استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله    قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين    الرئيس: الثورة الفلسطينية حررت إرادة شعبنا وآن الأوان لإنجاز هدف تجسيد الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. "فتح": الأولوية اليوم وقف حرب الإبادة في قطاع غزة وإعادة توحيدها مع الضفة وتحرير الدولة الفلسطينية من الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. دبور يضع إكليلا من الزهور باسم الرئيس على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية    الرئاسة تثمن البيان الصادر عن شخصيات اعتبارية من قطاع غزة الذي طالب بعودة القطاع إلى مسؤولية منظمة التحرير    اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني  

اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني

الآن

الشهيد والاسير- عادل عبد الرحمن


يوم الخميس الماضي رحل العقيد ماهر الغول او (محمود احمد – محمود فوزي "سمسوم") عن عمر واحد وخمسين عاما قضى جلها في صفوف الثورة الفلسطينية، حيث التحق عام 1975 بصفوفها في لبنان. وامضى سنوات كفاحه في حركة فتح، التي توجها في حرس الرئاسة، وكان من المرافقين المقربين من الرئيس محمود عباس.
كان عمره ثلاثة عشر عاما عندما ترك مدينتة ادلب السورية ليلتحق بصفوف الثورة الفلسطينية. لم يقف ويفكر كثيرا محمود الشاب الصغير حينما حسم خيار الانتماء لقوميته العربية من خلال إلتحاقه بصفوف جبهة النضال الشعبي في البداية ثم الانخراط في صفوف "فتح". وواصل محمود احمد او محمود فوزي "سمسوم" الاسم الحقيقي له عطائه الكفاحي على مدار ثمانية وثلاثين عاما عبر ترحاله مع الثورة من سوريا الى لبنان ثم تونس والعودة لغزة – رام الله حيث وري جثمانه الثرى.
لم يكن غياب ماهر الغول عن الحياة يسيرا، بل كان مؤلما، لانه فجع قبل يوم من رحيله بوفاة والده في ادلب واصابه العديد من افراد اسرته نتيجة القصف الوحشي لقوات النظام السوري لاحياء المدينة. صدمت الاحداث الجسام في سوريا الابية المناضل ماهر، فكانت النتيجة انه شعر بالارهاق والوهن ينخر جسده الصلب، وتبين فيما بعد بالكشف الطبي، ان شرايينه الاربعة مغلقة، حاول الاطباء المختصون في وحدة القلب في مجمع فلسطين الطبي إنقاذ حياة ماهر ، لكن الموت كان اسبق. كأن التراجيديا شاءت ان تضع حدا لحياة شاب مكافح إستمرارا لتعاظم الماساة بين رام الله وادلب. كأن الحبل السري للعائلة "سمسوم" لم ينقطع للحظة رغم الفراق المرير طيلة اعوام انخراط ماهر بالثورة. فاختطف الموت الوالد والابن خلال اربع وعشرين ساعة، فضلا عن اصابة الاشقاء وابناء الاخوة.
كما ان التراجيديا السوداء، ارادت ان تحفر في الذاكرة الفلسطينية –السورية والعربية عموما وحدة الحال العربية، وتعمم مظاهر المأساة، وتؤكد عمق الروابط الكفاحية بين ابناء شعوب الامة العربية رغم بؤس ورجعية وانحطاط الانظمة العربية.
رحم الله العقيد ماهر الغول، الذي إختار الانتماء لعائلة مناضلة نتيجة ارتباطه مع عدد من ابنائها المناضلين في حركة فتح، والعزاء لاسرته الصغيرة والكبيرة ولحركة فتح وحرس الرئاسة ولاصدقاء واحباء الشهيد البطل.
                                                      ***********
الاسير المناضل سامر العيساوي، اليوم يكون تجاوز ال (200) يوما من الاضراب البطولي في سجون سلطات الاحتلال الاسرائيلية. مسجلا رقما قياسيا في الصمود والعطاء والتضحية والبطولة. هان الاضراب عن الطعام، وواصل الجسد النحيل شامخا رغم كل الوهن، الذي اصابه نتاج الاضراب المتواصل عن الطعام، ليؤكد مع إخوانه ورفاقه ، الذين التحقوا به في سجون مختلفة، ان البطولة الفلسطينية لا حدود لها. وان بطش ودونية الاحتلال الاسرائيلي وجرائمه، لن تثني الابطاال امثال سامر عن مواصلة طريق التحدي والبطولة.
نعم ، لا احد يريد لسامر العيساوي او غيره من رفاق السجن ان يصاب باي أذى، والجميع يريدونهم احياءا ، يعودون لينعموا بالسلام والعيش الكريم بعد تحررهم من باستيلات الصهيونية العنصرية. ولكن نتاج إدراكهم، ان العالم حتى اللحظة لم يرتق لمستوى عطائهم وكفاحهم، ولم يتصدى لجرائم وانتهاكات دولة التطهير العرقي الاسرائيلية، مما سمح لها مواصلة التنكيل باسرى الحرية، ابطال الكفاح الفلسطيني التحرري.
مما لا شك فيه ، ان وزارة الاسرى والمؤسسات ذات الصلة بمعركة اسرى السلام قامت خلال العام الماضي بخطوات ايجابية ومتميزة للارتقاء الى مستوى كفاح اسرى الحرب الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي. ولكن حتى الان لم يتم تدويل قضية الاسرى، ومازال العالم مع استثناءات هنا وهناك في حالة غياب وتجاهل لقضيتهم الانسانية والسياسية بامتياز. الامر الذي يفرض على جهات الاختصاص تطوير اشكال الكفاح والتضامن مع اسرى الحرية في سجون الاحتلال الاسرائيلي. وعلى دولة الابرتهايد والارهاب المنظم الاسرائيلية إعادة النظر في توجهاتها الارهابية وسياساتها العدوانية ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني، والالتزام بقوانين حقوق الانسان واتفاقيات جنيف الاربعة وخاصة الاتفاقية الرابعة لعام 1949، المتعلقة بحماية المدنيين الواقعين تحت الاحتلال الاجنبي.
سامر العيساوي، الاسير الذهبي سينتصر على الجلاد الاسرائيلي. ولن تثنيه جرائم وانتهاكات دولة التطهير العرقي الاسرائيلية عن مواصلة أسطورته الكفاحية. ولسامر وكل اسرى الحرية المضربين عن الطعام وغير المضربين التضامن والتساند حتى تنتصر قضيتهم وينالون حريتهم.
a.a.alrhman@gmail.com        

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025