كل عام و"فتح" بخير- المحامي حسن صالح
عيد بأية حال عدت يا عيد، نقولها وفتح لا تزال تحضر قوية في كل الساحات والميادين، انطلاقا من ساحات وميادين غزة إلى ميادين وساحات كل القرى والمخيمات داخل وخارج الوطن الحبيب فلسطين.
تعود الذكرى، وهناك من يحاول إدخال مخيمات الفلسطينيين في سوريا في وجع ليست المخيمات مسؤولة عنه، وفي ذلك أخذا لوجهة المخيم إلى اتجاهات غير وجهة فلسطين ، وبتلك السياسات الخاطئة نقول كم صائبة وصحيحة سياسة فتح التي تقول:
الأولوية كل الأولوية لفلسطين. ولحشد القوى كل القوى باتجاهها، وسواء كانت قوى عربية أو فلسطينية ، تطبيقا لقانون الصراع الأولي الذي يجبرنا على التمييز بين الصراع الرئيسي والصراع الثانوي وهو ما يتوه هذه الأيام، وهو ما على حركة فتح إن تتمسك به وتناصره وتعلي من راياته في كل المواقع والأماكن.
تعود الذكرى، والفلسطينيون يواصلون قراءة العالم من حولهم، انهم يرون كيف ان العالم الديمقراطي الغربي ما عدا الولايات المتحدة يعيدون قراءة المواقف من الصلف والإستكبار الاسرائيلي.... ويعلنون التبرم منه وحتى التخلص منه - لولا تدخل السياسة الامريكية - كما دلت نتائج التصويت في الامم المتحدة على قبول فلسطين دولة غيرعضو.
ولكن المشكلة تبقى في الواقع الاقليمي والعربي على وجه الخصوص الذي يعيش حالة إنشغال داخلي يعيد في إعادةترتيب اولوياته مما ابعد فلسطين عن مركز الأولوية ووضع مكانها أولويات أخرى، دينية أو عرقية أو سياسية... مما أوجد ويوجد شروخا ذاتية تساهم في نقل إتجاهات الصراع الى ساحات اخرى ..... وهنا ايضا يتطلب الأمر وأكثر من اي وقت مضى أن نعيد قراءة الواقعين المحلي والأقليمي، حتى وإن كانت التجربة مرة والتي قد تدمي المجتمعات ذاتها. إن إستخدامات أدوات الراهن الاعلامية والثقافية وطرح الأفكار والسياسات الصحيحة والتي عرفتها ومارستها حركة فتح حول من هم الأعداء ومن هم الأصدقاء؟ وما هي الأدوات الملائمة؟ وما الذي يوحد الصفوف؟ وما الذي يقسم الصفوف؟ وهل نريد الوحدة ام نريد القسمة؟.... يظل كل ذلك شهادة فتحاوية على المداخل الصحيحة لمواجهة الإنشغالات والإستحقاقات الراهنة، والخروج من حالة المرض الراهن الى مرحلة الصحو والصحة الضرورين لتحقيق مصالح فلسطين والأمة.
نعم في ذكرى إنطلاقة فتح، يتوارد للعقل والذاكرة عشرات بل مئات وآلاف الصور الجديرة بالإعادة والدراسة والمذاكرة، لأن ما في خزائن هذه الحركة من أفكار وممارسات عظيمة ورجال عظام ، شهداء وأسرى وإحياء ومكافحين - عربا وفلسطينيين وأجانب - ما يغني عن مكابدات ليس ضروريا ان تعاد بتكاليف غالية، ففتح الحركة المناضلة لا تزال تملك إضاءات يمكن ان تحول كثيرا من السواد او الصعوبات الى أمكنة يمكن إرتيادها والى طرق تقودنا للإقتراب من الهدف العظيم، هدف تحرير فلسطين كمدخل رئيسي لتخليص واقعنا العربي والإقليمي والإسلامي من ابرز عيوبه في الاحتلال والتخلف وعدم السيطرة على موارده. بل وعدم الإنتماء لمتطلبات العصر الذي نحياه ونعيشه.
وإنها لثورة حتى النصر