قراءة اولية لنتائج مؤتمر هرتسليا_عادل عبد الرحمن
مؤتمر هرتسليا، يعتبر أحد المنابر الصهيونية الهامة في قراءة التوجهات السياسية للقيادة الاسرائيلية المستقبلية؛ وهو في السياق يشكل احد ركائز صناعة القرار او مساهم رئيسي في ترشيد صناع القرار في دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية، لاسيما وان المشاركين في المؤتمر سنويا، جلهم من مؤسسات صنع القرار السياسي والعسكري والامني والاقتصادي، وثلة من الاكاديميين المتميزين؛ فضلا عن خبراء من الولايات المتحدة واوروبا اصدقاء إسرائيل.
لذا تملي الضرورة إلقاء إطلالة على ما خلص اليه المشاركين في مؤتمر هرتسليا 2013، اولا لجهة تسليط الضوء على المثالب او القراءة القاصرة في هذا المفصل او ذاك؛ ثانيا المنحى الذي ستتخذه القيادة الاسرائيلية في المستقبل المنظور، وذلك للفت نظر القيادة الفلسطينية واصحاب الصلة بنتائج المؤتمر.
اول ما استوقف المرء في قراءة الملخص المترجم عن نتائج مؤتمر هرتسليا، وقوع المشاركون في المطب، الذي وقع به الصحفي الاميركي المخضرم توماس فريدان، عندما نشر قبل فترة وجيزة مقالة في صحيفة "نيوريوك تايمز"، اشار فيها الى ان الولايات المتحدة، لم تعد تولي المنطقة الاهمية المطلوبة، بسبب اكتشافات النفط في الاسكا وغيرها من اراضي الولايات المتحدة، ولامكانية إيجاد بديل للنفط. خلاصة مؤتمر هرتسليا، جاءت كالتالي:" الولايات المتحدة مازالت منشغلة بمشاكلها، وتنطوي على ذاتها في الشرق الاوسط، واحتمالات نجاحها في المنطقة ضعيف، وهي من ناحية إستراتيجية تتجه من الشرق الاوسط إلى اوروبا وآسيا".
باختصار شديد، نعم مازالت الازمة المالية الكارثية وانعكاساتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية، تؤثر بهذا القدر او ذاك على حيوية الفعالية الاميركية في القضايا العالمية وخاصة قضايا الشرق الاوسط. كما ان ازمة منطقة اليورو تتداخل بهذا القدر او ذاك مع الازمة المالية الاميركية لاسباب ذاتية وموضوعية، بحكم الترابط العميق بين اقطاب العولمة وشركاتها فوق القومية، وايضا بحكم التحالف العميق بين اقطاب الغرب، رغم ما بينها من تناقضات وحرص اميركي على إخضاع حلفائها لاجندتها السياسية والاقتصادية والامنية. اما إيلاء الاهتمام باسيا، فهو امر كان قائما في السياسة الاميركية منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية. والتدخل الاميركي المباشر وغير المباشر في الحرب الكورية في الخمسينيات ودول جنوب شرق اسيا والنمور الخمس ووالتدخل غير المباشر في الصراع الصيني / الياباني لم يتوقف يوما. والمعروف عن مهندسو الاستراتيجيات السياسية والامنية والاقتصادية والثقافية الاميركية، انهم لا يقيدوا انفسهم بسيناريو محدد تجاه قضايا العالم الملتهبة، فاستراتيجيتهم تتغير بتغير المعطيات والتطورات بما يتناسب والمصالح الحيوية الاميركية. والان المتابع للصراع غير الخفي بين الصين الولايات المتحدة على اكثر من مستوى وصعيد، أضف الى الملف النووي الكوري الشمالي وتصاعد وتيرته، وطفوه على السطح، يملي على الادارة الاميركية توجيه الانظار صوب الشرق الاقصى، والتعامل باهتمام عال مع التطورات الجارية هناك.
لكن كل ما تقدم، لا يلغي بالنسبة للولايات المتحدة الاميركية الاهمية الحيوية للعالم العربي ولمنطقة الشرق الاوسط الكبير. لان النفط مكتشف في ألاسكا وغيرها منذ زمن بعيد، كما ان المصالح الاميركية في الشرق الاوسط وخاصة الدول العربية لا تقتصر على النفط، بل هناك النفط وعائداته وسوق المنطقة وإسرائيل والموقع الاستراتيجي في الصراع مع الاقطاب الدولية الاخرى. كما ان زيارة اوباما في مطلع ولايته الثانية لاسرائيل ودولة فلسطين والاردن، تكشف الاهمية، التي توليها الادارة الاميركية للمنطقة.
