سلام عليك يا غزة - ماهر حسين

 (سلام عليك يا غزة وسلام لأهلك الأبطـــال الأوفياء الذين احتشدوا في مهرجان الانطلاقة المجيدة ،سلام عليكم يا أسياد أنفسكم الأبية وشكرا" من القلب لكم لأنكم انتصرتم لقضيتكم ولوحدتكم ولفلسطين الدولة ) تلك الكلمـــات كانت جزء" من خطـــاب الأخ الرئيس محمود عباس للشعب لفلسطيني في غزة بمناسبة احتفال انطلاقة فتح بساحة الشهيد ياسر عرفات . غزة تستحق منـــا السلام لأنها أعادت لنا الإحساس الفطري بالقدرة الفلسطينية على فعل المستحيل ...
غزة تستحق منا السلام لأنها أعادت الاعتبار لوحدة التمثيل السياسي للشعب الفلسطيني ...
غزة تستحق منا السلام لأنها قالت كلمتهـــــا بصوت واحد فكانت الوحدة حاضرة فتحاويا" وفلسطينيا"...فتحاويا" هذا الحشد ليس مع أي جهة من فتح وإنما مع فتح نفسها ...هذا الحشد ليس ضد هذا ولا ضد ذاك فهذا الحشد مع فتح الموحدة ومع القيادة الشرعية .....هذا الحشد هو فتح التاريخ والحاضر والمستقبل هو حشد الشهيد الرمز ياسر عرفات والخليل وأبو إياد واحمد ياسين وجورج حبش والقاسم والنجـــاب ...أما فلسطينيا" فهذا الحشد ليس موجها" ضد حماس فهو حشد لفلسطين ولمنظمة التحرير الفلسطينية وان كان المحتشدين مؤيدين لفتح وأنصارا" لهــــا فهذا لا يعني انه معادي لحماس ولكن على حماس أن تسمع تلك الأصوات الهادره لجماهير غزة البطلة ....
ففتح ليست ضد حماس خاصة بظل التقارب في الموقف السياسي والناتج عن إدراك حركة حماس لان الممارسة الفعلية للسلطة تختلف عن البقاء في صفوف المعارضة للتعليق على السلطة . إن ممارسة السلطة تقتضي مواجهة صعوبات كبيرة وتقتضي تضحيات ويواكبها أخطاء وهنا فان من واجبي الإشادة بمواقف كل قيادات حماس التي وقفت خلف القرار التاريخي لحماس في غزة بتسهيل إجراء احتفال فتح بذكرى انطلاقتهـــا ونخص بالذكر أبو الوليد (خالد مشعل ) وأبو العبد (إسماعيل هنية ) الذي سارع لتهنئة الرئيس أبو مازن بنجاح الاحتفالية الفتحاوية في يوم غزة المليوني ..المليونية الفتحاوية بغزة لاقت جدل كبير حول حقيقة كونها مليونية أو أقل ...بالنسبة لي لا يهمني ..مليون ..أقل ..أكثر ...المهم أن نفهم مغزى الحضور الجماهيري والرسائل التي أرسلها هذا الجمهور العظيم . طبعا" في جدال الأرقام المتوقعة للحضور العظيم ... لاحظنا جهل كبير وحقد أعمى جعل البعض يتحدث عن كون الحضور جاء ليحتفل بنصر غزة العسكري على إسرائيل !!!!!
على اعتبار أن الحفل تأييد لحمـــاس !!!
من هنا نقول ونكرر لسنا ضد حماس ولكن الحفل كان حفلا" فتحاويا" بامتياز و بكل تفاصيله ولا مجال لهذا النوع من الطروحات الناتجة عن حقد اعمي والتي تعبر عن صدمة البعض بما حصل وخاصة إذا كان هذا البعض من مستفيدي الانقلاب وأبناءه .
