك ايها المعلم والقائد الوطني الكبيرأنت وخيرة قادتنا وكوادرنا الأبرار ؟ ماذا جرى بعد استشهاد معتز سروجي وطارق قطو واحمد ياسين وابو علي مصطفى والرمز المغوار ابو عمار ... وغيرهم وغيرهم من أبطالنا ومناضلينا ورموزنا !!! هم ظنوا انهم بتمزيق اجسادكم سيمزقون منا العزيمة والارادة ولم يدروا اننا كلنا شهداء احياء والوطن باق حتى وان صرنا شهداء شهداء ، لن يكتموا صوت الحق والحرية نحن امة عصية على البلع ، سندافع عن حقوقنا واراضينا شبرا بشبر وذراعا بذراع وسنموت دون شرفنا ولن يطمسوا مشاعر العزة والكرامة فينا ، وما لم يفهمه المحتل من قبل ومن بعد ان استشهاد احدنا حياة لمجموعنا وان دماءنا صانعة للعزة والكرامة وباعثة للوعي واليقظة .
ان هذا الانجاز الهام تحقق بفضلكم وبفضل صمود وتضحيات شعبنا على مدار عشرات السنين واصراره على التمسك بحقوقه العادلة ، ولابد من تكثيف الجهود وتفعيل التضامن الدولي مع شعبنا في كفاحه المتواصل لاستعادة حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال والتخلص من الإستيطان والاحتلال ، وما تحقق من انجاز يستدعي الاسراع في انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية ووضع آليات للعمل الفلسطيني اللاحق لتجسيد الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على كافة الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس .
لك " المجد الثابت " أيها الحي الخالد فينا لن يموت ... لك منا الوفاء بأن لا نخون الثوابت والعهود وسأختم مرثيتي بما قاله فيك إبن اخيك المهندس الشاعر " ناصر جمال ثابت " معتذرا للعاصفة عن رحيلك يا نبع العطاء ومصنع الابطال الأسود : -
هذا الفلسطينيُّ أعظمُ من تفاصيلِ الغزاةْ
هذا الفلسطينيُّ يعرفُ كيفَ يهزمُ خصمَه
هذا الفلسطينيُّ لا يرضى بأنصافِ الحلولْ


 

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025