إذاً لا إنطواء اميركي على الذات، ولا ابتعاد عن التدخل في شؤون المنطقة، والمتابع للعلاقات الاميركية / العربية وخاصة الدول، التي شهدت ثورات وتغييرات وتسلم مقاليد الامور فيها جماعة الاخوان المسلمين، يرى بام عينه، ان الولايات المتحدة لاعب مركزي في احداث المنطقة، وإسرائيل شريك معها بحجم ما تسيمح به الادارة الاميركية. لكن القيادة السياسية الاسرائيلية والامنية، كانت على تماس مباشر مع نبض القرار الاميركي في المنطقة، ومازالت القيادة الاسرائيلية، رغم ما شاب علاقتها مع إدارة اوباما من ارباكات وتعثر، أمكن تجاوزه في الزيارة الاخيرة، او هكذا يفترض، لان الهدف الاميركي / الاسرائيلي / الغربي الاوروبي (كل حسب ما تمليه مصالح اميركا يلعب الدور المحدد له) يقوم على إعادة فك وتركيب وصياغة المنطقة على أسس جديدة، اسس طائفية ومذهبية واثنية، ويصب في مصلحة إسرائيل مباشرة؛ وتفعيل الجهود الاميركية المباشرة في حل المعضلة الفلسطينية، وانقاذ خيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967 مع تعديلات تتوافق والرؤية الاسرائيلية؛ ومعالجة الملف النووي الايراني وفق القراءة المشتركة لاميركا واسرائيل وايضا اوروبا.
كما ان إعادة ترتيب وتدوير الزوايا بين حلفاء الولايات المتحدة في منطقة الشرق الاوسط الكبير، وتشكيل القطب "السني" والتعاون بينه وبين إسرائيل، وما جرى من تجسير للعلاقات التركية / الاسرائيلية أثناء زيارة اوباما لاسرائيل وفلسطين والاردن، وإخراج الاردن من دائرة التغيير، وإسقاط ورقة الاخوان فيه بسسب فشلهم في الدول الاخرى حتى الان، يصب في ذات الاتجاه، وهو على صلة ايضا بحل المسألة الفلسطينية. وبالتالي شاب تقرير مؤتمر هرتسليا 2013 في هذا البعد قصور، لا يعرف المراقب إن كان مقصودا بهدف التضليل او هو قراءة لها خلفياتها عند من ادلوا بدلوهم في هذا الموضوع.
haلذا تملي الضرورة إلقاء إطلالة على ما خلص اليه المشاركين في مؤتمر هرتسليا 2013، اولا لجهة تسليط الضوء على المثالب او القراءة القاصرة في هذا المفصل او ذاك؛ ثانيا المنحى الذي ستتخذه القيادة الاسرائيلية في المستقبل المنظور، وذلك للفت نظر القيادة الفلسطينية واصحاب الصلة بنتائج المؤتمر.
اول ما استوقف المرء في قراءة الملخص المترجم عن نتائج مؤتمر هرتسليا، وقوع المشاركون في المطب، الذي وقع به الصحفي الاميركي المخضرم توماس فريدان، عندما نشر قبل فترة وجيزة مقالة في صحيفة "نيوريوك تايمز"، اشار فيها الى ان الولايات المتحدة، لم تعد تولي المنطقة الاهمية المطلوبة، بسبب اكتشافات النفط في الاسكا وغيرها من اراضي الولايات المتحدة، ولامكانية إيجاد بديل للنفط. خلاصة مؤتمر هرتسليا، جاءت كالتالي:" الولايات المتحدة مازالت منشغلة بمشاكلها، وتنطوي على ذاتها في الشرق الاوسط، واحتمالات نجاحها في المنطقة ضعيف، وهي من ناحية إستراتيجية تتجه من الشرق الاوسط إلى اوروبا وآسيا".
