من غولدبرغ - برافرالى بيغن-عادل عبد الرحمن
وافقت حكومة بينامين نتنياهو في جلستها السابقة على مخطط بيغن الابن لتهويد النقب، ومصادرة (800,000)دونم وطرد ثلاثين الف مواطن غربي ، بعد تدمير قراهم.جاءت خطوة الحكومة في لحظة انتقالية، ويعد الانتخابات الاسرائيلية للكنيست التاسعة عشر، وذلك في سباق مع الزمن لتنفيذ مخطط تطهير عرقي عنصري ضد بدو النقب، رغم رفض العرب الفلسطينيين للقرار.
وقرار تهويد ومصادرة اراضي الفلسطينيين داخل الخط الاخضر ليس جديدا، لانها متواصلة منذ النكبة في العام 1948، ومازالت حتى الان في كل المدن والبلدات العربية،ومن ضمنها النقب ، الذي تم تشكيل اكثر من لجنة لتنفيذ المخطط الاجرامي الخاص بمصادرة حوالي مليون دونم من اراضي العرب، الذين اوصت لجنة القاضي اليعازر غولدبرغ عام 2011 بترحليهم ومصادرة اراضيهم، وتبنتها حكومة نتنياهو الحالية ، وشكلت على اثر ذلك لجنة الجنرال يهودا برافر، التي وضعت خطة من اربع نقاط لتنفيذ المخطط التهويدي باستخدام صيغ تتنافى مع الواقع، وهي : 1- ترتيب "الاستيطان" (لاحظوا استخدام تعبير الاستيطان) البدوي المشتت في النقب،. وكأن البدو العرب بحاجة لمن يعيد توطينهم في اراضيهم! 2-تطوير اقتصادي للمجتمع البدوي في النفب. سؤال في السياق، لماذا لا تعترف دولة التطهير العرقي الاسرائيلية بملكية العرب لاراضيهم؟ ولماذا لا تعترف بقراهم ، ولم تخضعها لميزانيات المجالس المحلية لتطويرها؟ 3- تنظيم وضع ملكية الارض . وهو ما يعني مصادرة (800,000) دونم من العرب، واعطائهم حوالي (90.000) دونم فقط ! 4-وضع إطار لتطبيق الخطة وفرضها ضمن جدول زمني واضح.
لعل الاسئلة او الملاحظات التي ارفقت بعناصر الخطة ، تشير الى بعض اهداف الحكومة الاسرائيلية، ولكن هناك اهداف ملموسة ومحددة، إضافة الى الهدف التطهيري العنصري للعرب من اراضيهم، منها : إقامة قواعد عسكرية في الاراضي المصادرة؛ وإسكان حوال (250,000) مهاجر صهيوني جديد على حساب العرب المطرودين من اراضيهم؛ بناء (100) مزرعة عامة؛ و(40) مزرعة فردية يهودية، وستخصص مساحة (80) دونما تقدم بشكل مجاني لكل عائلة يهودية توافق على السكن ( لاحظوا استخدم لاستيطان اليهود الصهاينة تعبير السكن بدل التعبير المناسب لهم، في حين وصف تثبيت العرب في اراضيهم ب"الاستيطان")
خطة الجنرال برافر، التي طرحت في ايلول 2011 تعثرت، الامر الذي استدعى من رئيس حكومة اقصى اليمين الصهيونية بايفاد بين بيغن للنقب لترويض البدو، وقام بسلسلة لقاءات لتحقيق خطة التهويد، ولكنه لم ينجح، الامر الذي دعى الحكومة النتنياهوية بالمصادقة على تهويد ومصادرة الثمانمئة الف دونم ، وطرد الثلاثين الف عربي بدوي من اراضيهم وتدمير حوالي الخمسين قرية للاغراض الاستعمارية الاسرائيلية.
العرب الفلسطينيون كما رفضوا سابقا خطة برافر وتوصيات القاضي غولدبرغ ، ترفض راهنا نكبة بيغن الابن وحكومته الراحلة بقيادة نتنياهو، وهم مازالوا مصممون على الدفاع عن اراضيهم وحقوقهم المدنية والاجتماعية والسياسية، والتي تتمثل في مطالبهم الثابتة، وهي 1- الاعتراف الكامل بحقوق العرب في الملكية على ارض الاباء والاجداد. 2- التأكيد على عدم مشروعية التهجير القسري . 3- عدم قانونية قرارات المصادرة التعسفية. 4- الاعتراف بكل القرى غير المعترف بها بدون استثناء بما فيها قرية العراقيب، التي هدمتها الحكومة اربعة واربعين مرة. 5- التاكيد على حق سكان كل قرية ان يحددوا هم انفسهم شكل قريتهم والتخطيط الذي يتفق مع رؤيتهم لنمط حياتهم. 6- تجميد اوامر الهدم وكل الاجراءات غير القانونية ضد العرب.
من توصيات غولدبرغ – خطة برافر الى خطة بيغن الابن والى من سيلحق بهم من خطط لاحقة لقادة دولة التطهير العرقي والعنصري الاسرائيلية لن تمر، وستتمكن الجماهير العربية في داخل الخط الاخضر بدعم كل قوى السلام والمساواة داخل اسرائيل ، وبدعم القوى الدولية المعادية للسياسات العنصرية الاسرائيلية من هزيمة هذه الخطط الاجرامية الاستعمارية. لان قضيتهم عادلة ومشروعة.