شكرا يا غزة !!! - د. يحيي رباح
شكرا لك يا ملكة الحب والحزن والغضب ,
شكرا لك يا غزة , ها أنت تحتضنين بفرح لا يضاهى , وشوق يفوق الجبال , ووفاء يشبه الأساطير , ووعي عميق يربط ما بين أعماق الجذور وأفاق الأمل في ذروته الأعلى , تحتضن فتح , وهل فتح إلا جنينك الأول الذي كبر وامتد ليصبح عائلة , ثم قافلة تمر فلا تنتهي , وتحتشد فتختبئ عن الشمس في جيبها !!! وتتوهج فيصبح الفرح دعوة عامة للجميع .
شكرا لك يا غزة !!!
يا فتية رغم ألف ألف سنة وأنت تستقبلين رسائل الماء والصحراء , وكل مستقبل يأتي تنتظرينه ويمر الزمان بين يديك , وكل بداية أنت تنسجينها بخيوط الحرير الملون , وكل جرح مهما كان موجعا يتخلق في حضنك وردة , يا فتح , يا وردتنا الطالعة من جرح , شكرا لك يا بهية , يا وفية , يا عفيفة , يا من فقولي لشعبك في كل مرحلة , تقولين للفلسطينيين أينما كانوا , ومهما تكن راياتهم صفراء أم خضراء أم حمراء , اذهبوا إلى وعدكم , فإن الله قد اختاركم لتكونوا معجزته , تقومون من الموت , تحضرون من الغياب , يفج البرق في الأرحام فتولدون , ثم تكونون البشارة الفلسطينية .
شكرا لك يا غزة ,
منذ متى تعدين قرص العسل احتفالا بفتح العائدة على عمق القلب , ولكن الموعد لم يكن يكتمل , وأنت يا غزة الصابرة المكابرة , المفطومة منذ ألف ألف سنة على كتمان الأسرار , تعدين العدة للفرح القادم ؟؟؟ وها هي فتح تحتفل بعيد ميلادها , وذكرى انطلاقتها , ومجد قيامتها في غزة !!! , غزة التي جمعت من كل حقل سنبلة , ومن كل حديقة وردة , ومن كل وجع زهرة الجنون . ومن كل معركة قاسية شفرة البقاء , وصاغت من كل ذلك إكليلا تضعه على رأس فتح وقبلة مفعمة بالأشواق طبعتها على جبين فتح .
شكرا لك يا غزة :
أيتها الأم الحنون , أبناؤك في كل الأرض ينتشرون مثل بشارات الأزمنة القديمة , حيث النداء والضوء , حيث الوجع و الأمل , حيث الكارثة و البطولة , ينادون بأن قيامة فلسطين هي الوعد المستحق الآن , قهل يكون مهرجان فتح في غزة إحدى هذه البشارات , وبداية هذه القيامات , وسر هذه التخلقات في رحم السنين القادمات ؟؟؟
شكرا لك يا غزة :
ولا مرة افتقدناك إلا وجدناك , ولا مرة احتجنا إليك إلا وكنت زهرة الرعد التي تولد في اللحظة الخانقة , وها نحن نحتفي
بميلادنا في حضنك الشجاع , فشكرا وألف شكر .