نريده ان يرى- محمود ابو الهيجاء
بالنوايا الطيبة وبروح فلسطين التواقة للسلام العادل، نستقبل اليوم رئيس الولايات المتحدة الاميركية باراك اوباما ونقول له اهلا وسهلا، اهلا بما نحمل من تطلع للحرية، وسهلا بما نحمل من اصرارعلى تحقيق السلام واشاعة الاستقرارخدمة لمصالح الحياة
ان تكون ممكنة بالكرامة والعدالة للناس اجمعين ، لن نملي على ضيفنا شروطا لكي يفتح لنا طاقة جديدة للامل، لكنا نريد منه ان يتفحص مشهد فلسطين جيدا، ان يرى على نحو واقعي مستوطنات الاحتلال وهي تدمر فرص السلام واحدة تلو الاخرى، بل وهي التي تحاول مصادرة مستقبل بلادنا وحياتنا، وان يرى حواجز الاحتلال وهي تعرقل مسيرة حياتنا اليومية بلا اية غاية سوى غاية التعذيب والقهر التي تستهدف طبيعة الامل الفلسطينية ، نريده ان يرى الواقع على حقيقته،ان يتلمس معضلاته تلمس اليد والعقل والقلب والضمير، وان يرى فلسطين كما هي على حقيقتها، ارض محتلة وشعب محاصر بليل الاحتلال وظلمه .
ونريده ان يتأكد اكثر واكثر اننا اصحاب مشروع السلام ، السلام العادل والممكن ، السلام الذي يعيد لفلسطين مكانتها بين الامم كدولة مستقلة ويعيد لشعبها حقوقه المشروعة .
لانريد في اللحظة التاريخية الراهنة غير ان تترجم الولايات المتحدة الاميركية رؤيتها للحل في اطار الدولتين، وسنكون واقعيين الى ابعد حد مع مقترحاتها، اذا ما كانت سبل هذه الترجمة وطرقها واقعية، بضمانات حقيقية وفاعلة ومؤكدة، بمعنى لن نرفض الممكن ابدا، لكنا لن نقبل بتبجحات القوة وغطرستها التي يسعى الاحتلال فرضها علينا في حلول تعسفية لا تبقي لنا شيئا من حقوقنا وارضنا ولاتذر ..!! نعم لانريد شيئا من ضيفنا سوى ان يتفحص المشهد جيدا، وهو مشهد لايحتاج للجهد الجهيد كي يراه على حقيقته بانه مشهد لايستقيم مع الحق والعدل والجمال، طالما ظل الاحتلال هوالذي يهيمن عليه بظلمه وظلامه.