غاندي فلسطين ... - رجب ابو سرية
أعادت حادثة استيلاء المواطنين الفلسطينيين على الجيب العسكري الأسرائيلي في جنين، عنوان وجوهر المواجهة الفلسطينية / الإسرائيلية إلى الجدار، حتى يراها كل من لم يعد يرى بعينيه وبقلبه سوى مصالحه الشخصية أو الحزبية الضيقة، وأظهرت إلى أي مدى بعيد يختزن الشعب الفلسطيني الطاقة والاستعداد الكفاحي، شرط أن يلتقط قادته بوصلة الكفاح.
وأعادت مجددا، وفي هذه اللحظة بالذات، التأكيد على أن الشعب الفلسطيني، خاصة في المناطق المحتلة من الضفة الفلسطينية والقدس، ما زال حيا، لم ينل منه لا التعب ولا الإحباط، ولا حتى اليأس، رغم وطأة الضغط متعدد الأشكال، خاصة في شقه المالي، وأن معنوياته ما زالت عالية، وأنه سيعرف كيف ينتزع حقوقه الوطنية من بين أنياب الوحش الاحتلالي، في اللحظة المناسبة، طال الزمان او قصر.
وقد جاءت تلك الواقعة، في سياق حراك مقاوم، في "باب الشمس" و"الكرامة"، وتتويجاً له، يظهر بوضوح أن المقاومة الشعبية ما زالت هي الخيار الأفضل والطريق الأصوب، لتقريب يوم التحرير والنصر.
وفي الحقيقة، فإنه وإزاء تلكؤ بعض الفصائل الفلسطينية، ليس في إنهاء الانقسام وحسب، ولكن في الانخراط في بهذا الطريق المقاوم، رافعة سقفها، الى حدود التعجيز، من خلال القول بشكل وحيد للمقاومة وهو المقاومة المسلحة، لابد من مناقشة هذا الشكل، وإعادة تأكيد بعض الحقائق التي سطرتها الشعوب التي قاومت الاحتلال من قبل، وانتصرت.
فرغم أن المقاومة المسلحة قادت شعوباً عديدة الى التحرر الوطني، إلا أنها كانت مكلفة جداً، فقد قدمت الجزائر نحو مليون ونصف المليون شهيد على مذبح الحرية الوطنية خلال سبع سنوات، كذلك قدم الفيتناميون نحو مليوني شهيد خلال ثماني سنوات من مقارعة الاحتلال الأميركي لبلادهم، فيما نجح نيلسون مانديلا عبر التظاهرات الشعبية المنددة بالعنصرية في جنوب أفريقيا في تحرير بلاده من نظام التمييز العنصري، كذلك فعل المهاتما غاندي، في تحرير بلاده من الاحتلال البريطاني، وجنب بلاده التي تعد اكثر من مليار شخص خسائر في الأرواح، وجنبها دمار الحرب، حتى غدت اليوم واحدة من أهم دول العالم ورغم فقرها في المواد الطبيعية.
وكانت كل حروب التحرر الوطني تجري في ظل حرب باردة، وفي ظل انقسام الكون بين قوتين عالميتين، وحيث إن العالم الآن قد تحول الى عالم وحيد القطب، فإن المقاومة السلمية، تبدو هي الخيار المناسب للفلسطينيين حتى يحرروا وطنهم وأرض دولتهم المحلتة منذ عام 1967، لكن الغريب في الأمر أن الفصائل السياسية التي تقود كفاحه منذ عشرات السنين باتت أسيرة شكل وحيد للمقاومة، وهو الشكل المسلح، حيث يبدو أن " عسكر " كل فصيل قد تحكموا بقراره السياسي، وباتت بنى التنظيمات اعجز من ان يكون بمقدورها ان تهيئ الناس وتحرضهم، وتنظم صفوفهم لمتطلبات هذا الشكل المقاوم.
يبدو الرئيس محمود عباس، وهو القائد الفعلي والحقيقي لهذا الشكل من المقاومة، على هيئة غاندي ومانديلا، لكن ربما لأنه جاء من أروقة السلطة والقيادة، وورث أرثا كفاحيا مختلفا، ما زال يكافح من اجل أن تتحول الفكرة الى فعل على الأرض، ولو كان الرجل قد جاء من الصفوف الخلفية، على شاكلة الأبطال الشعبيين، لتردد صدى دعوته المستمرة منذ سنوات في طول البلاد وعرضها، مع ذلك، ورغم كل ما يجري الآن من تحولات اقليمية عرقلت الدخول الى أتون المقاومة الشعبية السلمية، إلا أن إحاطة الواقع الفلسطيني، بالحماية السياسية، باتباع سياسة الاعتدال، والكفاح السياسي وحتى ولوج العملية التفاوضية على أسس مناسبة، يبقي على هذا الخيار قائماً، ورديفاً وداعماً في كل وقت.
