فضائيات الملحمة المصرية- محمود ابو الهيجاء
منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر، عام الفين واحد عشر وانا اتابع على نحو منتظم الفضائيات المصرية، خاصة فضائيات القطاع الخاص، حيث ابراهيم عيسى في « القاهرة والناس « ويوسف الحسيني في «الاون تي في» وباسم يوسف في « السي بي سي « وغيرهم من مقدمي البرامج الحوارية التي وصلت بحرية التعبير الى اجرأ درجاتها واعلاها مهنية، حتى يمكن القول ان هذه القنوات وبمثل هذه الحرية، باتت اليوم هي الحزب الاكثر حضورا وتأثيرا في الشارع المصري، في الوقت الذي تعطي فيه الاعلام بصفة عامة، وكلما تحرر من سطوة السلطة وتدخلاتها، معناه الحقيقي في التنوير وتشكيل الرأي العام تجاه قضاياه المصيرية.
لقد تفوقت هذه الفضائيات، على مختلف الفضائيات العربية حتى الاخبارية منها وهي تنقل الاحداث والحوار والمواقف الى مستويات غاية في الوضوح والعمق وادراك طبيعة المسؤولية الاخلاقية من جهة، والوطنية من جهة اخرى، لا بل ان هذه الفضائيات التي ساصفها بالباسلة، ترفع العرب جميعا في مثل هذه اللحظة التي باتت تاريخية تماما، الى مصاف الامم التي تحسن الحوار والديمقراطية، اعني انها مبعث طمأنينة اننا سنكون جزءا من عالم الغد، ولأنها كذلك فهي مبعث فخر واعتزاز وهي بعد كل ذلك مثال وتجربة ينبغي الاقتداء بها اذا ما اردنا اعلاما حقيقيا قادرا على مخاطبة الناس وهو يتصدى لتفكيك معضلاتهم والتحريض على تحقيق تطلعاتهم دون تلفيق وفبركة الخطابات الجاهزة... انها فضائيات تعيد للكلام الحر جدواه، ولها انحني احتراما وتقديرا ومحبة.