البصيرة أعزّ من البصر- ياسر المصري
قال تعالى " فإنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" صدق الله العظيم
أليس اختفاء الحياء والمكابرة به عمى يصيب القلوب، أليس القفر عن مصالح الوطن والتباهي بالعار والقتل عمى يصيب القلوب، كيف يكون ممثلاً لشعب ولكل الشعب مجنداً ذاته ومفضلاً أن يّبقى ممثلاً لفصيل ارتكب القتل والإجرام وساهم ويساهم حتى اللحظة في زيادة الألم والمعاناة، وإضافة العبء على المشروع الوطني، إن الحقيقة بينة وواضحة وفارقة بين السواد والبياض ويتعلل آخرون بأن الحقيقة لديهم وأنهم الشرعيون، لا اختلاف أن فتح قد أخطأت في أحيان وسلك بعض كوادرها سلوك خاطىء في أحيان لكن كان لفتح القدرة والجرأة والواقعية الوطنية لأن وقفت وفضحت هؤلاء وسالت النقد لذاتها وعبر أبنائها عن الأخطاء والتي إن وقعت لم تكن يوماً من ضمن الأثواب التي تجيد ترقيعها وتبريرها كما يفعل الآخرون، إن حركة فتح بكل ما لها وما عليها، لم تكن يوماً في هذا الوجود إلا ضمانة وطنية، نظراً لما حملته من مميزات وامتيازات وطنية جعلت الجميع يجمع على أهمية بقائها وإستمرار دورها في خلق البيئة القادرة على إحتضان الجميع وليس إنكار الآخرون كما يفعل الآخرون ثقافة وسلوك، وإن فتح ومن رصاصتها الأولى التي يطل البعض اليوم الذي اعتاد التزوير والكذب لينكر فعل هذه الرصاصة إليه هذا ممثل الشعب ورئيس مجلسه التشريعي الذي ينكر هذه الرصاصة فيا دكتور عزيز إن فتح حين أطلقت رصاصتها كانت الأمة بكاملها منذ العام 1948م لم تطلق رصاصة واحدة على الاحتلال وإن فتح حين إنطلقت بتلك الرصاصة الأولى كانت تهدف إلى تحريك الواقع العربي وتغييره، فهي حلمت آنذاك بإحداث توازن في نفسية وثقة المواطن الفلسطيني أولاً والعربي ثانياً بالقدرة على المواجهة وتغيير الواقع، ولم تكن الثورات المسلوبة في مصر وغيرها(حديثاً) فعل لا ترغب به فتح فلست أنت أو غيرك محامي أمام فتح وقاضي وتترافع عن شيء أنت أعلم بحقائقه. وبقول الله تعالى" ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين" وإن ورود أبخاس الناس أشياءهم بالفساد لدلالة واضحة على نتاج الفعلين(البخس والإفساد) بالأذى والجرم.
هي فتح يا دكتور التي يصح قولك في الأخ عزام بأنه ليس نداً لك فعزام الأحمد معروف منذ نعومة أظافره كقائد فتحاوي امتاز بالإنحياز لكل الوطن وتذوق المنافي طعماً يرد لشبابه
الذاكرة الجميلة التي جمعته مع الشهداء والمناضلين، وهو ليس نداً لك فإن كانت مرج الزهور بصمة عز لك في العام 1994م فعليك أن تعود لتاريخ عزام الأحمد لعلك تجد في سيرته وسيره ما يضىء لك الأمل بإمكانية أن تصنع لنفسك هامش تعبر من خلاله على إنتمائك لكل فلسطين، ليس دفاعاً ولا انحيازاً لعزام الأحمد القائد والصادق، ولكن إنحيازاً لهذا الوطن وتاريخه ومستقبله، فعزام الأحمد ليس نداً لك لأنه ينحاز لإنهاء الإنقسام وأنت تنحاز لقتل طموحات أبناء شعبك، أنت ومحمود الزهار صورتين جميلتين في حركة حماس، ولهذا أحبكم لكونكم صادقين وواضحين وضوح الشمس لا يمكن لعقولكم وقلوبكم أن ترى الوطن، ولا يمكن لكم أن يقف ضميركم عن عوائل من قتلتم وأذيتم من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، لا يمكن لكم أن تروا الوطن فهو أكبر منكم ومن أزماتكم وطموحاتكم وما أعجب يا دكتور عزيز حين سألك الأخ عزام رداً يليق بتجاهلك للناس وخروجك من القاعة، هو قال لك بالحرف أنه يعرفك ويعرفك منذ كنت تنسق مع اسحاق رابين، الذي بدوره رخص لك في الضفة المركز العلمي أي قبل العام 1990م، ليكون ردك عبر الإعلام بأن رابين قد مات منذ العام 1996م، وكأنك تنفي التنسيق معه الآن(من قال لك إنك تنسق معه الآن)، يا للعجب العجاب إن شعبنا لديه الذاكرة الحية والفذة القادرة على الربط بين مواقفك ومواقف الزهار والذي بنفسه حاز على تراخيص اسرائيل إبان سلطة الإدارة المدنية في قطاع غزة أوائل الثمانينات لترخيص مؤسسة، الأخ د.عزيز دويك لقد قام قبل عامين تقريباً أحد ضباط الإدارة المدنية(سلطة الاحتلال) بالكشف عن بعض الأدوار التي قامت إدارة الاحتلال في الضفة وغزة بسلوكها من خلال محاربة منظمة التحرير وتعزيز التيارات الإسلامية، ولتذكيركم بذلك دعنا نعود إلى الرسالة التي فضحها الملك حسين(رحمه الله) والتي كانت تتعلق بلقاءات حركة حماس (ممثلة بالزهار) مع الإدارة المدنية الإسرائيلية إبان الانتفاضة المباركة الأولى، حيث كانت فتح وفصائل العمل الوطني(م.ت.ف) تشعل الأرض تحت الاحتلال العام 1988 و1989 وأنتم من خلف دماء الشهداء تفاوضون وتلتقون مع الاحتلال لتغييب(م.ت.ف) والقفز عنها، ألم تكن حماس آنذاك تعقد هذه اللقاءات مع الاحتلال وإدارته العسكرية، والتي حضر جزء من هذه اللقاءات ابراهيم اليازوري(أمين عام المجمع الإسلامي في غزة) وهذه المؤسسة كيف حصلت على ترخيصها؟؟؟، الأ تأخذ عليكم ما يقوله الاحتلال، أم تأخذ فقط ما تتمناه أن يكون في فتح، هل تعلم يا دكتور عزيز بأن نسبة التسجيل للأنتخابات بلغت في غزة 95% ألم ترى زحف الجماهير للإحتفال بانطلاقة فتح، ألا ترى ذاكرة الشعب حية ما دام حياً ألا يؤنبك ضميرك وأنت تشهد على توريث أبناء شعبك مصطلحات لا تترك في نفسه سوى الخزي والعار.
أرجوك يا دكتور عزيز اذهب إلى الله متعبداً لعل بصيرتك يفيض عليها النور وترى الحق إن استطعت أن تبصره، أذهب للانتخابات أن كنت تحترم تاريخك وتاريخ الناس، اذهب للانتخابات إن كنت تثق بنفسك وبحركتك، اذهب بالانحياز لدماء الشهداء ولا صوت يعلو فوق صوت الشعب.