الفتح الفصل الاطول في حياتنا- وليد ظاهر – الدنمارك*
مرت علينا هذه الايام بصعوبة، ونحن نترقب الرد الحمساوي، هل سيتم السماح باقامة مهرجان الانطلاقة في غزة الابية ام لا؟؟؟؟؟؟؟؟، خاصة في ظل الاجواء الايجابية، والتي كانت تبشر بالخير، فلقد وقفت الضفة ببكرة ابيها للدفاع ضد العدوان الاخير على غزة، وكانت وحدة المقاومة في الميدان ضد المحتل، وسمح لحماس بالاحتفال بالضفة الغربية وفي الاماكن التي اختارتها، كل ذلك دفع الى التفائل، ولكن سرعان ما تبخر الامل، في ظل الحوارات المكوكية، والتي استدعت تدخل الفصائل وجهات عربية، من اجل السماح لحركة "فتح" باحياء انطلاقتها في غزة.
وفي ظل تلك المعطيات وما رافقها من مد وجذر، يبقى السؤال الاهم، اذا كان احياء الانطلاقة يستدعي كل ذلك العناء، فيا ترى كم يستغرق تحقيق المصالحة الوطنية.
بالرغم من معرفتنا بان من وضع العراقيل وعطل تنفيذ بنود اتفاق المصالحة، هي حماس "غزة"، والتي رهنت قرارها بالاجندة الحزبية والخارجية، ولا يوجد في قاموسها قبول الاخر، ولسان حالها يقول اما ان تكون معي وتحصل على ما تشاء، واما ضدي وليس لك سوى العصا والعقاب.
وعادة مجددا لتثبت حركة "فتح" بانها اكبر من المهاترات، ولن تسمح بحرف بوصلتها الوطنية، وبالرغم من المماطلة الحمساوية، استجابت الى الصوت الوطني في سبيل فلسطين.
ان فتح الرصاصة الاولى، قد عاهدت شعبها قائلة العهد هو العهد والقسم هو القسم، وفلسطين اولا وثانيا .................. واخيرا.
فتح الحجر، فتح الدولة، هذه الحركة العملاقة، تعض على جراحها وتسكت على الضيم، الذي لحق بها، فلا كرامة شخصية وانما كرامة وطنية، لتضع مصلحة شعبها وتحقيق اماله وتطلعاته نصب اعينها.
انه لم يعد مقبولا لا من الفصائل الفلسطينية، ولا حتى من السيد خالد مشعل، الوقوف على الحياد وترديد الاسطوانة المشروخة، التي سئمنا ومللننا من سماعها، وهي بان الخلاف بين فتح وحماس، بل اصبح اليوم المطلوب بكل شجاعة، الاعلان عن الطرف المعطل للمصالحة، فالسكوت عن الحق مشاركة في الجريمة، فالمطلوب موقف فلسطيني لا يرتهن الى الفئوية الحزبية ولا الى الاجندات الخارجية، بل المصلحة الوطنية العليا، والا الويل لكم اذا جحدتم وانكرتم فضل حركة "فتح" عليكم، التي يكفيها شرفاً انها صقلت وحافظت على الهوية الفلسطينية.
ولا يسعنا اخيرا الا ان نقول، ان فتح التي قدمت كواكب وقوافل من الشهداء والتضحيات، ولم تبخل علينا يوماً، اكبر منا جميعا وتستحق اكثر منا، ليس بالاقوال وانما بالافعال، فالفتح هي الفصل الاطول في حياتنا.
*مدير المكتب الصحفي الفلسطيني – الدنمارك (فلسطيننا)