استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله    قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين    الرئيس: الثورة الفلسطينية حررت إرادة شعبنا وآن الأوان لإنجاز هدف تجسيد الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. "فتح": الأولوية اليوم وقف حرب الإبادة في قطاع غزة وإعادة توحيدها مع الضفة وتحرير الدولة الفلسطينية من الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. دبور يضع إكليلا من الزهور باسم الرئيس على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية    الرئاسة تثمن البيان الصادر عن شخصيات اعتبارية من قطاع غزة الذي طالب بعودة القطاع إلى مسؤولية منظمة التحرير    اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني  

اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني

الآن

الإعلام الفلسطيني والضوابط الأخلاقية والمهنية- رمـزي صادق شاهيـن*


تُعد فلسطين من أوائل الدول العربية التي عرفت الصحافة ، وقد كان لديها إصدارات هامة من الصحف والمجلات قبل النكبة العربية الكُبرى واحتلال فلسطين عام 1948م ، كما أن فلسطين أنجبت الكثير من رواد الإعلام والصحافة ، إضافة إلى مجموعة كبيرة من الأدباء والشعراء والمثقفين ، والذين كان لهم الفضل في تطوير الإعلام في فلسطين ، ونقل هذا التطور وهذه التجربة إلى بعض الدول الشقيقة .
لقد تعرض الإعلام في فلسطين لكثير من المواقف ، وأيضاً تعرض لمحاولة الشطب أو الاحتواء ، من خلال قيام الاحتلال الإسرائيلي بفرض القيود عليه ، وملاحقة الإعلاميين والصحفيين ، لمنعهم من نقل صورة معاناة شعبنا ، وما خلفته النكبة ، إلا أن صمود الإعلاميين وإصرارهم على نقل الحقيقة ووفاءهم لفلسطين ، كان هو الدافع الأهم بالاستمرار في أداء رسالتهم ، إضافة إلى أن هذا النوع من العمل كان عنصراً مساعداً في مقاومة الاحتلال ، لأن دور الإعلامي لا يقل أهمية عن دور المقاتل في الميدان .
لا شك أن الإعلام الفلسطيني قد تغير في شكله ومضمونه من فترة لأخرى ، وذلك نتيجة عدة عوامل ، وبما يتناسب مع طبيعة المرحلة ، خاصة وأن فلسطين مرت بالكثير من الأحداث الهامة ، خاصة بعد احتلال باقي الأراضي الفلسطينية عام 1967م ، مروراً بأحداث الثورة الفلسطينية في لبنان ، إلى الانتفاضة الشعبية عام 1987م ، وصولاً إلى إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية ، وقيام مؤسسات فلسطينية رسمية لأول مرة على أرض الوطن .
الإعلام الفلسطيني وبرغم كُل المحاولات لوصوله إلى أن يكون إعلاماً متميزاً ، إلا أنه تعرض للكثير من الانتكاسات على المستوى الرسمي من خلال عدم وجود ضوابط مهنية تُنظم العمل الإعلامي في الأراضي الفلسطينية ، ناهيك عن ضعف الإمكانيات ، إضافة إلى وجود تراكمات من الماضي جعلت من الإعلام الفلسطيني كيان غير متكامل ، وينقصه الكثير من الإصلاح والتأهيل .
لقد شكل الإعلام الإلكتروني الانتكاسة الكبرى للإعلام في فلسطين ، حيث انتشرت المواقع الإعلامية والإخبارية ، بدون وجود قوانين تُنظم عمل هذه المواقع ، وغياب الرقابة التي تضمن مهنية هذه المواقع ، إضافة إلى تحويل الإعلام الفلسطيني إلى إعلام حزبي بعيد عن المهنية ، وهذا ما أوصلنا إلى ما نعيشه اليوم من فوضى كبيرة ، والتي لا يمكن أن تنتظم لأنها خرجت عن السيطرة وأصبحنا نعيش في عالم مليء التجاوزات والأخطاء والمشكلات .
إن المتابع لحال الإعلام الفلسطيني اليوم ، يُصاب بخيبة أمل كبيرة ، كيف لا ونحن نعيش في عالم أقرب إلى غابة يتصارع كُل من يعيش فيها ، فنجد كيف تعمل مواقع الإعلام بلهجة التخوين ، وأخرى بلغة التشهير ، وآخرين يكتبون ما يحلو لهم بدون رقابة أو متابعة من إدارة المواقع ، وهناك من يُلقى الاتهامات لآخرين دون النظر لقانون هذه المهنة ، والتي يتطلب وجود أدلة وبراهين على كُل معلومة يحصل عليها الإعلامي حتى لا يقع أمام المسؤولية القانونية .
لقد أدى غياب الضوابط القانونية إلى ازدياد حالة الفوضى التي نعيشها ، وأدى غياب الأخلاق إلى ما يٌشبه حلبة المصارعة ، لكن بدون فائز في النهاية ، وغياب المهنية سيؤدي بالنهاية لتكوين صورة ضبابية ، يكون فيها الإعلام الفلسطيني عبارة عن كيان عشوائي وغير صادق ، لكونه يكتب أي شيئ وينشر أي شيئ ، ويستطيع أي أحد أن يكتب ما يشاء وينشر ما يشاء ، حتى لو كتب سطوراً من كتاب شكسبير ونشرها باسمه لأنه بالنهاية يعي أن لا وجود لمراقب ولا محاسب .
نحن بحاجة ماسة لثورة أخلاقية ومهنية في إعلامنا الفلسطيني ، هذه الثورة تبدأ من المؤسسات المسئولة عن الإعلام ، حتى تقوم بواجباتها تجاه ما يُنشر في صحفنا الإلكترونية ، ولتصل مسؤولياتها لضبط العشوائية في إنشاء المواقع التي تقول عن نفسها وكالات أنباء والعديد من المسميات ، وعلى المؤسسات المهنية وعلى رأسها نقابة الصحفيين واتحاد الكُتاب ، أن تأخذ دورها الطبيعي في تحديد الضوابط المهنية للمواقع الإلكترونية الإخبارية والإعلامية ، بالتعاون مع الجهات الرسمية ، حتى لا نصبح عبارة عن ندور في حلقة مفرغة ، ويكون الإعلام عبارة عن ملاذ للتافهين والموتورين والمندسين .

*إعلامـي وكاتـب صحفــي – غــزة

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025