الشعب بين رقبة (الرئيس ) وطز (المرشد)- ماهر حسين.
مصر حاضرة في العديد من التفاصيل والقضايا ...فإذا تحدثنا عن التاريخ نجدها وإذا تحدثنا عن الديانات نجدها حاضرة وبل إن مصر حاضرة لدى الديانات الثلاث (اليهودية والمسيحية والإسلام) وإذا تحدثنا عن العروبة فإننا نجد مصر حاضرة تاريخا" وحاضرا" ومستقبلا" ولو تناولنا الفن والتعليم والاقتصاد والسياسة والفكر والأدب سنجد مصر والمصريين حاضرين طبعا". جميعنا عشنا وتأثرنا بشكل مباشر أو غير مباشر بمصر . مع كل هذا الحضور ومع كل هذا الدور ومع كل هذا التأثير لم يجد السيد محمد مهدي عاكف لوصف كل ذلك سوى كلمــــة (طز) استخدمها عاكف عندما كان (المرشد) وأستخدمها عندما غادر مكتب (الإرشاد) . (طز) عاكف عبرت عن رؤية وموقف فيه تجاوز للانتماء الوطني حيث أنه لم يتوانى على أن يشمل الجميع بهذه (الطز)...البلد والشعب . لم تشمل (طز عاكف) المعارضين فقط وإنما شملت الشعب ...الشعب الذي اختار الإخوان لاحقا" لذلك ...الشعب الذي اختار ألإخواني (مرسي) رئيسا" لجمهورية مصر العربية .... وهذا التعبير البائس (لعاكف )تكرر في مرحلتين وكما أسلفنا وبالتالي فإنها تعبير عن موقف مرتبط برؤية (عاكف ) للشعب (في المرة الأولى) وللمعارضة(في المرة الثانية) وهذه الرؤية تشير إلى عدم وجود احترام لهذا الشعب وبالتالي يفتح هذا باب للتعاطي مع الشعب بمنطق (القطيع) ...(القطيع ) (الدهماء) (العامة) . نحتاج لهم للتمكين ...يهمنا (صوتهم) ولا يهمنا (رأيهم )...وسيلة لا أكثر ....هذه تعبيرات مرتبطة بالتعاطي مع العامة والشعب بمنطق (طز) وللأسف هذا المنطق هو المنطق السائد الآن لدى الرئيس مرسي ودولة الإخوان في مصر من حيث التعاطي مع طلبات المعارضة المصرية بأسلوب (طز) والتعامل مع مطالب المعترضين من أبناء الشعب المصري بأسلوب (طز) وقد أدى هذا الأسلوب إلى عزلة النظام (نسبيا") والى ضعف مصر . لا يوجد من هو مستفيد من ضعف النظام ومن تفكك مصر ومن تصاعد العصيان المدني ومن ضعف الاقتصاد المصري فالشعب بحاجه إلى دولة تنظم شؤونه وتشرف عليها والدولة بحاجه لمعارض للتصحيح والمعارضة بحاجه لحوار مع الدولة من خلال مؤسسات أو لقاءات وعندها قد يكون هناك فرصه للتوحد ولنجاح الدولة التي تحتاج هي والشعب للجيش . إن مصر بحاجه لجيش قوي دوما" وبعيد عن كل الخلافات والمناكفات ...جيش يحمي مصر وشعبها وبالتالي فإن محاولات الإخوان على لسان المرشد الحالي (بديع) آو غيره من قيادات الإخوان للمساس بالجيش وبدورهم وباتهامهم باتهامات عجيبة منها (المسؤولية عن مقتل الجنود المصريين في رفح) هي محاولات تؤكد على أن الأخوان سائرين بالتمكين من خلال السيطرة على (الاعلام)(الجيش)(القضاء) وبهذا سيحكموا سيطرتهم على مفاصل الدولة المصرية وعندها سيكون لكلمات المرشد (عاكف ) معنى اكبر سلوكيا" ....خاصة لو أخذنا بعين الاعتبار رد الرئيس مرسي على سؤاله عن التنحي حيث قال (هذا أمر دونه رقبتي) . للأسف القادم في مصر يحكمه منطق(هذا أمر دونه رقبتي) وهي تعبير حقيقي عن الإصرار على البقاء بالحكم والإصرار على التمكين بالحكم وبالتالي فإن الاستجابة الرئاسية للمعارضة غير ممكنه وغير وارده ومن هنا فإن الأمور مرشحه وللأسف للتصعيد . إن المواطن المصري أهم من الرئيس والأحزاب كلها ...والمواطن بحاجه إلى أمل والى فرصة لتحقيق بعض متطلباته الحياتية. للأسف غاب (الشعب ) و(المواطن) في زمن (هذا أمر دونه رقبتي) و(طز). حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من كل مكروه .