باختصار شديد، نعم مازالت الازمة المالية الكارثية وانعكاساتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية، تؤثر بهذا القدر او ذاك على حيوية الفعالية الاميركية في القضايا العالمية وخاصة قضايا الشرق الاوسط. كما ان ازمة منطقة اليورو تتداخل بهذا القدر او ذاك مع الازمة المالية الاميركية لاسباب ذاتية وموضوعية، بحكم الترابط العميق بين اقطاب العولمة وشركاتها فوق القومية، وايضا بحكم التحالف العميق بين اقطاب الغرب، رغم ما بينها من تناقضات وحرص اميركي على إخضاع حلفائها لاجندتها السياسية والاقتصادية والامنية. اما إيلاء الاهتمام باسيا، فهو امر كان قائما في السياسة الاميركية منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية. والتدخل الاميركي المباشر وغير المباشر في الحرب الكورية في الخمسينيات ودول جنوب شرق اسيا والنمور الخمس ووالتدخل غير المباشر في الصراع الصيني / الياباني لم يتوقف يوما. والمعروف عن مهندسو الاستراتيجيات السياسية والامنية والاقتصادية والثقافية الاميركية، انهم لا يقيدوا انفسهم بسيناريو محدد تجاه قضايا العالم الملتهبة، فاستراتيجيتهم تتغير بتغير المعطيات والتطورات بما يتناسب والمصالح الحيوية الاميركية. والان المتابع للصراع غير الخفي بين الصين الولايات المتحدة على اكثر من مستوى وصعيد، أضف الى الملف النووي الكوري الشمالي وتصاعد وتيرته، وطفوه على السطح، يملي على الادارة الاميركية توجيه الانظار صوب الشرق الاقصى، والتعامل باهتمام عال مع التطورات الجارية هناك.
لكن كل ما تقدم، لا يلغي بالنسبة للولايات المتحدة الاميركية الاهمية الحيوية للعالم العربي ولمنطقة الشرق الاوسط الكبير. لان النفط مكتشف في ألاسكا وغيرها منذ زمن بعيد، كما ان المصالح الاميركية في الشرق الاوسط وخاصة الدول العربية لا تقتصر على النفط، بل هناك النفط وعائداته وسوق المنطقة وإسرائيل والموقع الاستراتيجي في الصراع مع الاقطاب الدولية الاخرى. كما ان زيارة اوباما في مطلع ولايته الثانية لاسرائيل ودولة فلسطين والاردن، تكشف الاهمية، التي توليها الادارة الاميركية للمنطقة.
إذاً لا إنطواء اميركي على الذات، ولا ابتعاد عن التدخل في شؤون المنطقة، والمتابع للعلاقات الاميركية / العربية وخاصة الدول، التي شهدت ثورات وتغييرات وتسلم مقاليد الامور فيها جماعة الاخوان المسلمين، يرى بام عينه، ان الولايات المتحدة لاعب مركزي في احداث المنطقة، وإسرائيل شريك معها بحجم ما تسيمح به الادارة الاميركية. لكن القيادة السياسية الاسرائيلية والامنية، كانت على تماس مباشر مع نبض القرار الاميركي في المنطقة، ومازالت القيادة الاسرائيلية، رغم ما شاب علاقتها مع إدارة اوباما من ارباكات وتعثر، أمكن تجاوزه في الزيارة الاخيرة، او هكذا يفترض، لان الهدف الاميركي / الاسرائيلي / الغربي الاوروبي (كل حسب ما تمليه مصالح اميركا يلعب الدور المحدد له) يقوم على إعادة فك وتركيب وصياغة المنطقة على أسس جديدة، اسس طائفية ومذهبية واثنية، ويصب في مصلحة إسرائيل مباشرة؛ وتفعيل الجهود الاميركية المباشرة في حل المعضلة الفلسطينية، وانقاذ خيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967 مع تعديلات تتوافق والرؤية الاسرائيلية؛ ومعالجة الملف النووي الايراني وفق القراءة المشتركة لاميركا واسرائيل وايضا اوروبا.
كما ان إعادة ترتيب وتدوير الزوايا بين حلفاء الولايات المتحدة في منطقة الشرق الاوسط الكبير، وتشكيل القطب "السني" والتعاون بينه وبين إسرائيل، وما جرى من تجسير للعلاقات التركية / الاسرائيلية أثناء زيارة اوباما لاسرائيل وفلسطين والاردن، وإخراج الاردن من دائرة التغيير، وإسقاط ورقة الاخوان فيه بسسب فشلهم في الدول الاخرى حتى الان، يصب في ذات الاتجاه، وهو على صلة ايضا بحل المسألة الفلسطينية. وبالتالي شاب تقرير مؤتمر هرتسليا 2013 في هذا البعد قصور، لا يعرف المراقب إن كان مقصودا بهدف التضليل او هو قراءة لها خلفياتها عند من ادلوا بدلوهم في هذا الموضوع.