البحث عن دولة الرئيس- فؤاد ابو حجلة
تنشغل القيادات السياسية والنخب الحاكمة والمعارضة في مصر وتونس والأردن بالبحث عن رؤساء للحكومات في تلك الدول، ونواصل نحن حواراتنا الماراثونية في القاهرة بين فتح وحماس للاتفاق على تشكيل حكومة قبل ان ننتقل لاحقا الى المرحلة الثانية من الاشتباك التفاوضي بين الحركتين للاتفاق على اسم يصلح لرئاسة حكومة الوحدة الوطنية أو حكومة الائتلاف الوطني أو حكومة التوافق الوطني.
يبدو البحث عن رئيس حكومة في دولة عربية أصعب من البحث عن إبرة في كومة قش رغم وفرة القادرين على ملء هذا الشاغر من الذين ينخرطون في العمل السياسي أو يدرسون في الجامعات العربية التي يتخرج منها آلاف العباقرة سنويا أو المتقاعدين الذين يحترفون لعب الورق في المقاهي الشعبية أو ضباط الأمن المتقاعدين الذين يتحولون إلى دعاة للحرية ومبشرين بالديمقراطية، والمحللين السياسيين والخبراء الاستراتيجيين الذين يطلون علينا من شاشات تلفزيونية تقول إنها تبحث عن الحقيقة ومن الواضح أنها لا تعثر عليها.
في مصر يصعب التوافق على رئيس حكومة، وفي تونس يستحيل التوافق على هوية الرئيس في الظروف الحالية، وفي الأردن يحتاج الأمر الى مشاورات طويلة في الصالونات السياسية للاتفاق على اسم رئيس الوزراء، وفي فلسطين نحتاج الى معجزة لاقناع القبائل السياسية بأي مرشح لرئاسة الوزراء.
إنها ظاهرة عربية أنتجها الربيع السياسي الذي تحول الى فوضى أميركية خلاقة.. ولكي تكتمل الفوضى لا بد من الاختلاف على هوية دولة الرئيس بينما الشعب كله يبحث عن دولة الرغيف.