الاحتلال يهدم منشأة تجارية ومنزلين ويجرف اشجار زيتون في حزما وبيت حنينا    "التربية": 12,820 طالبا استُشهدوا و20,702 أصيبوا منذ بداية العدوان    الاحتلال يجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الاندونيسي شمال قطاع غزة    إصابة 3 مواطنين واعتقال رابع إثر اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس ومخيم بلاطة    الأمم المتحدة تطلب رأي "العدل الدولية" في التزامات إسرائيل في فلسطين    عدوان اسرائيلي على مخيم طولكرم: شهيد وتدمير كبير في البنية التحتية وممتلكات المواطنين    الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة    "استغلال الأطفال"... ظاهرة دخيلة على القيم الوطنية وجريمة يحاسب عليها القانون    "التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان  

"التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان

الآن

إذا خسرنا سوريا نخسر طهران!- طارق الحميد

أفضل توصيف لعلاقة إيران بسوريا، وحجم خسارة طهران من سقوط طاغية دمشق، لخصه أحد رجال الدين الإيرانيين، مهدي طائب، المسؤول عن مكافحة الحرب الناعمة الموجهة ضد إيران، حيث يقول: «لو خسرنا سوريا لا يمكن أن نحتفظ بطهران.. ولكن لو خسرنا إقليم خوزستان الأهواز سنستعيده ما دمنا نحتفظ بسوريا».
ولم يكتف طائب بذلك، بل إنه قال إن «سوريا هي المحافظة الـ35، وتعد محافظة استراتيجية بالنسبة لنا. فإذا هاجمنا العدو بغية احتلال سوريا أو خوزستان، فالأولى بنا أن نحتفظ بسوريا».
 فهل بعد هذه التصريحات يمكن القول بأن ما يحدث في سوريا هو حرب طائفية بالوكالة، أو أن الثورة السورية هي ثورة متطرفين؟ الحق أنها ثورة شعب يريد التحرر والتخلص من براثن الاحتلال الإيراني لسوريا طوال حكم الأسد الأب والابن، كما أن هذا التصريح الفج الذي يبدو أنه صدر تحت هول مفاجأة ما يحدث على الأرض في سوريا يظهر ورطة المشروع الإيراني في المنطقة، وليس في سوريا وحدها. فسقوط الأسد يعد أكبر، وأقسى، ضربة ستوجه للمشروع الإيراني، ومفهوم تصدير الثورة الخمينية، كما أن سقوط الأسد يعني أن متطرفي إيران سيكونون أمام استحقاقات داخلية طالما تهربوا منها.
المذهل في تصريحات طائب أنها لم تقف عند حد توصيف أهمية سوريا لبلاده، بل إنه ذهب لأبعد من ذلك، حيث تحدث صراحة عن قوة من ستين ألف مقاتل تشرف عليها إيران في سوريا، حيث يقول إن «النظام السوري يمتلك جيشا، لكنه يفتقر إلى إمكانية إدارة الحرب في المدن السورية، لهذا اقترحت الحكومة الإيرانية تكوين قوات تعبئة لحرب المدن، قوامها 60 ألف عنصر من القوات المقاتلة، لتتسلم مهمة حرب الشوارع من الجيش السوري».
وهذا العدد يفوق ما كشف عنه مؤخرا عن عدد قوات المقاتلين الذين تشرف عليهم إيران في سوريا وقيل إنه خمسون ألف مقاتل، وبالتالي فإن تصريحات طائب لا تكشف عن أهمية سوريا لإيران بقدر ما أنها تكشف حجم تورطها في الدم السوري، كما أنها تقول لنا أمرا خطيرا وهو أنه في حال لم يتم التعاطي مع الملف السوري بجدية، وبجهد دولي، فإن هناك من سيتصدى لهذا التدخل الإيراني، مما يعني مزيدا من التطرف، والقتال الطائفي، وهذا أمر خطر على المنطقة ككل.
التصريحات الإيرانية هذه وغيرها يجب ألا تقود للتفكير في ضرورة إعطاء إيران دورا ما في سوريا، بل يجب أن تقود إلى تحرك دولي لإسقاط الأسد، الساقط لا محالة، وضرب المشروع الإيراني التمددي في المنطقة، ولا مبالغة إذا قيل إن سقوط الأسد سيكون بمثابة أول خطوة جادة لإيقاف مشروع إيران النووي. وعليه فإن سقوط الأسد لا يعني بالضرورة سقوط إيران، وإنما يعني عودة الملالي إلى حدودهم الطبيعية بطهران، وهذا هو المطلوب، فحينها سيكون أمام متطرفي إيران فواتير واجب سدادها في الشأن الداخلي، وتلك قصتهم هم لا قصة منطقتنا المنكوبة بسبب إيران وتدخلاتها، وطابورها الخامس المنتشر رجاله بيننا، والذين سيصمتون كالعادة ولن يقولوا كلمة تجاه تصريحات مهدي طائب عن سوريا.

 

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024