الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

يوم الأرض صراع وجود -صلاح صبحية


لم يكن يوم الأرض في الثلاثين من آذار 1976 بداية تمسك الشعب العربي الفلسطيني بأرضه ، بل هو يوم من أيام الدفاع عن الأرض والتشبث بها ، فالقضية الفلسطينية منذ وجودها هي قضية أرض ، والقضية الفلسطينية وجدت مع وجود الحركة الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر ، وذلك عندما انطلقت الحركة الصهيونية تفتش عن وطن قومي لليهود في أي مكان من بقاع الأرض ، ولأنّ الحركة الصهيونية هي أداة في يد الدول الأوربية لتنفيذ مطامع استعمارية ، فإنّ المنطقة العربية كانت هدفاً أوربياً لاستعمارها بما لها من خصائص استراتيجية على صعيد الموقع الجغرافي بالنسبة للعالم ، وبما تختزنه أرضها من ثروات طبيعية وخاصة ثروة النفط الذي بات يشكل عصب الصناعة الأوربية في القرن العشرين ، لذلك تم الاتجاه نحو فلسطين قلب الوطن العربي والجسر الواصل بين شرقه وغربه ، وبما تمثله فلسطين من مهد للديانات السماوية على امتداد التاريخ ومن بينها الديانة اليهودية ، وهذا كافٍ لجمع يهود العالم على أرض فلسطين لإقامة وطن قومي لهم . ومنذ بداية الحركة الصهيونية أوجدت منطلقها الأساسي تجاه فلسطين ، هذا المنطلق الذي يدّعي أنّ أرض فلسطين خالية من السكان ، لذلك فإنّ أرضاً بلا شعب هي لشعب بلا أرض ، هو نفي لوجود الشعب العربي الفلسطيني على أرض فلسطين ، وإصرار على حق اليهود بأرض فلسطين ، وهذا فتح باب الصراع الصهيوني ـ 
العربي على أرض فلسطين ، فلمن تكون الأرض ، لشعب عاش على أرضها آلاف السنيين ومنذ أن دبت الحياة على الأرض ، أم لمجموعة بشرية مختلفة الأجناس واللغات يجمع بينها الديانة اليهودية . ولتجسيد المنطلق الصهيوني بأنّ فلسطين هي أرض اليهود ، راح الصهاينة ومن كل أنحاء أوربا يتسللون إلى أرض فلسطين من أجل السيطرة عليها ، ولتمكين الصهاينة من السيطرة على أرض فلسطين ، كان لا بدّ من إضعاف العرب بتجزئة بلادهم إلى دول تفصل بينها حدود مصطنعة ، وذلك عن طريق اتفاق سايكس _ بيكو ، ومن ثم اطلاق وعد بلفور بإعطاء فلسطين وطناً قومياً لليهود ، وبعد ذلك وضع أرض فلسطين تحت الانتداب البريطاني من أجل تسهيل قدوم اليهود إليها ، مخطط يستهدف أرض فلسطين . ولم يقف الشعب الفلسطيني مكتوف الأيدي ، بل قاوم هذه الهجمة الاستعمارية بكل ما هو متاح وممكن له ، ودافع عن أرضه بكل الوسائل ، فتجددت الثورات الفلسطينية ضد الصهاينة وضد الانتداب البريطاني ، ولم يبخل العرب وخاصة على مستوى الأفراد في الدفاع عن أرض فلسطين لأنهم أدركوا مدى الخطر الذي يشكله اغتصاب فلسطين على كل المنطقة العربية ، إلى أن كان ما سمي بحرب 1948 والتي شاركت فيها الجيوش العربية بكل سلبياتها لتكون النتيجة اغتصاب نحو 78% من أرض فلسطين ، وطرد الفلسطينيين من أراضيهم وممتلكاتهم ليصبحوا لاجئين يعيشون في المخيمات ، ومنذ ذلك الحين برزت القضية الفلسطينية بكل أبعادها . إذاً فالصراع هو صراع بين طرفين حول الأرض ، فمن له حق الوجود على أرض فلسطين ، الشعب العربي الفلسطيني الممتدة جذوره في أرض فلسطين منذ بداية التاريخ ، أم الحركة الصهيونية أداة الاستعمار الأوربي والأمريكي ، وهو ليس نزاع حول أر ض خارج الجغرافيا وخارج التاريخ كما يريده الصهاينة ، وإنما هو صراع يتأكد بشكل يومي بأنه صراع وجود ، فالصهاينة ماضون في تمكين وجودهم فوق أرض فلسطين من خلال عمليات الاستيطان التي لا تتوقف ، ومن خلال الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وهدم البيوت الفلسطينية بحجج واهية ، والشعب العربي الفلسطيني يصرّ على حقه فوق أرضه ، وحق اللاجئين بعودتهم إلى ديارهم وممتلكاتهم التي طرودا منها عام 1948 .
 فيوم الأرض هو كل يوم ، والصراع هو صراع وجود ، مهما جرت المحاولات لاختزاله على أنه صراع حدود ، فالحقيقة لا يمكن أن تغطى بغربال ، فجموع اللاجئين الفلسطينيين يناضلون من أجل حقهم بالعودة إلى أراضيهم المحتلة عام 1948 ايماناً منهم بأنّ أرض فلسطين هي أرض الشعب العربي الفلسطيني . 
sh

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025