نعم للمصالحة والوحدة الوطنية الفلسطينية لا للتوريط .. نعم للقرار الفلسطيني المستقل- حسن الحسن
(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
نعيش هذه الايام هاجس وضع منظمة التحرير بعد الـ "مصالحة" الفلسطينية. والمصالحة اصبحت في خبر كان .. فبعد اجتماعات القاهرة الاخيرة لم نلمس اي جديد. قبل الانقلاب الحمساوي في يونيوحزيران عام 2007 على الشرعية الفلسطينية كان اتفاق القاهرة في مارسآذار عام 2005. وقبل اجتماعات القاهرة تمت تفاهمات الدوحة بين الرئيس ابو مازن ومسئول حركة حماس خالد مشعل. قبل صعود "الاسلام السياسي" واستلام مرشح "جماعة الاخوان" رئاسة الدولة المصرية كانت حماس تنقسم على نفسها وترفض كل ما توصل الفريقان له. تارة لا يريدوا سلام فياض رئيسا للوزراء، وتارة اخرى لا يريدون رئيسا للسلطة ان يكون في نفس الوقت رئيسا للوزراء (تفاهمات الدوحة فبرايرشباط 2012) واحيانا كنا نسمع من متحدثين باسم حماس ان خالد مشعل غير مكلف للتفاوض على ذلك في الدوحة.
تبعية "حماس" لمرشد الاخوان والتزامها بقراراته وفتاواته بإعتبارها جزء من "جماعة الاخوان الدولية" شجعها على رفس المصالح الوطنية الفلسطينية وإستبدالها بمصالح اخوانية لا تمت ابدا بفلسطين وقضيتها المقدسة.
لقد راقبنا تدافع الاف الشباب والشابات في تونس وبنغازي والقاهرة للتظاهر ورفع شعار "نريد اسقاط النظام" وقد رأيناهم بوجوههم الغاضبة المليئة بالامل من اجل حريتهم وكرامتهم ولقمة العيش والديمقراطية.
والان نراقب الاف الشباب والشابات يقتحمون مرة اخرى ميادين التحرير في تونس والقاهرة والاسكندرية وبور سعيد والسويس والاسماعيلية رافعين نفس الشعار "الشعب يريد اسقاط النظام" ويطالبون بتحقيق الديمقراطية والحرية بعد مصادرة "الثورة" من "جماعة الاخوان".
وراقبنا قبل ذلك في عام 1987 الشباب الفلسطيني ينتفض رافع شعار "لا صوت يعلو صوت الانتفاضة .. صوت الشعب الفلسطيني" وشعار "لا للإحتلال الاسرائيلي". كما شاهدناهم عام 2000 ينتفضون ويتظاهرون للدفاع عن القدس والاقصى الذي دنسه شارون وزمرة باراك آنذاك ومطالبين بتحرير وطنهم من الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. واعلان الدولة الفلسطينية في اجتماع المجلس الوطني عام 1989 جاء من روح هذه الانتفاضة العظيمة.
قبل رحيل القائد الخالد ياسر عرفات رحمه الله تم صيغة الثوابت الوطنية الفلسطينية. والمشروع الوطني الفلسطيني ما هو إلا محصلة لنضالات الشعب الفلسطين منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية. والقرار الفلسطيني المستقل هو ايضا محصلة لتجارب الشعب الفلسطيني ونضاله ولقد قدم شعبنا الكثير من التضحيات من اجل الحفاظ على هذا القرار الفلسطيني المستقل.
والان لا يرضى الشعب الفلسطيني اقل من قرار فلسطيني مستقل وهذا ما قام به الرئيس ابو مازن عندما ذهب الى منظمة الامم المتحدة وتحدى الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل وتهديداتهم له شخصيا عدا عن التهديد بقطع المساعدات المالية عن فلسطين وسلطتها الوطنية، وعاد الى فلسطين منتصرا ومعترفا ببلاده، فلسطين، من 138 دولة كدولة بصفة مراقب.
لذلك نقول ان هاجس السيطرة على منظمة التحرير من قبل حماس غير مبرر لأن شعبنا يعي من يلعب كاصابع طويلة لأنظمة عربية وهيئات وجماعات اقليمية ودولية. منظمة التحرير الفلسطينية حوت سابقا، باسم الوحدة الوطنية الفلسطينية، وبضغط من انظمة عربية منظمات كانت تلعب على الساحة الفلسطينية بتوجيه من انظمتها الداعمة بهدف خربطة الاوراق الفلسطينية وتوريط شعبنا بتحالفات اقليمية لا تنفع قضيتنا ولا تحررنا ولا عودة لاجئينا الى وطنهم وانما تنفع فقط كراسي انظمة بائدة بنت جيشها لمحاربة شعبها والاستبداد بكرامته وتحرره ومستقبله الديمقراطي الحر.
لذا وانطلاقا من تجربتنا النضالية الطويلة سوف لن يسمح شعبنا لا لحركة حماس، التي تمثل جماعة الاخوان الدولية في فلسطين، ولا لغيرها ان يتلاعب بمصالح الوطن والمواطن. واننا نناشد قيادات العمل الوطني الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية والرئيس الفلسطيني ان يضعوا امامهم شرط دخول حركة حماس الى منظمة التحرير بعملية فك الارتباط عن جماعة الاخوان الدولية وان تعلن دعمها للمشروع الوطني الفلسطيني والثوابط الوطنية وان تعتذر على ما سببته من سفك للدماء الفلسطينية على الارض الفلسطينية في غزة وما سببته لضرر للقضية الفلسطينية العادلة بعد انقلابها الدموي.
بعد وصول الاخبار من مصر بدفع حماس لـ 7 آلاف مسلح لصد المتظاهرين ضد مرسي وجماعته وتكذيب متحدثي حماس لهذا الخبر، نتسائل اليوم .. لماذا يدفع الامير القطري شيك (2013.01.27 ) بمبلغ 250 مليون دولار اميركي تحت اسم (خالد عبد الرحيم اسماعيل عبدالقادر مشعل) موجه لحكومة حماس تحت بند "اعباء اضافية" للمساعدة على تمكين الرئيس المصري والحفاظ على حياته واستقرار ادارته للبلاد لأطول فترة ممكنة. نقول لحماس وغيرها اننا لسنا جيش مرتزقة قابل للتأجير .. لمن يدفع .. لسفك دماء ابناء شعوبنا العربية وسفك دماء شعبنا ايضا من اجل حفنة من الدولارات. ان هذا التوريط مرفوض رفضا قاطعا وان شعبنا يندد بفاعليه لأننا لا نرى غير مصلحة فلسطين امام عيوننا وليس مصلحة ممثل ورئيس لجماعة الاخوان الدولية. وان هذا عمل غير مسئول من قبل حماس. وانهم لا يؤتمنوا على قضية فلسطين وشعب فلسطين.
واخيرا نناشد قيادة حركة فتح وقيادات المنظمات الوطنية الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير كما نناشد الرئيس الفلسطيني الاخ ابو مازن اعلان رفضهم عقد اجتماعات المصالحة في القاهرة برعاية محمد مرسي ونقلها لعاصمة عربية محايدة مثل الجزائر صاحبة الثورة وصاحبة المليون شهيد.