قبل فوات الاوان- محمود ابو الهيجاء
السؤال : ماذا لو فشلت تجربة حكم الاخوان المسلمين في الحكم، وهي على الاغلب ستفشل لأسباب واعتبارات يصعب حصرها هنا الان، من سيكون المتضرر الاكبر جراء هذا الفشل، أليس هو الاسلام، لطالما ان الاخوان المسلمين مازالوا يصرون على التماهي مع العقيدة وتمثيلها كمرسلين لحمايتها وتطبيق شريعتها، في الوقت الذي يمارسون فيه السياسة والسلطة باكثر طبائع البرغماتية، نفعية ودنيوية، وحيث إن اقتصاد السوق هو مربط الفرس عند الاخوان، كما هو عند الرأسمالية بما يعني ان العدالة الاجتماعية ستظل غائبة حتى مع اكثر الفتاوى الزاما وشرعية..!!
والامر مع الاغلبيات المقهورة، خاصة في مصر لا يحتمل ترف البحث المتخصص للتفريق الوضوعي بين الاسلام والجماعة وهي التي لا تكف عن القول انها هي الاسلام والمسلمين ومن ليس معهم فهو من مجتمع الجاهلية، كما ينص على ذلك مرشدهم النظري الذي يكاد يتقدس وهو « معالم على الطريق « لسيد قطب، اعني ان وعي العامة في المحصلة غير تخصصي ان صح التعبير، لكي يدرك الفوارق الموضوعية بين الشريعة ورجالها..!!!
لا اقول ان الاسلام سيتراجع في رسالته السمحة وروحه الايمانية جراء ذلك، لكن اذا ما فشل المشروع الاسلاموي، ومرة اخرى خاصة في مصر، وبوادر فشله هناك باتت شاخصة، فان الخشية ان يصبح للدين معنى آخر وجماعات اخرى اكثر تطرفا مما هو موجود الان في ما يسمى بالحركات الجهادية، وهذا يعني دماً اكثر وفوضى اوسع واخطر...!!
اخيرا اعتقد ان على الاخوان المسلمين قبل غيرهم ان يواجهوا سؤال الفشل، بل ان التقوى اذا ما كانت موجود حقا، تفرض هذه المواجهة واخذ السؤال على محمل الجد وبمنتهى الاهمية، قبل ان تقع الفأس على الرأس، وعندما لايصبح للندم اية فائدة ولا اية جدوى...!!!