لماذا ، لماذا ، لماذا - د.يحي رباح
المساحة الإجمالية لساحة الكتيبة التي تجري فيها الاحتفالات الكبرى في مدينة غزة هي 44550 مترا مربعا ، وطاقتها الاستيعابية تصل إلى مائة وستين ألف شخص ، على ذمة خبراء المساحة ، والمساحة الإجمالية لساحة السرايا الحكومية بعد هدمها و إزالتها هي 51460 مترا مربعا ، وطاقتها الاستيعابية مائة وخمس وسبعون ألف شخص على ذمة خبراء المساحة أيضا !!!
و قد ذكر اسم الساحتين في الأيام الأخيرة منذ بداية الشهر الحالي ديسمبر 2012 ملايين المرات في نشرات الأخبار في الإذاعات والفضائيات والصحف والمواقع الالكترونية !!! لماذا ذلك كله ؟؟؟
والجواب أن حركة فتح في غزة عبرت عن رغبتها في إقامة المهرجان المركزي احتفاء بالذكرى الثامنة والأربعين لانطلاقتها ، انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، الذي تم اعتماده على مستوى العالم كيوم وطني فلسطيني، في ساحة الكتيبة في مدينة غزة وهو نفس المكان الذي أقيم فيه المهرجان الاحتفالي بذكرى انطلاقة حماس ومن قبله بأيام مهرجان انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي .
في الفترة من 21-29/11/2012، كان الوضع طبيعيا جدا ومتفائلا جدا بطرح موضوع المهرجان الفتحوي، فقد كانت مشاعر المصالحة والوحدة طاغية بين الفلسطينيين وقواهم السياسية وهي تتحدث عن أهمية الانجازات التي تحققت على الصعيد الميداني في مواجهة العدوان الإسرائيلي أو على الصعيد السياسي والدبلوماسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة !!!
وقد بقيت الروح الإيجابية عالية في الأيام التي تلت حين أقيم مهرجان حماس في ذكرى انطلاقتها الخامسة والعشرين في نفس المكان أي ساحة الكتيبة ، وقد حضر الأخ خالد مشعل ومعه المكتب السياسي لزيارة غزة، وما تحدث به الأخ أبو الوليد من حديث إيجابي من المصالحة والعلاقة الإيجابية بين فتح وحماس، والرؤية المتفائلة للمستقبل !!!
ثم أصبح الكلام عن مهرجان فتح أكثر دقة وإلحاحا لأن الموعد يقترب ، ولا بد من تحديد المواقف ، ووصل الأمر إلى حد التفاصيل والإجراءات، حين طلبت فتح رسميا أن تقيم المهرجان في الكتيبة، فجاء الرد بالرفض، هكذا بوضوح !!!
وألحقت بهذا الرفض الصادم بعض التبريرات التي لا تصلح حتى للمناقشة، مثل القول بأن إقامة مهرجان فتح في ساحة الكتيبة ستثير ذكريات سلبية بخصوص ما جرى حين أقامت فتح مهرجاناتها في ساحة الكتيبة قبل سنوات !!!
ثم تدخلت الحركة الوطنية والإسلامية الفلسطينية باقتراح وسط أن يبقى المهرجان في مدينة غزة، ولكن أن يقام في الساحة الوحيدة الأخرى المصالحة بعد جهد إنشائي وهندسي كبير وهي ساحة السرايا !!!
وانتظرنا ثم جاء الرد سلبيا و صادما مرة أخرى، لا يتناسب من الروح التي كانت سائدة في الأيام القليلة السابقة، وهي الروح التصالحية، والمبادرات والهدايا الإيجابية المتبادلة بين فتح وحماس، والتي كان أخرها إقامة حماس عدة مهرجانات في مواقع كبيرة اختارتها في الضفة الغربية دون أي نوع من الضغوط والممنوعات، مثل الملعب البلدي في نابلس، وبقية المواقع الأخرى في الخليل وبيت لحم الخ .... .
