المقاطعة أضعف الايمان- فؤاد ابو حجلة
وصلت دفعة من الدعم العربي للسلطة الوطنية قدمتها السعودية بمبلغ مائة مليون دولار، وقد علمنا أن هذه الدفعة خارج شبكة الأمان المالي التي أقرها النظام العربي لدعم السلطة ولم ينفذها خوفا من غضب واشنطن.
هناك كلام عن دفعات أخرى ستصل قريبا من دول عربية، لكن هذا الكلام يظل مجرد هذر في الصالونات ولا يكتسب أي قيمة قبل وصول هذا الدعم الذي يبل الريق ولا يبدد العطش المالي بشكل كامل، خاصة وأن النظام العربي يستفيد كثيرا من الحديث عن الدعم ويجيد اعتبار هذا الحديث بحد ذاته دعما للسلطة ويكتفي بتصريحات باهتة ومملة عن التزام الدول العربية بدعم الشعب الفلسطيني في صموده على أرضه ويستنكف عن مد هذا الشعب بمقومات الصمود.
بداية دعونا نتذكر ونذكر الحكام العرب بأننا لا نتسول ولا نطالب بما هو ليس حقا لنا، ودعونا نعيد التذكير بأن صمود الفلسطينيين يحمي عروشا عربية كثيرة، ودعونا نوضح أن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي هو الذي رفع اسعار النفط العربي وساهم في تخمة خزائن الأنظمة المحشوة بمليارات يذهب معظمها لتمويل برامج مصممة خصيصا لحماية التخلف والحفاظ على التبعية المطلقة للغرب.
أمام هذه الحالة وفي ظل التواطؤ الرسمي العربي مع الادارة المتصهينة في الولايات المتحدة ينبغي أن يتغير خطابنا السياسي والاعلامي ويتوجب اللجوء الى اسلوب مختلف في العلاقة مع النظام العربي. وإذ ندرك صعوبة فتح الملفات وإظهار الحقائق المحبطة التي تكشف تورط الأنظمة العربية في كل حلقات المؤامرة على الشعب الفلسطيني، فإننا لا نجد في الوقت نفسه أي صعوبة في اتخاذ قرار بالتعامل مع الأنظمة العربية بالقطعة، ولا نجد أي مبرر لحضور اجتماعات الجامعة العربية التي لا تنفذ ما تقرر.
ربما كان منطقيا الآن أن تعلن السلطة مقاطعة هذه الاجتماعات حتى وصول شبكة الأمان المالي.. وهذا أضعف الايمان.