دعاء لأجل الأسير المحرر اشرف أبو ذريع- عيسى قراقع
في بداية العام الجديد ارفع يدي عاليا إلى السماء، أدعو الله سبحانه وتعالي ان يشفي الاسير المحرر اشرف أبو ذريع، وينقذه مما الم به بعد ان غاب ست سنوات عن الحياة...
يا رب الناس اشفه وأنت الشافي، أخرجه من غيبوبته التي طالت ليرانا، ليرى أمه وإخوته وأصدقائه وبلدته، يكفيه ما أصابه في السجن، ويكفيه الحرمان من أحلامه وأمنياته الجميلات...
يا رب الناس، هذا عبدك المقعد، مصاب بضمور العضلات، لم يتحرك إلا ضد المحتلين، لم يقف على قدميه إلا في مواجهة الظلم والظالمين، صوته كان يقاوم وإيمانه تغلب على إعاقته وذوبان جسده، فأعطه من قوتك ولا تشمت به السجانين والجلادين.
يا رب الناس، بيدك الشفاء، لا كاشف إلا أنت، خذه برحمتك الواسعة، فلم يمكث سوى اقل من شهر على تحرره من السجن، خرج من تلك المقبرة التي تسمى مستشفى الرملة، حاول ان يتنفس هواء فلسطين، فاختنق بآلامه، ومما زرعوا في جسده من أمراض وفيروسات...
إني أسالك يا رب، من عظيم لطفك وكرمك وسترك الجميل ان تشفيه وتمده بالصحة والعافية، حتى يقول ما يقول عن أسرى مدمرة أجسادهم هناك خلف القضبان، ويشهد أمام العالمين عن سياسة الموت البطيء بحق الأسرى المرضى.
انك يا رب على كل شيء قدير، ان تشفي الاسير اشرف أبو ذريع، الشاب الجميل الوديع، ابن الحرية والحياة، الحامل في قلبه رسائل من منصور موقدة وخالد الشاويش وناهض الأقرع، ومحمود سلمان ورياض العمور، زملائه الأسرى المرضى الذين يحوم الموت فوق رؤوسهم، يصرخون ويتألمون ويستنجدون.
انه يا رب السموات السبع ورب العرش العظيم، فدائي تحدى المحتلين، بجسده الضعيف، بكرسيه المتحرك،بيديه وعينيه، فاعتقلوه بواسطة رافعة آلية، خافوا منه كثيراً، واعتبروه قنبلة فلسطينية موقوتة، عذبوه فصمد، ساوموه فرفض، وظل يهتف لفلسطين وللحرية.
اللهم اذهب البأس واشفه ليصمد، يكفيه انه مات كثيراً هناك في ظلمات السجون، يكفيه انه بكى وتألم بصمت، ورأى العذاب على مدار 24 ساعة، رأى أطباء في زي جلادين، ورأى أدوية لا يعرف ماهيتها، ورأى صديقه الاسير زهير لبادة يهوي مقتولاً في تلك الليلة القاسية.
اللهم اشفه لأجل أمه العظيمة، أم المعاقين الستة، ربتهم بصبر وجلد، رعتهم ببطولة أم فلسطينية، وأعطتهم جميعاً لفلسطين والقدس، انتظرته طويلاً حتى يعود إلى البيت، بنت له منزلاً جديداً لم يهنأ فيه، أعطها يا رب فرحاً وبهجةً ولا تلبسها السواد...
يا رب، يا مفرج الكرب، يا مجيب الدعوة، البسه ثوب الصحة والعافية عاجلاً غير آجلاً يا ارحم الراحمين، وادخله العام الجديد ليبدأ مشواره الإنساني معنا، يضيء شعلة الحرية، شعلة الدولة، ليغني معنا أغاني العودة، لا تحرمنا منه لأننا نحبه ونحتاج إليه، يا ارحم الراحمين...
وزير شؤون الأسرى والمحررين