انتهت صلاحيات خطاب بار ايلان-عادل عبد الرحمن
كان بنيامين نتنياهون اعلن بخطاب له في جامعة بار ايلان بحيفا عام 2009، عن موافقته على خيار الدولتين، دون ان يحدد حدود تينك الدولتان. وكان إقراره من حيث المبدأ بالدولتين بالنسبة للعديد من قادة الدول والمراقبين السياسيين بمثابة "تحول إيجابي" في مواقفه، ومواقف الليكود وضمنا الائتلاف، الذي يقود.
مع ان سياسة بيبي وحكومته الاكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل، عمليا بددت كل افق للتسوية السياسية. وسابقت الزمن في عمليات الاستيطان الاستعماري، وتهويد ومصادرة الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 67، وتغيير معالم وديمغرافيا القدس الشرقية،وواصلت حصار محافظات الجنوب (قطاع غزة) وشن العدوان البربري عليها بشكل مستمر. فضلا عن ان الائتلاف الحاكم قام بسن اكثر واشع القوانين العنصرية في تاريخ دولة التطهير العرقي الاسرائيلية ضد الكل الفلسطيني في داخل الداخل وفي الاراضي المحتلة عام 67.
حتى البعد الشكلي للمفاوضات لم يشهد اي حراك سوى ايام معدود، ومن ثم اوصدت الابواب والنوافذ امامها (المفاوضات) نتيجة رفض حكومة اقصى اليمين وقف البناء في المستعمرات المقامة على الاراضي المحتلة. ومع ذلك بقيت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، بما هو مشترك بين القطبين، وبحسابات كل قطب على انفراد، يراهنا على إمكانية إحداث نقلة في مواقف رئيس الحكومة الاسرائيلية وإئتلافه لدفع عملية التسوية خطوة للامام. حتى ان دول الاتحاد الاوروبي فرنسا وبريطانيا ومن خلفهما المانيا، باتت تعد خطة لاعادة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي في اعقاب الانتخابات، التي ستتم اليوم للكنيست التاسعة عشر. مع ان كل من القطبين استشعرا من خلال رؤيتهما لما يجري على الارض، ان نتنياهو يهدد السلام، او كما اعلن الصحفي لندنبيرغ باسم الرئيس اوباما، ان سياساته ( زعيم إئتلاف الليكود بيتنا) تهدد وجود الدولة الاسرائيلية ذاتها.
وحتى يقطع بيبي الشك باليقين، ويضع حدا لمراهنات القوى الغربية والاممية عموما، اعلن اول امس وعشية الانتخابات الجارية اليوم، انه لن يسمح بوجود دولة فلسطينية، وان جل ما يمكن ان يمنحه للفلسطينيين "شكل ما للحكم" !؟ وانه لن يزيل اي مستوطنة مقامة على الاراضي المحتلة عام 67. وبذلك يعلن القطيعة ما حمله خطابه في بار إيلان بحيفا.
موقف زعيم إئتلاف الليكود بيتنا، الشخصي والحزبي والائتلافي والمؤسساتي لم يفاجىء الفلسطينيين، ولن يفاجأهم اي موقف عدواني اكثر تطرفا مما اعلنه، لان الوقائع والانتهاكات اليومية، التي تنفذها حكومة اقصى اليمين بالتناغم والتكامل مع قطعان المستوطنين، كانت خير برهان على المآل الذي سعى، ويسعى اليه نتنياهو.
لكن هل رسالة رئيس الحكومة الاسرائيلية القادمة وفق كل المؤشرات واستطلاعات الرأي، وصلت للدول العربية والاقطاب الدولية ذات الصلة؟ لا سيما وان رسالة نتنياهو، ليست ذات طابع تكتيكي مقتصرة على جذب اصوات الناخبين لصالح إئتلافه المتراجع نسبيا، انما هي رسالة تعكس رؤية الرجل وحزبه وإئتلافه والحكومة التي يقود. وهل تجدي المبادرة الاوروبية، التي مازالت في طور التبلور؟ وألآ تعتقد القوى الدولية عموما والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي خصوصا، ان الوقت حان لاستخدام سلاح العقوبات الاقتصادية والعسكرية والديبلوماسية ضد دولة التطهير العرقي الاسرائيلية، لاعادتها لجادة التسوية السياسية ودفع خيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967؟ وان لم تفعل ذلك ، على ماذا تراهن؟ ايمكن ايجاد سبيل ما لدفع خيار السلام في ظل السياسات التي ينتهجها نتنياهو وإئتلافه؟
الكرة في مرمى الدول العربية والاقطاب الدولية وخاصة اميركا واوروبا ، إن كانوا جميعا معنيون بخيار السلام وحل الدولتين..