وهكذا بقي الوضع سلبيا على حاله برغم استمرار بعض الاتصالات والوساطات حتى على المستوى العربي، وقد اختار المحللون السياسيون في تفسير الدوافع وراء هذا الرد السلبي القاطع المانع الذي اتخذته حركة حماس هي وحكومتها وأجهزتها الأمنية !!!
لماذا هذا الموقف السلبي الذي يأتي وسط أجواء إيجابية ؟؟؟
لماذا هذا التعنت في وقت ينتظر فيه شعبنا الفلسطيني أن نذهب إلى الانفراج الواسع في علاقاتنا الوطنية ؟؟؟
وقد أخذت هذه الأسئلة البسيطة مذاقا خاصا، لأنه في الأيام الأخيرة من شهر نوفمبر الماضي ، نظمت حركة فتح مسيرة كبرى وسط مدينة غزة امتدت من ساحة السراي وحتى ساحة الجندي المجهول كان على رأسها الدكتور نبيل شعت عضو مركزية فتح ومشرفها العام في القطاع، وكانت المسيرة قد جرى التحضير لها في وقت قصير جدا، بضع ساعات، وتلاقت تلك المسيرة الحاشدة مع احتفالات في المجلس التشريعي على بعد أمتار قليلة، ولم يسجل حتى أكبر المتشائمين والحاقدين أي نوع من الخلل في تلك المسيرة ولو بنسبة واحد في المليون !!!
كان ذلك في السابع و العشرين من نوفمبر الماضي ، وبعد يومين و تحديدا في التاسع والعشرين من نوفمبر الماضي ، أقامت حركة فتح مهرجانا كبيرا تكريما لشهدائها الأربعين في حرب الأيام الثمانية ، وقد احتشد عشرات الآلاف من جماهير فتح في المناطق المحيطة بمركز رشاد الشوا بعد أن اختنقت بهم قاعاتها الثلاث الكبرى، ثم تحول المهرجان بعد ذلك إلى مسيرة تضامنية مع الرئيس أبو مازن في الجمعية العامة، وقد شاركت الفصائل الوطنية والإسلامية جميعها في تلك المسيرة !!!
ومرة أخرى لم يجد المتشائمين والمتربصين أي حلل ولو بنسبة واحد في المليون يتحججون به !!!
وهكذا تبقى الأسئلة البسيطة صارخة وضاغطة دون أجوبة، لماذا ، لماذا ، لماذا ؟؟؟
وهذا يعني أن رفض حركة حماس وحكومتها وأجهزتها الأمنية لا علاقة لها بالمحاذير الأمنية، ولا علاقة له بالاستعصاءات الوطنية لأن الحالة التصالحية هي سيدة الموقف ومازالت قائمة حتى الآن !!
وإذن فإن هناك أسبابا أخرى .
من هذه البانوراما الواسعة التي قدمتها لكم عن حقائق المشهد، استطيع القول أنني خائف على المصالحة التي اقترب أوانها وأصبحت تدق الأبواب بيديها الشجاعتين للدخول وسط ترحاب وطني غير مسبوق !!!
نعم أنا خائف على المصالحة، لأن المصالحة هي حلمنا الوطني، وحقنا الوطني، وقاعدتنا الصلبة التي يجب أن نركز إليها أمام الخيارات الصعبة !!!
ولان المصالحة هي الساحة التي تجسد الاحتشاد الأكبر لنا فلسطينيا في مواجهة التحديات القادمة !!!
والقاعدة الذهبية تقول ، كلما اقترب النصر كلما زادت التحديات، ومصالحنا و وحدتنا الوطنية هي قاعدتنا الصلبة التي لا غنى عنها ، فكيف نتصرف حين نرى وسط هذه البانوراما السهام وهي توج إلى صدر المصالحة تحت عناوين مفتعلة ؟؟؟
لقد أصبح راسخا في الوعي الجمعي أن حركة فتح لن تعطي لأحد فرصة الاختباء تحت تفاصيل سلبية مهما كانت الظروف ، وتريد أن تبقي على موجة التفاؤل عالية، وتريد أن تبقي كل الأبواب مفتوحة، لأن ترتيب الأولويات لدى فتح هو قناعة يقينية بأن المصالحة هي البند الأول على رأس كل الأولويات، أما ذكرى الانطلاقة فإن أبوابها وشرفاتها فسوف تبقى مفتوحة على الفرح .
