سراويل غزة !!!! - ماهر حسين
(حماس تلاحق سراويل (الخصر الساحل) وعباءات السيدات الضيقة وقصات الشعر الأجنبية ضمن حملة (ترسيخ القيم والفضيلة) . ما سبق هو مقدمة لتقرير عن حملة أطلقتها مديرية أوقاف غزة التابعة لحكومة حمـــاس المقالة .
لسنا ضد القيم وبالطبع كلنا احترام للفضيلة .
شخصيا" لست مع سراويل الخصر الساحل ولكن منعها سيجعلها أكثر جذبا" للشباب وسيجعلها جزء من شخصية الشاب وعلى أوقاف غزة أن تفكر بطريقة أخرى للتعامل مع الظاهرة فالملاحقة والمنع ليست الوسيلة الأفضل للتعامل مع هذه الظاهرة وعلى كلا" أرجو أن يكون واضحا" بأنه من الطبيعي أن تتواجد (موديلات) كل فترة ...
منها ما هو ( خصر ساحل )ومن ثم قد يأتي (خصر مرتفع) ومن ثم (بنطلون واسع) وبعدها( ضيق )وهكذا ولا أرى مطلقا" بان التعامل مع الموضوع يكون بمنطق المنــــع والملاحقة .
التوعية ممتازة والتنبيه للأمر هــــام ولكن يجب أن نتجاوز سلطة المنع والملاحقة . هناك قيم مجتمعية تحكم من يرتدي الخصر الساحل أو غيره وهناك سلوكيات يجب أن تكون جزء من تراث المجتمع وعاداته وتقاليده ودينه ...
كل من يتجاوز ذلك يمكن التعامل معه بمقدار التجاوز وضرره على الآخرين أما التعامل مع الشاب او الشابة من خلال (نوع بنطلونه) أو (شكل تسريحة الشعر ) أو (الحجاب) فهذا غير لائق وغير مناسب لأي نظام في غزة أو غيرها مع إيماني بان كل الأنظمة التي فرضت عقوبات مرتبطة بهذا النوع من السلوك المرتبط بظاهر الشكل والملبس فإنها لم تنجح بترسيخ قيم وان قد تكون نجحت شكليا" بإظهار المجتمع بمظهر المجتمع الملتزم والمتدين ..
أكرر نجحت هذه الأنظمة بشكل ظاهري وما في باطن التفاصيل من الصعب الخوض به . الآن غزة هاشم وفلسطين بحاجه إلى ما هو أكثر من الخوض بتفاصيل اللباس ...
علينا التعامل مع مطالب الجماهير بالوحدة الفلسطينية بجدية اكبر وعلينا أن نفكر بحال المواطن ووضعه الاقتصادي ونوع الخدمات الصحية والاجتماعية التي نقدمها له وعلينا بالطبع أن نتداول الموضوع التعليمي فالاستثمار العائلي الفلسطيني الأول هو التعليم حيث نجح هذا الشعب بفرض وجوده من خلال تفوق أبناءه وباهتمام كل أسرة بالعلم والتعليم.
على شعبنا كله أن يفكر بالاستثمار الاقتصادي وواجب الحكومة وكل القيادات أن تدعم هذا التوجه لضمان تعزيز صمودنا على أرضنا ولضمان تثبيت المواطن على الأرض بما يعزز من صمودنا على أرضنا وبما يعزز من مطالبتنا بحقوقنا العادلة والتي يسعى من خلالها شعبنا للتحرر بقيام دولته المستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967 وبعاصمتنا القدس الشرقية ،عندها سيحل السلام في المنطقة كلها وعندها سنسعى ليكون مجتمعنا نموذج للمجتمع المتقدم والمتحرر والديمقراطي البعيد عن التشدد والتعصب والطائفية المقيتة ...
عندها سيكون لهذا المجتمع مؤسسات ديمقراطية تعبر عنه وعندها سيكون للكل مواطن (حقوق ) وسيكون عليه (واجبات) بغض النظر عن لباسه وشكله ودينه . تلك هي دولتنا التي نريدها وذلك هو مجتمعنا الذي نريد .