رياح الخماسين - محمود ابو الهيجاء
كأن رمال الصحراء الكبرى تريد حصتها من المدينة كل عام ، فتنهض في ريح هوجاء لتغزو كل شيء فيها حتى مسامات جلودها وجلودنا، فيما تحيل فضاء الرؤية الى غباش، لاتفوت رياح الخماسين موعدها، وفي هذا قول للطبيعة كما اظن، يرجو البشرية ان تدرك حقيقة الصحراء التي حولها، فتكف عن صراعاتها الضيقة، وتسمح للزراعة ان تكون في كل وقت ومكان، بدل التصنيع العسكري وحروب الاستحواذ والعدوان والاحتلال، عليها ان تدرك حقيقة الصحراء هذه، قبل ان تلتهمها وتحيل حياتها ومدنها وحضارتها الى قاع «صفصفا»...!!!
قد يظن البعض ان هذه قراءة شعرية لرياح الخماسين، لكن ما الضير في ذلك ان كان الامر كذلك، الا يحمل الشعرعادة صوت الطبيعة والحقيقة معا، في صوره وازاحاته للمعنى، ولماذا نقرأ بعض التاريخ حتى الان، عبر ملحمة الالياذة مثلا..؟؟
وايا كان الامر لرياح الخماسين هذا الحضور الذي يدفعنا دفعا للتأمل في معناها وطبيعتها، وانا شخصيا اعتقد وبقوة ان لأفعال الطبيعة دائما ثمة رسالة، والعاقل من يتفحصها ليبحث عن مغزاها وحكمتها، فلا شيء عبث في هذه الحياة سوى عبث العنف والعدوان وغطرسة القوة.