سلاما على المخلص في عيده- عادل عبد الرحمن
يهل عيد الميلاد المجيد، عيد رسول السلام، عيسى بن مريم حاملا معه البشارة لشعبه الفلسطيني باقتراب تحقيق السلام ، لاسيما
وان عيده ياتي هذا العام وقد خطى ابناء جلدته من الفلسطينيين خطوة مهمة نحو الاهداف الوطنية، بارتقاء مكانة فلسطين الى دولة مراقب في الامم المتحدة. كما حققوا صمودا شجاعا في التصدي للعدوان الاسرائيلي الاثم على محافظات الجنوب (غزة) . كما فتحت ابواب المصالحة الوطنية ، وتقدمت القوى السياسية الى الامام نقلة جدية من خلال كسر حدة الاستعصاءات القائمة بالتعاون الميداني على اكثر من مستوى وصعيد.
رغم ان دولة التهطير العرقي الاسرائيلية، مازالت تصلب المخلص وشعبه العربي الفلسطيني على خشبة الاستيطان الاستعماري، والتهويد ومصادرة الاراضي وفرض سياسة العقاب الجماعي باشكالها المختلفة: عدم تحويل اموال المقاصة لموازنة الدولة، الاعتقال اليومي، الحواجز، انتهاكات قطعان المستوطنين اليومية لممتلكات ومزارع الشعب في الاراضي المحتلة عام 67، وتكتب الشعارات المعادية للديانتين المسيحية والاسلامية على الاديرة والمساجد، بالاضافة لعمليات حرق اماكن العبادة ... الخ إلا ان عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام ، كما حمل البشارة للبشرية بولادته ونشره لديانة التسامح والمحبة من مدن السلام الفلسطينية بيت لحم والناصرة والقدس، التي تحتضن اعظم واهم الكنائس في المعمورة: كنيسة المهد ، والبشارة والقيامة، بالضرورة سيحمل الخلاص لشعبه بمسيحييه ومسلمية ومن اتباع كل المعتقدات والنظريات الفكرية والسياسية من الاحتلال الاسرائيلي ، وينشر السلام باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967.
عيدك ايها المخلص العظيم، لم يعد عيداً دينيا، بل أمسى عيد للوطنية الفلسطينية، وعيدا للسلام الشجاع ، الذي إختارته القيادة السياسية، وحملت لواؤه كما حملت الصليب لتبشر بتعاليمك السمحة. وكما انتصرت ديانتك على من صلبوك من اتباع الديانة اليهودية، الذين تنكروا لكل العهود والمواثيق ، سينتصر سلام الشجعان، السلام القائم على الاستقلال الناجز والتام لشعبك الفلسطيني في دولته، وبضمان حق العودة للاجئين على اساس القرار الدولي 194.
بإضاءة شجرة الميلاد في مهدك بيت لحم وحيث بشرت بتعاليمك واسفار محبتك في الناصرة والقدسن انما يضيء الفلسطينيون عيدا للسلام والتعايش والانتصار لقيم ومبادىء الامم المتحدة والشرعية الدولية، عيدا للتسمك بحقوقهم الوطنية غير منقوصة ، ويضيئوا الحقيقة مرة تلو الاخرى امام شعوب الارض عن جرائم ووحشية الاحتلال الاسرائيلي البغيض، وينزعوا أظافره ، رغم كل الصلف والغطرسة العنصرية المميتة، التي يمارسها قادة إسرائيل ضد ابناء شعبك.
نم سيدي المسيح عليك السلام قرير العين. فبشراك بالسلام والمحبة والتعايش ستبقى نبراسا للفلسطينيين في رحلة الكفاح المجيدة حتى تحقيق الاهداف الوطنية كاملة.
وكل عام وابناء الشعب الفلسطيني عموما والمسيحيون خصوصا بخير بميلادك المجيد. المجد لله في العلى وعلى الارض السلام وفي الناس المسرة.
a.a.alrhman@gmail.com