مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

عن لبنان المرتبك والضربة الإسرائيلية - روزانا بومنصف


على رغم ان الضربة الجوية الاسرائيلية يوم الاربعاء الماضي ركّزت على اهداف داخل سوريا، فإن ارتباكا كبيرا اصاب لبنان واركان سلطته مع تلقيهم الانباء عن الضربة خارج لبنان، وخصوصا مع التقارير التي نقلت على ألسنة مصادر امنية لبنانية رصدت الحركة الجوية الاسرائيلية، ومن بينها الطلعات الاستطلاعية فوق الاجواء اللبنانية. اذ بدا لبنان معنيا على نحو مباشر وان سارع كل افرقائه الى التنديد بالاعتداء الاسرائيلي على سوريا، بغض النظر عما يجري فيها، على رغم بروز مخاوف قوية من تداعيات يمكن ان تصيب لبنان نتيجة الاعتقاد ان الهجوم الاسرائيلي قد يكون وفّر لـ"حزب الله" الذي بدا معنيا بهذا الاستهداف الاسرائيلي، نظرا الى ما تردد انه قافلة صواريخ له من سوريا، الذريعة او الفرصة ليقوم بعمل عسكري اذا صح ان قافلة الصواريخ تخصه. لكن هذا الاعتقاد سرعان ما تراجع على قاعدة ان رد الحزب على ضرية حصلت داخل سوريا سيثبت ان قافلة الصواريخ كانت له على نحو سيناقض الكثير من منطقه حول ضرورة وقف تهريب السلاح الى سوريا، في حين انه يقوم بنقل السلاح من سوريا الى لبنان، كما انه قد لا يناسبه التورط في مواجهة اسرائيل عبر الرد على الضربة التي وجهتها الى سوريا لاعتبارات مختلفة، من بينها وفق ما يقول كثر انه هو من يختار توقيت الرد وليس اسرائيل من تستدرجه اليه، وان خوضه حربا ضد اسرائيل لن يكون لسبب يتصل بسوريا على رغم حيوية نظامها بالنسبة اليه، بل لسبب يتصل بايران واحتمال تعرضها لاعتداء اسرائيلي او اميركي او سواه بفعل الخلاف على ملفها النووي، وتاليا فانه لن يستنزف سلاحه الايراني المنشأ والذي بات يصعب استبداله في ظل الحرب في سوريا في غير موقعه. ومع ان مسؤولين ايرانيين كبارا نددوا بالاعتداء الاسرائيلي وهددوا بالرد عليه ومساعدة النظام السوري في هذا الاطار، فإن هذا الامر تم استبعاده في هذه المرحلة، بحيث تعتقد مصادر متابعة ان الضربة أدت غرضها وانتهت عند هذا الحد. اذ ان ايران يمكن ان تهدد اسرائيل، وهي لا تنفك تقوم بذلك يوميا، الا ان قدرتها على خوض معركة ضد اسرائيل للرد او حتى مساعدة النظام على ذلك سيقحمها في حرب تتجنبها، وتقدم الذريعة والفرصة لتشن اعتداءات على منشآتها النووية. وعلى رغم الاعتقاد ان فتح جبهة مع اسرائيل يمكن ان يساعده النظام في تحويل الثورة ضده في الداخل واحراج معارضيه، فان هذا الخيار لم يعد متاحا كما كان قبل سنتين، ولا يعتقد ان النظام ينوي المخاطرة بسلاحه الجوي الذي يستخدمه ضد المعارضين في الداخل في اتجاه اسرائيل، خشية فقدانه بالتزامن مع تراجع سيطرته في الداخل وأرجحية عدم قدرته على استعادة حشد السوريين من حوله.
ما بدا مربكا للدولة اللبنانية والحكومة من بين جملة امور، وعلى هامش المخاوف من تداعيات اقحام لبنان في الازمة السورية قسرا بفعل وجود عوامل مشتركة عدة في هذه المسألة، هو انتهاكات قوية للقرار 1701 عجزت الحكومة عن اثارتها في الطلعات الجوية الاسرائيلية المتجددة فوق لبنان تزامنا مع الاعتداء الاسرائيلي على اهداف في سوريا، ولو ان الطائرات المهاجمة لم تعبر الاجواء اللبنانية الى سوريا على نحو مباشر، وذلك في مقابل استهداف اسرائيل قافلة صواريخ موجهة لفريق اساسي داخل الحكومة، في حال صح ذلك، فيما ينص القرار 1701 على منع وصول الاسلحة اليه. واذ حددت اسرائيل وقبلها الولايات المتحدة اهداف العملية بمنع صواريخ معينة الى "حزب الله" حماية لاسرائيل، فان امن لبنان والمخاطر على توازنه السياسي الداخلي تبدو مغيبة عن الجدل الخارجي وحتى الداخلي، على رغم وقوف لبنان على حد سيف على هذا الصعيد.

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024