الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

على ضفاف النيل.. "فتح" تنطلق و"فرقة العاشقين" تتألق - كمال أبو شاويش


لم أكن أتوقع، ونحن نودع العام 2012م، أن تكون الذكرى الثامنة والأربعين لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة مختلفة عن غيرها من الأعوام السابقة، بل وتكون المتميزة على الإطلاق.
فقد جاءت الانطلاقة في ختام مشهد الاعتداء الصهيوني الآثم على قطاع غزة، وما أظهرته فصائل المقاومة من صمود أسطوري وتميز نوعي في صد العدوان، ثم التتويج بالنصر السياسي في أروقة الأمم المتحدة، بحصول فلسطين على عضو مراقب فيها، وأخيراً، الإجماع الوطني العام علي ضرورة الإنهاء الفوري لحالة الانقسام وتكريس الوحدة الوطنية.
لقد جاء احتفال (كرنفال) الانطلاقة في قطاع غزة ليس فقط تعبيراً عفوياً جارفاً، نتيجة لغياب الحركة عن العمل الجماهيري في قطاع غزة لأكثر من خمسة أعوام، بل وأكثر من ذلك، فلقد خرجت جموع الشعب الفلسطيني، بقضها وقضيضها، لتأكد، مرة أخرى، على أن فتح قائدةً للمشروع الوطني التحرري بلا منازع. وحملت رسائل عدة، قد لا يتسع المجال هنا لتبيانها أو الحديث عنها.
ويبدو أن حالة العشق والهيام الوطني قد تمددت خارج حدود الوطن الجغرافية ليصل صداها حيث يوجد الفلسطينيون. فهنا في القاهرة "أرض الكنانة" خرج أبناء الشعب الفلسطيني المتواجدون في جمهورية مصر العربية ليحيوا الذكرى على طريقتهم الخاصة، هاتفين مرددين شعاراتهم المنادية بالعودة، وإقامة الدولة، وبدعمهم للقيادة الفلسطينية، مستذكرين أرواح الشهداء الذين عمدوا الطريق بالدم والتضحيات الجسام.
وغنت "فرقة العاشقين" بدورها بغض الأغاني التي تربينا عليها صغاراً وطالما رددناه أشبالاً، كانت تلك الأغنيات هي المحرك الحقيقي لحالة الوعي الوطني للفلسطينيين في الأرض المحتلة والشتات.
لم أكن لامسك نفسي وأحبس بعض دموعٍ حارة خرجت، أو كادت أن تخرج، من بين حنايا الصدر قبل العيون، وأنا استمع لأغنيات تغنينا بها في الأسر، فكانت سلوانا عند الشدائد وفي زنازين الاحتلال، ودفئنا في ليالي الأسر الطويل. فصفقنا ورددنا معهم ما نحفظه من مقاطع كادت أن تخطف قلوبنا، ثم غنوا لبيروت. وما أن انتهي الحفل حتى تسابقنا –كما الأطفال في براءتهم- لالتقاط بعض الصور معهم.
قد أكون محظوظاً أكثر من أبناء جيلي، فقد شهدت الانطلاقة في أكثر من مكان، في غزة، في معتقل أنصار (2)، في سجن النقب الصحراوي (كتساعوت)، في رام الله حيث جامعة بيرزيت، وفي مخيم اليرموك بسوريا، وأخيراً في القاهرة علي ضفاف النيل وبصحبة فرقة العاشقين هذه المرة.
وأكاد أجزم أن انطلاقة هذا العام هي الأكثر تميزاً على الإطلاق؛ فقد احتفلت جماهير شعبنا في كل مكان تقريباً، في محافظات الضفة الغربية، وفي مخيمات لبنان، في الأردن، وفي قطاع غزة -الذي سجل سفراً جديداً في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة- وأخيراً في القاهرة.