zaو قد ذكر اسم الساحتين في الأيام الأخيرة منذ بداية الشهر الحالي ديسمبر 2012 ملايين المرات في نشرات الأخبار في الإذاعات والفضائيات والصحف والمواقع الالكترونية !!! لماذا ذلك كله ؟؟؟
والجواب أن حركة فتح في غزة عبرت عن رغبتها في إقامة المهرجان المركزي احتفاء بالذكرى الثامنة والأربعين لانطلاقتها ، انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، الذي تم اعتماده على مستوى العالم كيوم وطني فلسطيني، في ساحة الكتيبة في مدينة غزة وهو نفس المكان الذي أقيم فيه المهرجان الاحتفالي بذكرى انطلاقة حماس ومن قبله بأيام مهرجان انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي .
في الفترة من 21-29/11/2012، كان الوضع طبيعيا جدا ومتفائلا جدا بطرح موضوع المهرجان الفتحوي، فقد كانت مشاعر المصالحة والوحدة طاغية بين الفلسطينيين وقواهم السياسية وهي تتحدث عن أهمية الانجازات التي تحققت على الصعيد الميداني في مواجهة العدوان الإسرائيلي أو على الصعيد السياسي والدبلوماسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة !!!
وقد بقيت الروح الإيجابية عالية في الأيام التي تلت حين أقيم مهرجان حماس في ذكرى انطلاقتها الخامسة والعشرين في نفس المكان أي ساحة الكتيبة ، وقد حضر الأخ خالد مشعل ومعه المكتب السياسي لزيارة غزة، وما تحدث به الأخ أبو الوليد من حديث إيجابي من المصالحة والعلاقة الإيجابية بين فتح وحماس، والرؤية المتفائلة للمستقبل !!!
ثم أصبح الكلام عن مهرجان فتح أكثر دقة وإلحاحا لأن الموعد يقترب ، ولا بد من تحديد المواقف ، ووصل الأمر إلى حد التفاصيل والإجراءات، حين طلبت فتح رسميا أن تقيم المهرجان في الكتيبة، فجاء الرد بالرفض، هكذا بوضوح !!!
وألحقت بهذا الرفض الصادم بعض التبريرات التي لا تصلح حتى للمناقشة، مثل القول بأن إقامة مهرجان فتح في ساحة الكتيبة ستثير ذكريات سلبية بخصوص ما جرى حين أقامت فتح مهرجاناتها في ساحة الكتيبة قبل سنوات !!!
ثم تدخلت الحركة الوطنية والإسلامية الفلسطينية باقتراح وسط أن يبقى المهرجان في مدينة غزة، ولكن أن يقام في الساحة الوحيدة الأخرى المصالحة بعد جهد إنشائي وهندسي كبير وهي ساحة السرايا !!!
وانتظرنا ثم جاء الرد سلبيا و صادما مرة أخرى، لا يتناسب من الروح التي كانت سائدة في الأيام القليلة السابقة، وهي الروح التصالحية، والمبادرات والهدايا الإيجابية المتبادلة بين فتح وحماس، والتي كان أخرها إقامة حماس عدة مهرجانات في مواقع كبيرة اختارتها في الضفة الغربية دون أي نوع من الضغوط والممنوعات، مثل الملعب البلدي في نابلس، وبقية المواقع الأخرى في الخليل وبيت لحم الخ .... .
وهكذا بقي الوضع سلبيا على حاله برغم استمرار بعض الاتصالات والوساطات حتى على المستوى العربي، وقد اختار المحللون السياسيون في تفسير الدوافع وراء هذا الرد السلبي القاطع المانع الذي اتخذته حركة حماس هي وحكومتها وأجهزتها الأمنية !!!
