ماذا يعني انطلاقة فتح الـ48 .. - د.مازن صافي
قبل أن نتكلم عن الانطلاقة والعوامل التي أدت إلى تعلق الناس بها وهذا الحشد الجماهيري الذي يزحف إلى الحصول على المعلومات عنها وعن أدق التفاصيل ، علينا أن نتساءل .. ما معنى انطلاقة فتح الـ48 من وجهة نظر الجماهير ومن الناحية التاريخية .. في الواقع ليس من السهل أن نحدد المعنى لأنها مجموعة من المعاني الجميلة فهي تلك الشخصية الجماهيرية .. وهنا نعني بالشخصية التوصيف للوصول إلى المعنى ... إنها شخصية تمثل مجموع الصفات والدلائل والوجدانية والإرث التاريخي الحركي ولا ننس الإبداع في أن تكون في متناول أحاديث الناس على اختلاف ثقافتهم ووعيهم ومقدرتهم على رسم الخطوط المطلوبة .. شخصية الانطلاقة تتمثل في انها جماهيرية جامعة ،ومختلفة عن أي انطلاقة سابقة فهي القادمة من رحم الانتظار ستة سنوات ماضية ومتزامنة مع قبول فلسطين دولة غير عضو مراقب في الأمم المتحدة .. إنها قوة الإرادة واعتدال الجسم الحركي وانسجامه ووقوف الجماهير معه .. الانطلاقة هي الشكل الظاهري للحركة والتي تدلل على صحتها وعافيتها وجماهيريتها واستعداداتها ودرجة التعامل والتأقلم مع المتغيرات وإحداث التغيير .. الانطلاقة اليوم هي تجديد لكل المسلكيات الحركية المطلوبة من انضباط والتزام ومحافظة على الكل العام والخاص .. إنها ترجمة لكل التجارب التي سبقت منذ الانطلاقة في يومها الأول حتى اليوم الموعود والمشهود لانطلاقة المارد الفتحاوي الـ48 .. الانطلاقة هي حاجة الكل الفتحاوي والفلسطيني للنجاح والحرية والطمأنينة والمحبة والتقدير .. الانطلاقة سوف تشكل المنحنيات الصاعدة الى الهدف المطلوب وبذلك تصبح رسالة وطنية جامعة تؤسس للوحدة الوطنية والمصالحة ومشاركة الجميع في صنع وطن أجمل وأفضل .. الانطلاقة اليوم فرصة جديدة لأن يراجع الكل نفسه ... فهي تشكل وترسم العناصر التي تتكون منها الشخصية الفتحاوية الموحدة خلف قيادتها وأهدافها الاستيراتيجية وعملياتها التكتيكية والمصلحة الوطنية العليا .. الانطلاقة مدعاة لتجميع الكل معا المختلفين والمتفقين على أرضية الالتزام بالقرار القيادي من الأطر العليا إلى الأطر الدنيا بعيدا عن الشخصنة والأنانية والانتصار للأنا فقط .. ولا يمكن أن نصدق أن فتح غير قادرة على ذلك .. بل سنقول أنها قادرة ولديها الإرادة والمقدرة وليست بعاجزة أن يكون الأداء العام لوحة مشرفة للجميع ... المطلوب فقط أن يكون الجميع في المستوى القيادي المتمثل في التعاون والالتزام والمحبة والإيثار وعدم خلط الأمور والأوراق بغير هدف عام وجامع .. الانطلاقة اليوم تعني أن فتح قائدها العام واحد ومبادئها الأساسية ملزمة للجميع وجماهيرها واحدة ومنضبطة ومترابطة خلف القيادة ومتحدة في تكوينها الداخلي .. من الجميل أن يظهر كل إنسان منا جميلا في نظر الآخرين وله الحضور ولكن كيف ذلك ... إنك لن تكون جميلا لأنك تريد أن تكون كذلك ولن تكون قائدا لأنك تريد ذلك ولن تكون محبوبا لأنك تريد ذلك ... أنت تصنع نفسك بنفسك في حضورك الحركي والمجتمعي والتزامك وتواضعك .. فإن استطعت أن تقنع الناس بذلك فتأكد أن الصورة التي تريد أن تكون بها أمام الجماهير وأمام محيطك وفي إطارك هي الصورة التي تكونت عند كل هؤلاء .. وحين تتصرف بعكس ذلك وتدخل في دائرة الخطأ والزلل والشطط والضعف والهزال الحركي .. فتأكد أن هذه الصورة التي ستراك بها الجماهير .. إن البناء الحركي والوحدوي لا يأتي من فراغ أو من رغبات أو عاطفة أو ما الى ذلك .. بل إن الحياة الحركية لها أثر عميق في تكوين الشخصية الحركية والقيادية والمجتمعية .. وهذا يلزم المحافظة على هذا المستوى والارتقاء به والبعد عن أي نكوص به أو تراجع ... ولا سبيل لذلك ألا بأن نكون أصحاب مصداقية مع أنفسنا ومع مَن هم حولنا .. إن التربية والتنشئة الفكرية هي جهد مطلوب أن يبذل وأن ينتبه له بصورة عملية وتطبيقية فاعلة وصولا إلى الوعي الذي يمكن من خلاله أن يفرق الشخص بين مستوى العاطفة ومستوى المسؤولية وبين مستوى المحبة ومستوى البغض وبين مستوى العطاء ومستوى التعقيد والبخل .. وحين نقول أن شخصية الفرد وحدة متماسكة تتأثر تأثرا كبيرا بكل ما هو حولها .. وبالتالي فعلي الجميع في المستويات القيادية أن يزرعوا فتح الوحدة المتماسكة في شخصيات الفرد الفتحاوي ، لا أن ننهزم في هذه الشخصية ونتحول أمامها إلى " مختلفين ومتناثرين وضعفاء " ... إن حركة فتح حركة ديمقراطية جماهيرية تؤمن بحرية الفرد وتصون حقوقه وتدعو إلى وعيه الكامل نحو واجباته .. والانطلاقة الـ48 لفتح اليوم تؤكد ان فتح حركة عملاقة أكبر من الفرد وأكبر من العواطف السلبية والمواقف المتناقضة .. فتح تؤمن بالحرية والنظام والالتزام والموقف القيادي والحركي والاستيراتيجية في أهدافها وخطواتها .. إن انطلاقة حركة فتح الـ48 هي فرصة حقيقية لكي يسعد الجميع حركتنا بالوحدة والالتزام .. وان من يعمل على إسعاد أكبر عدد من الناس هو القادر على أن يكون سعيدا في داخله قائدا لهؤلاء الناس وقادرا أن يصنع الحقائق .. واليوم سنسعد جميعا بالحشد الجماهيري في انطلاقتنا المجيدة الـ48 .. وبما سبق يمكن أن نصع فكرة أو نضع لبنة في طريق البناء الفتحاوي السليم .. وكل عام وانتم بكل الخير والمحبة والسلام والالتزام .