إنه ربيع فلسطين، إذن، يزدهر من جديد، فيبدو أن هذا العام من مطلعه يبشر بالخير، فهذه الحالة الجياشة، التي عاشتها جماهير شعبنا في كل أماكن تواجده، تصلح كأرضية قوية للانطلاق من جديد إذا تم توظيفها والبناء عليها في القريب العاجل، ولا يكون البناء إلا من خلال تبني جملة من السياسات والاستراتيجيات والبرامج الخلاقة.
لقد أظهرت هذه الانطلاقة قوة الشارع الفلسطيني، وعلى القدرة الهائلة لحشد أنصار التيار الوطني (الذي تقوده فتح)، والذي ظن البعض أنه قد تراجع بعد الانتخابات التشريعية في يناير 2006م وما أفرزته من تداعيات.
وبالتالي، فإنه وأمام هذا الحضور الطاغي لجماهير الحركة ومؤيديها لم يعد مقبولاً، بعد اليوم، أن تُقاد الحركة بالارتجال والعشوائية، ولم يعد مقبولاً تهميش تلك الجماهير الغفيرة، التي انحازت لمشروع الحركة، فهي شريك أصيل، وليس مقبولاً أن يُتعامل معها على أنها متلقٍ وتابع. كما وأثبتت التجربة مرة أخرى أن جيل الشباب داخل الحركة لديه من الوعي والطاقات الخلاقة ما يكفي لبناء حاضر ومستقبل الحركة، فيما لو أعطيت له الفرصة لكي يجرب نفسه في القيادة.
دروس كثيرة يجب أن تستخلصها قيادة الحركة من هذا الحراك الجماهيري الواسع، الذي يمثل فرصة ذهبية لاستعادة مكانة الحركة فلسطينياً وعربياً ودولياً، التي بدأت تتراجع مع ظهور منافسين أقوياء علي الساحة الفلسطينية.
لقد قال الشارع كلمته إذن، وصلت الصورة للجميع، حين توشحت غزة بالصفار وبكوفية الختيار، ورُسمت حدودها وفق حدود شعار العاصفة، وسُمع صوت الفتحاويين –الذي غُيِّبَ لفترة- فوصل صداه إلى كل أماكن صنع القرار في العالم. لكن يظل السؤال الجوهري: هل نستطيع أن نوظف هذا الحراك الشعبي، فنحيلها لبرنامج عمل دائم؟ أم أنه مجرد حالة عاطفية انفعالية ستنتهي مع انتهاء الحدث دون أن يتم البناء عليها؟
والآن بعد أن أنفض المولد، وأعطت احتفالات الانطلاقة لهذا العام "قُبلة الحياة" للحركة وقيادتها، فماذا بعد..؟!
 لقد قلنا وقال غيرنا أن هذه الحركة باقية وستظل شامخة ليس بفضل "عبقرية" القيادة، ولكن بحرص الجماهير عليها؛ فلقد سبقت جماهير الحركة قيادتها وتفوقت عليها، وأسدلت الستار علي كل المحاولات اليائسة، التي حاولت سحب شرعية ومشروعية التمثيل الفلسطيني من قيادة الحركة ومنظمة التحرير، وأغلقت الباب نهائياً أمام كل المتربصين والحاقدين، وأعلنت بوضوح، لا يقبل التأويل، عن تأييدها الكامل للحركة، وانحيازها للمشروع الوطني والسياسي والاجتماعي الذي انتهجته.
 إنها باختصار قد أعادت "التوازن المفقود" في المشهد الفلسطيني، في ظل معادلة إقليمية تُرسم معالمها من جديد، وأعادت تصدير التيار الوطني –الذي تقوده فتح- إلى الواجهة من جديد، قاطعةً الطريق على كل المحاولات البائسة لحرف بوصة النضال الفلسطيني عن مساره السليم.
وخلاصة القول، أن جماهير شعبنا قد انحازت لفتح.. فهل تنحاز فتح للجماهير؟!

 

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025