تداعيات- محمو ابو الهيجاء
كل يوم أتعلم شيئا جديدا ، كل يوم اعرف الناس الذين من حولي على نحو افضل ، والأهم كل يوم أتخلص من وهم آخر من اوهامي التي كبرت معها ، فأصبح اكثر حرية ، كل يوم تسقط عندي شعارات عديدة ، وكل يوم أتأكد تماماً ان الموضوعية موقف صعب وقول الحق أصعب وان علاقات المصالح التي افضل تسميتها بالعلاقات الزبائنية هي سيدة العلاقات في زمن بات فيه « ألبي آر» وظيفة في غاية الاهمية ولا يستغنى عنها في أية مؤسسة مرموقة ..!!
ومن بين ما اصبحت اعرف على نحو افضل حتى الآن ، ان الكثير من الاسماء لا تقود الى معانيها ولا الى محمولاتها التاريخية ، وان الرسائل لا ينبغي ان تقرأ من عناوينها غالبا ، وانه حقاً ان وراء الأكمة دائماً ما وراءها .
وفي إشارة ذات دلالة ، لم يكن ألبرت آينشتاين هو الأذكى بين معاصريه ، بل هو الذي كان يقضي وقتا اطول مع المسائل التي يبحث فيها ، هكذا هو قال عن نفسه ، بما يعني ان التأني والتأمل يقود دائماً الى البحث الأعمق والى الرؤية الصائبة وبما يعني أيضاً ان الاستسهال والاستعجال، لا ينتج في المحصلة أية معرفة حقيقية ما لم يقد الى الحمق والخطأ وربما الخطيئة ...!!!
أظن ان معرفة كل ذلك تظل ممكنة وطيعة كلما تنوعت وتعمقت الخبرة في الحياة ، وكلما كان بالإمكان الإمساك بالتجربة ومن باب نقدها أولاً إذ لا معرفة حقيقية دونما نقد ولا تطور بطبيعة الحال ... لكن وحينما يصبح النقد انتقائيا ، فانه حين ذاك يكون قد ارتبط بمصلحة ولا يعود غير اكسسوار لا قيمة له حتى كعامل مساعد ....!!!