الضحية حمـــادة الصابر - ماهر حسين
حمـــادة الصابر ...ضحية جديدة في مصر . ولكن هل حمادة الصابر ....ضحية الثورة أم النظام . من يحكم الآن في مصر هم من قدموا لاحقا" للثورة ...فهل حمادة الصابر ضحية للثورة أو لنتائج الثورة .
هل هو ضحية النظام ...ولكن النظام الحالي نظام إسلامي كما يقول الحكام الجدد ...فهل حمادة الصابر ضحية للإسلام !!!لن انتظر هنا وسأجيب بـــلا ..لا وألف لا ... الإسلام لا علاقة له بما حدث ...والثورة كذلك لا علاقة لها بما حدث ...فكل ما حدث هو أن حماده الصابر وقع ضحيــــة حكم الإخوان وشرطته التي استباحت وللأسف كرامة هذا الصابر وجعلت من تعريته وسيلة للتأديب والتعذيب والإهانه بشكل غير مسبوق وبشكل لا يتناسب مع حقوق وكرامة الإنسان التي كفلتها كل الديانات والشرائع والدساتير . إسلاميا ومسيحيا" ويهوديا" كذلك ما حدث غير مقبول . مصريا" وبالطبع عربيا ما حدث غير مقبول . إنسانيا" ما حدث غير مقبول . ولكن ما حدث قد حدث وتم تعرية وسحل المواطن الصابر حمــــاده . سأتجاوز هنـــا عن الفعل الإجرامي وسأتناول خطورة أقوال حماده الأولى التي نفي بها كل ما شاهده العالم من مناظر مقززة ومعيبة بحقه على يد الشرطة المصرية ...حماده خالف كل ما شاهده العالم وقال بأن من (عَروه وسحلوه) هم المتظاهرين !!!!!
وزاد على الأمر وقال بأنهم سرقوه !!!!!سرقوا حمـــاده !!! حماده المليونير الذي كان يشارك بالمظاهرات تمت تعريته وسحله وسرقته من المتظاهرين ضد النظام !!!! هذه هي الرواية الأولى للضحية من مستشفى الشرطة . رواية طبيعية وليست منطقيه . طبيعيه لأنها تأتي من حماده الصابر على أمل أن يجد له فرصه للحياة الكريمة ...وظيفة مثلا" ...طبيعية لأنها تأتي من حماده الصابر على أمل أن يتم العفو عنه من مستشفى الشرطة وإعادته لأهله وزوجته وأبناءه وطبيعية لأنها أتت بفعل حوار ويمكن (تهديد) من قبل الشرطة ...فهم الفاعلين وهم المستضيفين لحماده وهو مجرد ضحية وصابر . حماده ليس بطلا" ثوريا...هو مجرد مواطن صابر تعرض إلى اعتداء واعتقد بان بعض الكلمات المنمقة لصالح من اعتدى عليه قد تجعله بوضع أفضل ...حماده ليس ثوريا" ولسنا جميعا" ثوار ... هناك مواطن عادي طبيعي وصابر على أمره ويريد لقمة العيش وأن يمشي الحيط الحيط وهذا هو حماده . رواية حماده طبيعية ومشكلتها بأنها ليست منطقية بظل ما شاهده العالم .. رواية حماده طبيعية وليست منطقية لان شعب مصر شاهد كما هو العالم الاعتداء البشع للشرطة على حماده كما ان شعب مصر لم يعد يقبل تفسيرات وألاعيب النظام الجديد ...وحتى بان شعب مصر لم يعد يثق تفسيرات الإخوان المسلمين . رواية حماده طبيعية ومشكلتها بأنها ليست منطقية لان شعب الثورة المصرية لم يعد يقبل هكذا مسرحيات وأفلام هزلية ... حماده ضحية . ويبدو بان تصريحات ابنته (الجيل الجديد في مصر ) ورفضها لكلام والدها ولخوفه جعلته يصحو من أحلامه ويتجاوز كل مخاوفه وها هو الضحية يعيد توجيه التهمة لمن (عروه وسحلوه) فعلا". نرجو لمصر الخير والعافية ونرجو للمواطن (التمكين) في حياته بكرامة ولقمة عيشه . فتمكين المواطن أهم من تمكين الاخوان أو غيرهم .