 لقد حمل هذا الحشد العديد من الرسائل وأبرزها ما يتعلق بشرعية التمثيل الفلسطيني فشرعية شعبنا في لغزة والضفة والقدس الشرقية هي فقط شرعية منظمة التحرير الفلسطينية وهي بوابة العلاقات الدبلوماسية وبوابة التسوية والاستقرار والسلام وهي صاحبة الموقف السياسي فلا شرعية لأي جهة على حساب التمثيل الفلسطيني .
 كما أرسل هذا الحشد الكبير رسالة واضحة لإخوتنا بحماس تدعو لتجاوز الانقسام على خلفية الشراكة بين فتح وحماس وباقي الفصائل الفلسطينية فلا إلغاء بعد اليوم ويجب أن ينعكس هذا على التمثيل الفلسطيني في منظمة التحرير الفلسطينية بالتوافق وعبر الانتخابات في الأراضي المحتلة عام 67 .
 حيث أنني مؤمن بان الانتخابات فقط هي القادرة على العبور بنا من بوابة الانقسام إلى بوابة الوحدة من جديد . نعم يجب أن يكون الإجراء المباشر الآن هو الموافقة على الانتخابات من قبل حماس والبدء بالإعداد لها لتكون بوابة التمثيل الصحيح لسلطتنا ولدولتنا الوليدة ولاحقا" لذلك يتم تنفيذ آليات ترتيب التمثيل الفلسطيني من خلال منظمة التحرير الفلسطينية .
 لقد أرسلت الجموع كذلك رسالة لفتح ولقيادتها ولكوادرها فجماهير فتح مع الشرعية وجماهير فتح بحاجه إلى وحدة كوادر فتح بلا استثناء وهنا نتطلع للمصالحة الفتحاوية بإطار الانتماء للحركة ومن هنا يجب التركيز على عقد المؤتمر السابع لحركة فتح وتمثيل هذا الجيل وهذا الحشد بما يتناسب معه ومع رغبته في أن تكون قيادته تنتمي له ويجب إن نؤمن بأن فتح اكبر من كل الأسماء وفتح أصغر من فلسطين وعلينا معا" أن نعمل لفلسطين ولإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ليحل السلام بيننا وبين كل الجيران وهنا ندعو إسرائيل لتفهم مغزى الرسالة الخاصة بهم ..فلا دولة مؤقتة ولا تمثيل سوى منظمة التحرير ونحن طلاب حق ودولة حتما" ستقوم ونحن فقط القادرين على صنع السلام . هذا ويجب التأكيد على رسالتنا جميعا" لكل الشعوب العربية ولكل الأنظمة فنحن منكم ولكم ومعكم ويجب أن تكونوا معنا بمعركتنا من اجل الوحدة والدولة فلا تدخل لطرف على حساب الأخر ولا دعم لمنطقة بدون الأخرى فالموظف بغزة هو الموظف بالضفة والقدس هي عاصمة فلسطين كلهـــا والمشروع هنا هو المشروع هناك فكلها فلسطين الدولة التي نريدها ونؤمن بها كمدخل لتجاوز الصراع . رسالة غزة جاءت قوية ووجٌهت للجميع وأدعو الجميع لإعادة النظر بالمعنى الحقيقي لهذا الحشد وما أرسله من رسائل وندعو للاستجابة لغزة ولموقفها ولجماهيرها الحاشدة ..فغزة هي أساس قوتنا ووحدتنا ودولتنا وقرارنــــا . أخيرا" أشكر كل من خرج للتعبير عن موقفه بصدق وبعيدا" عن الأعداد الصادمة للجميع أقول بان غزة اكبر من مليون هنا ومليون هناك وعلينا أن نستمع لصوتها ولموقفها وعلينا أن نشكرها على إعادة الروح لنــــا وكما يسعدني أن أتقدم بجزيل الشكر (لنكهة الاحتفالية ولروحها) ....فرقة العاشقين التي كان لحضورها معنى يجب أن نرقى جميعا" به لتتحول فرقة العاشقين إلى مؤسسة العاشقين للفنون والتراث ولتبقى الممثل للتاريخ وللحاضر وللمستقبل التراثي الفني الفلسطيني .
 سلام عليك يا غزة وشكرا" .