"ملعون أبو السياسة"- فؤاد ابو حجلة
في الرد على جريمة قتل المناضل عرفات جرادات في سجون الاحتلال تشتعل الضفة بالغضب المشروع، ليس لأن الشهيد عرفات هو أول من يقضي في سجون العدو، ولكن لأنه لن يكون آخر الشهداء في أقبية التعذيب في سجون الفاشية الصهيونية.
وفي ذروة هذا الغضب الشعبي المشروع ينبغي أن يتغير الخطاب السياسي الذي يميل إلى التهدئة ويحاول الاكتفاء بالاستثمار السياسي للجريمة والضغط على المجتمع الدولي من أجل إدانة اسرائيل، وهو أمر بعيد المنال في ظل هيمنة الولايات المتحدة على القرار الدولي وتمسك رؤسائها المتصهينين بالانحياز الى اسرائيل على حساب الدم الفلسطيني.
لن تدين واشنطن هذه الجريمة، ولن يخرج باراك حسين أوباما عن سياق التصريحات المستفزة التي تؤكد أن "من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها"، وسيجيء هذا الرئيس الاميركاني الى رام الله ليتحدث عن كل شيء في الدنيا ما عدا حقنا في الحرية، وسيلقي مواعظه عن الديمقراطية في دول الربيع وعن حلاوة السلام في الشرق الأوسط، وسيطالبنا بتقديم تنازلات مؤلمة قبل أن يقرر تزويد اسرائيل بالمزيد من أسلحة القتل.
من حقنا أن نغضب، ومن حق شعبنا ونخبه ومثقفيه الوطنيين أن يقاطعوا زيارة أوباما، وأن يرفضوا الاستماع إلى تصريحاته عن السلام، وربما كان معروفا لدى سفارة اميركا في اسرائيل أن الفلسطينيين في مدنهم وقراهم لا يتوقون الى هذه الزيارة ولا يتوقعون نتائج حقيقية لها
هناك رسالة أخرى لا بد أن يقرأها دبلوماسيو اميركا في الغضب الشعبي الذي يجتاح الضفة، وهي رسالة تحمل موقفا واضحا ليس من اسرائيل فقط ولكن ممن يحتضن هذا الكيان المبندق ويرعى جرائمه، وممن يجير كل نفوذ الولايات المتحدة ويوظف كل جبروتها في الدفاع عن الجريمة وحماية المجرم.
لسنا معنيين بزيارة أوباما، فهي زيارة سياسية لا دلالات لها، ولا فرق في هذا السياق بين استقبال رئيس الولايات المتحدة أو رئيس مكرونيزيا. ولا نثق في السياسة الاميركية التي تدفعنا إلى الهتاف "ملعون أبو السياسة".