قد لا نبالغ لو قلنا، أن فلسطين الدولة الحرة والمتحررة من الاحتلال، باتت على مرمى النظر، ورغم كل الظروف غير المواتية، إلا أن جذوة الكفاح التي لم تخبُ، تبقى ضمانة أكيدة على ذلك، فلن يمر الوقت طويلاً، حتى تشرع كل مدينة وقرية فلسطينية في الضفة الغربية، بالدفاع الذاتي عن نفسها، وبالكفاح من اجل ان تحرر ذاتها بذاتها من الاحتلال، وكما تعلمنا الآن شعوب المنطقة، ان الكفاح لابد أن يبقى مستمراً حتى يحقق أهدافه، وان لا يتوقف عند حدود عجز او توقف بعض النخب السياسية، فإن الشعب الفلسطيني، الذي يختزن تجربة كفاحية عظيمة، سيكون عند حسن الظن به، وسيحقق مراده، رغم انف الاحتلال الإسرائيلي، بكل يمينه ومستوطنيه ومتطرفيه، طال الزمان ام قصر، شاء من شاء وأبى من أبى.
zaوأعادت مجددا، وفي هذه اللحظة بالذات، التأكيد على أن الشعب الفلسطيني، خاصة في المناطق المحتلة من الضفة الفلسطينية والقدس، ما زال حيا، لم ينل منه لا التعب ولا الإحباط، ولا حتى اليأس، رغم وطأة الضغط متعدد الأشكال، خاصة في شقه المالي، وأن معنوياته ما زالت عالية، وأنه سيعرف كيف ينتزع حقوقه الوطنية من بين أنياب الوحش الاحتلالي، في اللحظة المناسبة، طال الزمان او قصر.
وقد جاءت تلك الواقعة، في سياق حراك مقاوم، في "باب الشمس" و"الكرامة"، وتتويجاً له، يظهر بوضوح أن المقاومة الشعبية ما زالت هي الخيار الأفضل والطريق الأصوب، لتقريب يوم التحرير والنصر.
وفي الحقيقة، فإنه وإزاء تلكؤ بعض الفصائل الفلسطينية، ليس في إنهاء الانقسام وحسب، ولكن في الانخراط في بهذا الطريق المقاوم، رافعة سقفها، الى حدود التعجيز، من خلال القول بشكل وحيد للمقاومة وهو المقاومة المسلحة، لابد من مناقشة هذا الشكل، وإعادة تأكيد بعض الحقائق التي سطرتها الشعوب التي قاومت الاحتلال من قبل، وانتصرت.
فرغم أن المقاومة المسلحة قادت شعوباً عديدة الى التحرر الوطني، إلا أنها كانت مكلفة جداً، فقد قدمت الجزائر نحو مليون ونصف المليون شهيد على مذبح الحرية الوطنية خلال سبع سنوات، كذلك قدم الفيتناميون نحو مليوني شهيد خلال ثماني سنوات من مقارعة الاحتلال الأميركي لبلادهم، فيما نجح نيلسون مانديلا عبر التظاهرات الشعبية المنددة بالعنصرية في جنوب أفريقيا في تحرير بلاده من نظام التمييز العنصري، كذلك فعل المهاتما غاندي، في تحرير بلاده من الاحتلال البريطاني، وجنب بلاده التي تعد اكثر من مليار شخص خسائر في الأرواح، وجنبها دمار الحرب، حتى غدت اليوم واحدة من أهم دول العالم ورغم فقرها في المواد الطبيعية.
وكانت كل حروب التحرر الوطني تجري في ظل حرب باردة، وفي ظل انقسام الكون بين قوتين عالميتين، وحيث إن العالم الآن قد تحول الى عالم وحيد القطب، فإن المقاومة السلمية، تبدو هي الخيار المناسب للفلسطينيين حتى يحرروا وطنهم وأرض دولتهم المحلتة منذ عام 1967، لكن الغريب في الأمر أن الفصائل السياسية التي تقود كفاحه منذ عشرات السنين باتت أسيرة شكل وحيد للمقاومة، وهو الشكل المسلح، حيث يبدو أن " عسكر " كل فصيل قد تحكموا بقراره السياسي، وباتت بنى التنظيمات اعجز من ان يكون بمقدورها ان تهيئ الناس وتحرضهم، وتنظم صفوفهم لمتطلبات هذا الشكل المقاوم.
يبدو الرئيس محمود عباس، وهو القائد الفعلي والحقيقي لهذا الشكل من المقاومة، على هيئة غاندي ومانديلا، لكن ربما لأنه جاء من أروقة السلطة والقيادة، وورث أرثا كفاحيا مختلفا، ما زال يكافح من اجل أن تتحول الفكرة الى فعل على الأرض، ولو كان الرجل قد جاء من الصفوف الخلفية، على شاكلة الأبطال الشعبيين، لتردد صدى دعوته المستمرة منذ سنوات في طول البلاد وعرضها، مع ذلك، ورغم كل ما يجري الآن من تحولات اقليمية عرقلت الدخول الى أتون المقاومة الشعبية السلمية، إلا أن إحاطة الواقع الفلسطيني، بالحماية السياسية، باتباع سياسة الاعتدال، والكفاح السياسي وحتى ولوج العملية التفاوضية على أسس مناسبة، يبقي على هذا الخيار قائماً، ورديفاً وداعماً في كل وقت.
قد لا نبالغ لو قلنا، أن فلسطين الدولة الحرة والمتحررة من الاحتلال، باتت على مرمى النظر، ورغم كل الظروف غير المواتية، إلا أن جذوة الكفاح التي لم تخبُ، تبقى ضمانة أكيدة على ذلك، فلن يمر الوقت طويلاً، حتى تشرع كل مدينة وقرية فلسطينية في الضفة الغربية، بالدفاع الذاتي عن نفسها، وبالكفاح من اجل ان تحرر ذاتها بذاتها من الاحتلال، وكما تعلمنا الآن شعوب المنطقة، ان الكفاح لابد أن يبقى مستمراً حتى يحقق أهدافه، وان لا يتوقف عند حدود عجز او توقف بعض النخب السياسية، فإن الشعب الفلسطيني، الذي يختزن تجربة كفاحية عظيمة، سيكون عند حسن الظن به، وسيحقق مراده، رغم انف الاحتلال الإسرائيلي، بكل يمينه ومستوطنيه ومتطرفيه، طال الزمان ام قصر، شاء من شاء وأبى من أبى.