منخفض في الربيع!- فؤاد ابو حجلة
ضربت صاعقة رعدية منطقة الجنيد في نابلس وألحقت أضرارا كبيرة بتسعة عشر منزلا هناك، وهددت كتلة هوائية قطبية باجتياح ثلجي لمرتفعات الخليل وبيت لحم والقدس ونابلس اليوم، ونجحت الأمطار في إغراق شوارع الضفة واغلاق الكثير منها، وتمكن الطقس من إغلاق المدارس أيضا.. إنه المنخفض الجوي الذي يجتاح المنطقة ويمر في أجوائها ليستقر في فلسطين على ما يبدو.
لا اعتراض على الطقس وتغيراته وقسوته فكل ما يصلنا من السماء يجيء بأمر الله، وليس غريبا علينا أن نوقد النار في أحواش الدور، وقد مرت علينا منخفضات أقسى وأشد من الهواء المستورد من شرق أوروبا والكتل القطبية الباردة التي تصلنا مغلفة بالثلوج.
المنخفض الجوي عابر وقصير وجليده لا يصل القلوب، لكن ما يؤذينا هو المنخفض السياسي الطويل الذي تشتد قسوته منذ أيلول وتتكدس ثلوجه على ملفاتنا المفتوحة في الربيع.
وإذا كنا نستطيع مقاومة برد السماء بما أوتينا من حطب في الحقول ودفء في القلوب فإننا نجهد في البحث عن وسائل مقاومة برودة الموقف السياسي العربي والدولي من نضالنا الوطني ومن حقنا في التحرر والاستقلال.
يحذر رئيس الوزراء من صعوبة وضعنا المالي، وتنشر الصحف تقارير توجع القلب عن معاناة العائلات الفلسطينية الفقيرة في هذا الشتاء القاسي الذي يتزامن مع عجز الحكومة عن دفع رواتب موظفيها، ولا أحد يتحرك في المحيط العربي الذي يفاخر «فرسانه» بشهامتهم!
كان النظام العربي قد وعدنا بمظلة مالية لمواجهة الحصار الاسرائيلي- الأميركي – الغربي بعد حصولنا على حقنا في اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين كدولة، لكن هذا النظام البائس لم يلتزم بوعده وأدار لنا ظهره وقت الشدة ليصبح الضلع الرابع في مربع الحصار الشيطاني.
نعجز عن مواجهة المنخفض الجوي بسبب ضعف بنيتنا التحتية، ويبدو أننا سنظل عاجزين عن مواجهة المنخفض السياسي إذا لم نبادر إلى إصلاح بنيتنا السياسية وترميم خطابنا المؤدب أكثر مما ينبغي في التعامل مع النظام العربي.
نقول مرة أخرى ان بعض العرب لن يدفعوا التزاماتهم بالمناشدة المؤدبة ونذكر بوسائل أخرى مجربة كانت دائما تأتي بالحصاد.