ياسر عرفات وبدلة السموكن - يحيى يخلف
منذ عقود ونحن ننتظر العدل من المجتمع الدولي ومن أميركا..منذ عقود ونحن ننتظر الذي قد يأتي ولا يأتي,, مثلما ينتظر بطلا مسرحية (في انتظار غودو) التي كتبها المسرحي الآيرلندي (صمويل بيكيت) وتتحدث عن (فلاديمير) و(استراغون) اللذين ينتظران شخصا اسمه (غودو) ويأملان أن يخلصهما من حياة الفقر ويغير حياتهما، لكنه لم يأت ومع ذلك ظلّا ينتظران. ..ومر زمن طويل قبل أن يكلمنا غودو ويفتح قناة معنا في مطلع التسعينيات بعد حرب الخليج ومؤتمر مدريد للسلام، ثمّ صار هناك علاقات بعد اتفاق أوسلو وفتح البيت الأبيض ابوابه أمامنا بعد توقيع اتفاق المبادئ في واشنطن بحضور الرئيس كلينتون، واصبحت الولايات المتحدة الراعي الرئيس لعملية السلام.. وبقية الحكاية وما جرى بعدها تعرفونه ولا داعي للغوص به. ونعود لموضوع هذه التغريدة
بعد معركة البطولة والصمود لقوات الثورة الفلسطينية في بيروت عام1982 انعقدت القمة العربية في المملكة المغربية بمدينة فاس، واستقبل الملوك والرؤساء العرب ياسر عرفات استقبالا حافلا تقديرا لصموده وصمود المقاتلين في معركة بيروت والاجتياح الاسرائيلي لجنوب لبنان. انعقدت القمة وسارت الأمور على ما يرام، وفي المؤتمر أشاد القادة بملحمة الصمود في بيروت حتى ان العاهل الأردني خاطب الرئيس عرفات على مسمع من الجميع قائلا: انّ صمودكم وأداءكم في بيروت, ارتبط بجنرال يفخرالجيش الأردني أنّه كان من بين قادته، انّه الجنرال الكفؤ سعد صايل. واتخذ في القمة قرارات داعمة لمنظمة التحرير، ومن هذه القرارات الهامة تشكيل وفد برئاسة الملك الحسن الثاني ملك المغرب وعضوية عدد من وزراء الخارجية العرب ليجري اتصالا مع الرؤساء والمسؤولين في الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لتحريك ملف القضية الفلسطينية.
وقد تحرك الوفد بالفعل وزار عواصم تلك الدول, ومن بينها واشنطن حيث التقى مع الرئيس (رولاند ريغان) رئيس الولايات المتحدة الأميركية آنذاك.
تابع الرئيس ياسرعرفات نتائج الجولة التي قام بها الوفد من خلال التقارير التي كان يتلقاها, وبعد جولة واشنطن ذهب الى المغرب، ليطّلع مباشرة من الملك الحسن الثاني.
تم اللقاء في القصر الملكي, واستمع الرئيس عرفات الى حديث الملك, وسرد تفصيلي عما دارمع الرئيس (ريغان)، إذ قال جلالته انّ الرئيس الأميركي لم يكن على دراية بملف القضية الفلسطينية، لكن صمود الفلسطينيين في بيروت في مواجهة أقوى جيش في الشرق الأوسط لفت نظره، فطلب من الخارجية تزويده بهذا الملف، وقال ايضا انه بعد الاطّلاع عرف انّ للشعب الفلسطيني قضية عادلة، لكنه استهجن الزي الذي يبدو فيه زعيمهم (يقصد الرئيس عرفات)، وكيف يرتدي زيّا عسكريا من قماش الكاكي، ويضع على رأسه الكوفية والعقال ويطلق ذقنه دون أن يشذّبها.
وعند ذلك سأل الرئيس عرفات: وبماذا أجبته يا جلالة الملك؟
فأجابه الملك: قلت له ان الزعيم يلبس من القماش الذي يرتديه رجاله, وانه يضع على رأسه الكوفية والعقال كما يفعل الفلاّحون والبسطاء من أبناء شعبه.
فابتسم أبو عمّار ابتسامة واسعة, وقال للملك مداعبا:
- لو قلت له ياجلالة الملك اعطي ياسر عرفات دولة فانّه سوف يلبس بدلاً من الكاكي بدلة سموكن.