الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

اليرموك ليس البارد- معتصم حمادة


مخيم اليرموك ليس نهر البارد ولن يكون. اليرموك هو قلب فلسطين في سوريا. من يطلق النار على اليرموك يطلقها على هذا القلب. اليرموك هو العمود الفقري للفلسطينيين في سوريا. من يكسر اليرموك يشل الفلسطيني. اليرموك هو الشعب والبيت، والمدرسة، والدكان، وبسطة الدخان، وعربة الخضار، والأزقة والمكتبة والمعهد، وفنجان القهوة الصباحي، وقصص الحب السري في زوايا الأزقة المعتمة.
القضية الفلسطينية هي الشعب. مخيماتها وبلداتها وقراها ومدنها وريفها. فأي حب نطلق نحو القضية، وفي الوقت نفسه نطلق الرصاص على شعب القضية.
من كان مع فلسطين كان مع شعبها، من كان مع فلسطين كان مع اليرموك. لا فلسطين بلا اليرموك. ولا عودة لفلسطين إلا من اليرموك. من شهد الاف النازحين فجر يوم الاثنين (17/12/2012) وهم يغادرون المخيم، دفعات دفعات، في مشهد يعجز عن تشكيله أكثر المخرجين السينمائيين عبقرية (الا عباقرة الحروب الاهلية المدمرة) ادرك ان القضية الفلسطينية، وان قضية اللاجئين قد دخلتا مرحلة جديدة، صفحتها شديدة السواد.
من شهد الاف النازحين فجر يوم الاثنين، بعد حوالى أسبوعين على اعتراف المجتمع الدولي بالدولة الفلسطينية، تساءل عن معنى دولة بلا شعب، وعن معنى قضية بلا شعب، وعن معنى قضية اللاجئين بلا لاجئين.
تحطيم اليرموك تحطيم لأكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني. اليرموك هو القلب الذي امتدت شرايينه لتضخ الدم في شرايين باقي المخيمات. قال لي أبو الحكم، بلحيته الكثة البيضاء، والدمع في عينيه: "عندما خرجتم ادركنا ان علينا في مخيم سبينة ان نحزم الحقائب". عندما أبى سكان اليرموك المذلة والهجرة تائهين في الشوارع، واستداروا نحو اليرموك، قَلَبَ التاريخ صفحته السوداء، فتح صفحة ذهبية، وأمسك بقلمه ليكتب فصلاً جديداً في تاريخ البقاء الفلسطيني تحت السماء، وتاريخ التراجيديا الفلسطينية في بحور الدماء.
كتب التاريخ ان اليرموك ليس نهر البارد. ولن يكون. وان دروس البارد حفرت على شواهد أضرحة الشهداء. عاد اليرموك الى الحياة. عاد السكان الى منازلهم تحت المطر. في الحفر. في برك الماء. يتحدون رصاص القناص حين حاول ان يرعبهم وان يشل خطواتهم.
عاد اليرموك الى الحياة. استعاد سكانه. فأخفى القناص بندقيته، وتخفى خلف القناع الاسود.
دعوا اليرموك يعيش.
دعوا اللاجئ الفلسطيني يعيش،
دعوا القضية الفلسطينية تعيش.
القضية هي الشعب. ولا قضية بلا شعب. ولا قضية لفلسطين سوى اليرموك. ايها اليرموك... لك الحب، كل الحب.

(من مخيم اليرموك)

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025