جهاديون على الطراز الأميركي- فؤاد ابو حجلة
أعجبني كثيرا إعلان السلطات السعودية عزمها اعتقال مواطنيها الساعين إلى الالتحاق بالقتال في سوريا، وكذلك اعتقال اؤلئك السعوديين المتورطين في هذا القتال لدى عودتهم إلى السعودية إذا قدر الله عودتهم أحياء.
كم أتمنى لو أقدمت السلطات في الأردن ومصر واليمن وليبيا والشيشان على اتخاذ قرار من هذا النوع لاغلاق باب التيه الذي يدفع آلاف الشباب العرب والمسلمين إلى مواجهة الموت تحت يافطة الجهاد الذي يشتعل في كل الدنيا ما عدا فلسطين.
بالطبع لا أعترض هنا على فرض الجهاد وهو فرض عين على كل مسلم في حال تعرض بلاد المسلمين للاحتلال أو الطغيان، لكنني أتحدث تحديدا عن الجهاد على الطريقة الأميركية الذي يحشر الشباب المتحمسين في ساحات المواجهة في الأراضي السورية ويبعدهم ليس عن فلسطين فقط ولكن عن الجولان أيضا.
رأيتهم على شاشات التلفزيون وعرفت أن القلة القليلة من «المجاهدين» في سوريا هم سوريون، بينما تتوزع الأغلبية على بلاد العرب والمسلمين في الخليج واليمن والشام وجوارها في الأردن ولبنان ومصر ودول المغرب العربي.
وسمعتهم يتحدثون عن تحرير سوريا من حكم حزب البعث وبشار الأسد، وكنت سمعتهم قبل ذلك يتحدثون عن تحرير أفغانستان والشيشان من حكم الشيوعيين ولم أسمعهم مرة واحدة يتحدثون عن تحرير فلسطين من الاحتلال الاسرائيلي، بل إن أحد رموزهم في مصر يجاهر برفض الجهاد في فلسطين خشية توريط الجيش في حرب كبيرة ستلحق بالبلاد والعباد خسائر كبيرة.
إنها الحكمة الأميركية تتجلى في أقبح صورها في نشاط الجهاديين العرب المنخرطين في خدمة المشروع الأميركي، وهي الحكمة التي تشق طرقا للجنة عبر كل البلاد القريبة والبعيدة وتبقي فلسطين طريقا إلى جهنم الغضب الأميركي.
أعجبني الموقف السعودي وسيعجبني كثيرا أن أقرأ لكتاب عرب يتحررون من الخوف ويكتبون رأيهم الصريح في هذا الجهاد القبيح.