شافيز -محمود ابو الهيجاء
في ظني بموت هوغو شافيز، قد طويت اخر صفحة من صفحات زمن الاشتراكيات الثورية والعدالة الاجتماعية، وبهذا المعنى فان شافيز هو آخر ابطال هذا الزمن الذي سيرحل الى القصيدة بتداعياتها التراجيدية.
لم يكن الراحل الكبير فنزويليا فحسب، كان عالميا بانسانية خالصة، ولطالما كان منحازا بسليقته الانسانية والثورية الى قضايا الشعوب المناضلة في سبيل حريتها واستقلالها وكرامتها وتقدمها، وفيما يخصنا تحديدا لطالما كانت لفلسطين مكانة خاصة لا في سياساته ومواقفه فحسب، بل في قلبه ايضا، فهو الذي قال : فلسطين هي فنزويلا وفنزويلا هي فلسطين.
لسنا بحاجة الى تعداد مواقفه بهذا الشأن وله في تاريخ نضالنا الوطني صفحات كثيرة، صفحات ناصعة بالمواقف الاصيلة الداعمة للحق الفلسطيني، لهذا تدمع العين اليوم لرحيل هذا الصديق الوفي، وكما اعتقد فان عيون الفقراء في كل مكان تودع الان شافيز بدموع الحسرة والحزن وهي تدرك فداحة الفقد، لقد كان نصيرا لهؤلاء وساعيا الى عيشهم الكريم.
ولم يكن شافيز ايضا مجرد رئيس في بلاده بل كان زعيما شعبيا بكل ما في الكلمة من معنى، وله في حياة بلاده بكل تفاصيلها علامة لا يسع احد تجاوزها، له هذه البصمة التي قال البريطانيون انه قد تركها على بلاده، وله تلك المواقف التي لن ينساها احد، اعني في الخاتمة ان له هذا التاريخ الذي سيجعله خالدا في ذاكرة العالم ايا كان الموقف منه. شافيز وداعا.