لماذا هذا الموقف السلبي الذي يأتي وسط أجواء إيجابية ؟؟؟
لماذا هذا التعنت في وقت ينتظر فيه شعبنا الفلسطيني أن نذهب إلى الانفراج الواسع في علاقاتنا الوطنية ؟؟؟
وقد أخذت هذه الأسئلة البسيطة مذاقا خاصا، لأنه في الأيام الأخيرة من شهر نوفمبر الماضي ، نظمت حركة فتح مسيرة كبرى وسط مدينة غزة امتدت من ساحة السراي وحتى ساحة الجندي المجهول كان على رأسها الدكتور نبيل شعت عضو مركزية فتح ومشرفها العام في القطاع، وكانت المسيرة قد جرى التحضير لها في وقت قصير جدا، بضع ساعات، وتلاقت تلك المسيرة الحاشدة مع احتفالات في المجلس التشريعي على بعد أمتار قليلة، ولم يسجل حتى أكبر المتشائمين والحاقدين أي نوع من الخلل في تلك المسيرة ولو بنسبة واحد في المليون !!!
كان ذلك في السابع و العشرين من نوفمبر الماضي ، وبعد يومين و تحديدا في التاسع والعشرين من نوفمبر الماضي ، أقامت حركة فتح مهرجانا كبيرا تكريما لشهدائها الأربعين في حرب الأيام الثمانية ، وقد احتشد عشرات الآلاف من جماهير فتح في المناطق المحيطة بمركز رشاد الشوا بعد أن اختنقت بهم قاعاتها الثلاث الكبرى، ثم تحول المهرجان بعد ذلك إلى مسيرة تضامنية مع الرئيس أبو مازن في الجمعية العامة، وقد شاركت الفصائل الوطنية والإسلامية جميعها في تلك المسيرة !!!
ومرة أخرى لم يجد المتشائمين والمتربصين أي حلل ولو بنسبة واحد في المليون يتحججون به !!!
وهكذا تبقى الأسئلة البسيطة صارخة وضاغطة دون أجوبة، لماذا ، لماذا ، لماذا ؟؟؟
وهذا يعني أن رفض حركة حماس وحكومتها وأجهزتها الأمنية لا علاقة لها بالمحاذير الأمنية، ولا علاقة له بالاستعصاءات الوطنية لأن الحالة التصالحية هي سيدة الموقف ومازالت قائمة حتى الآن !!
وإذن فإن هناك أسبابا أخرى .
من هذه البانوراما الواسعة التي قدمتها لكم عن حقائق المشهد، استطيع القول أنني خائف على المصالحة التي اقترب أوانها وأصبحت تدق الأبواب بيديها الشجاعتين للدخول وسط ترحاب وطني غير مسبوق !!!
نعم أنا خائف على المصالحة، لأن المصالحة هي حلمنا الوطني، وحقنا الوطني، وقاعدتنا الصلبة التي يجب أن نركز إليها أمام الخيارات الصعبة !!!
ولان المصالحة هي الساحة التي تجسد الاحتشاد الأكبر لنا فلسطينيا في مواجهة التحديات القادمة !!!
والقاعدة الذهبية تقول ، كلما اقترب النصر كلما زادت التحديات، ومصالحنا و وحدتنا الوطنية هي قاعدتنا الصلبة التي لا غنى عنها ، فكيف نتصرف حين نرى وسط هذه البانوراما السهام وهي توج إلى صدر المصالحة تحت عناوين مفتعلة ؟؟؟
لقد أصبح راسخا في الوعي الجمعي أن حركة فتح لن تعطي لأحد فرصة الاختباء تحت تفاصيل سلبية مهما كانت الظروف ، وتريد أن تبقي على موجة التفاؤل عالية، وتريد أن تبقي كل الأبواب مفتوحة، لأن ترتيب الأولويات لدى فتح هو قناعة يقينية بأن المصالحة هي البند الأول على رأس كل الأولويات، أما ذكرى الانطلاقة فإن أبوابها وشرفاتها فسوف تبقى مفتوحة على الفرح .