رسائل فتح في مليونية الثورة والدولة - موفق مطر
بعثت مليونية الفلسطينيين الوطنيين الفتحاويين في غزة أولا, ومهرجاناتهم في مدن الضفة احتفالا بمناسبة انطلاقة رسائل لكل الاتجاهات وبكل اللغات .
بعث الفلسطينيون رسالة شكر ووفاء غير مسبوقة الى شعوب ودول العالم التي صوتت بـ (نعم) لرفع مكانة فلسطين الى دولة عضو في الأمم المتحدة بصفة مراقب. مضمون هذه الرسالة أننا شعب دولة فلسطين الحرة, التقدمية, الديمقراطية المدنية, دولة قديمة حديثة ستشارككم بناء الصرح الحضاري الانساني.
رسالة واضحة, لا تأويل لمفرداتها الى الادارة الأميركية التي أخذت منذ فترة تسلط اضواء البحث عن بدائل لمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية, كأدوات ضغط لتمرير حل « الدولة المؤقتة» هذا الحل الذي رفضه رئيس الشعب الفلسطيني والرئيس محمود عباس باسم الشعب ومصالحه الوطنية العليا .
رسالة بلاغة سياسية الى «حكومة اسرائيل» قد يعجز مفكرون وقادة وكتاب سياسيون عن صياغة مثيلها بحروف الكلمات, أن الغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني مع برنامج حركة التحرر الوطني, وان قيادته السياسية تعبر عن ارادته وآماله وطموحاته وأهدافه بامانة, فالملايين أكدوا بهذا الحضور التاريخي أنهم حماة المشروع الوطني, وشعب الثورة, والدولة, والمقاومة الشعبية السلمية, وأنهم مع منهج الحركة وقائدها على درب تحقيق هدف دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بعاصمتها القدس, وان أي حل لا يلبي هذا الهدف فان هذه الملايين لقادرة على تغيير الخارطة السياسية, وفرض وقائع جديدة على الأرض, والأهم من كل ذلك تغيير قوانين وأدوات الصراع ... أما وقد اعترف مسؤولون اسرائيليون بخطأ تقديراتهم حول مدى وحجم تمثيل الرئيس ابو مازن, ومكانة وحجم شعبية حركة فتح, فان الكرة الآن في ملعب أصحاب القرار في اسرائيل ليعيدوا قراءة حساباتهم.. واقرار سياسة تستجيب لدعوة رئيس وقائد هذا الشعب للسلام القائم على قوانين وقرارات الشرعية الدولية، وآخرها الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بقيام دولة فلسطين على أرضه على حدود الرابع من حزيران من العام 1967.
كانت المليونية رسالة الى شعوب وحكومات الأقطار العربية, بأن الشعب الفلسطيني هو شبكة الأمان الأساسية والحقيقية للمشروع الوطني, وأن شبكة الأمان الرسمية العربية ( المالية ) هي استحقاق مشروع, فملايين الفلسطينيين هم عمليا في خط الجبهة الأول في الصدام مع المشروع الاحتلالي الاستيطاني, ومشروع نشر الفوضى في المنطقة العربية, وضرب ركائز الدولة المدنية في الوطن العربي, فالملايين التي هتفت لحركة التحرير الوطني الفلسطيني, انما هتفت للثورة, للحرية, للتحرر من الاحتلال الاستيطاني, للدولة الديمقراطية المدنية, للحرية للمستقبل, للمصير العربي المشترك, للعروبة, للقيم والأفكار الانسانية النبيلة، فهذه مدرسة فتح, والملايين هم معتنقو فكرة الثورة التي اطلقتها فتح قبل 48 عاما, روادها بالملايين كذلك مناضلوها، ومؤيدوها, ومناصروها, انها حركة الشعب الفلسطيني, فالوطن والشعب عند فتح أعظم من حصره بفكرة ايديولوجية, ففتح قدمت مشروع الدولة الديمقراطية التعددية لكل مواطنيها وجعلته في نظامها كمادة دستور في الدول المستقلة.