استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله    قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين    الرئيس: الثورة الفلسطينية حررت إرادة شعبنا وآن الأوان لإنجاز هدف تجسيد الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. "فتح": الأولوية اليوم وقف حرب الإبادة في قطاع غزة وإعادة توحيدها مع الضفة وتحرير الدولة الفلسطينية من الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. دبور يضع إكليلا من الزهور باسم الرئيس على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية    الرئاسة تثمن البيان الصادر عن شخصيات اعتبارية من قطاع غزة الذي طالب بعودة القطاع إلى مسؤولية منظمة التحرير    اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني  

اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني

الآن

القبة الحديدية الفلسطينية! ...- صبري صيدم


القبة الحديدية الفلسطينية هي واحة تسكنها الأجهزة والمعدات التقنية الحديثة ووسائل التحكم والسيطرة ومقومات الرجل الآلي القادر على المناورة الحميدة وبرمجيات التصميم الرقمية ومنصات التكنولوجيا عالية التوجيه.
لكن هذه القبة لا تضم سلاحاً قاتلاً ولا تستهدف اغتيال البشرية ولا تعرف البارود أو الصواريخ أو الآليات الثقيلة ولا تضم وسائل التحكم بنيران الموت. لا تقصف أحداً ولا تستهدف النار بالنار ولا تحمل معها أية تقانة صاروخية أو قتالية أو تدميرية.
هي قبة آدمية وواحة لتعليم أطفالنا على إبداعية المعرفة وأهمية العالم الرقمي والآلي وما يوفرانه من إمكانياتٍ معرفية خلاقة وقدرات نهضوية علمية فلسطينية يقودها الأطفال. فيها الحواسيب والأجهزة المساندة والرجال الآليون التعليميون التعليميين ونظام التدريس المساعد والمؤازر لمسيرة الراغبين في تطوير مهاراتهم المعرفية والمساهمة في زيادة المحتوى الرقمي الفلسطيني والقدرة على محاكاة العالم بمساهمات معرفية إبداعية توظف العلم والتكنولوجيا لخدمة المجتمع الفلسطيني.
هذه القبة ليست كنظيراتها التي بناها ويبنيها الاحتلال الذي يصارع عقارب الساعة في تحصين بقائه وتطوير ترسانته العسكرية بحثاً عن سبيلٍ لاستطالة عمره وجبروته. يبني منظومة صواريخه التي لا يبخل في استخدامها وكأنه يأمل أن يعيش الدهر كله قابضاً على رقاب شعب لا يريده وأمة لا تقبل به.
يستميت في الشكوى من صواريخ الآخرين النووية والكيمياوية بينما يبني صواريخه هو دون حسيب أو رقيب، ويتحدث عن الحرية بينما يزج في السجون من يريد بعد أن دفع في سجونه ما يعادل ربع الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة طيلة احتلاله. يباهي العالم بمفاهيم الإنسانية بينما يستمر في احتلال الزمن والجغرافيا ويمنع عن باب الشمس والعقبة والولجة والنعمان حقهم في الوجود.
يتغنى بديمقراطيته بينما يصادر حرية من يخالفه من البشر ويرّحل المتضامنين الذين يقفون إلى جانب شعبنا ويتناقضون معه بالرأي والموقف. يتغنى بإنسانيته بينما لا يسمح لفلسطيني راغب في العودة لوطنه بالإقامة والبقاء مقابل فتحه الباب على مصراعيه لجموع العائدين من أبناء جلدته للإقامة والعيش والرعاية والدعم والتكاثر.
يتحدث عن قيم الحياة بينما يقتل أرض غيره وماءه وهواءه وينقل للعيش فيها جموع المستعمرين الجدد. يتحدث عن التعايش بينما في ألوان هوياتنا والطرق التي نسلكها في الضفة الغربية تمييز واضحٌ ومعاملةٌ أقل آدمية للفلسطينيين. يتغنى ببحثه العلمي والتقنيات الحديثة بينما يستخدم جزءا مهماً منها لتطوير أسلحة الموت. يتحدث عن العدالة ولا يطبق منها شيئا لا بين أهلنا في الداخل ولا لصالح من يحتل. يتحدث عن دولة القانون ويسخر القانون لمصادرة الأرض والجغرافيا.
احتلال يتفنن في اختلاق الحجج لتقوية ذاته فينشئ كانتونات لعزل الفلسطينيين وينصب صواريخه ويستقدم ضيوفاً كباراً ليصحبهم الى مواقع الصواريخ ويقف مفتول العضلات معتداً بالذات محتفياً بيومٍ هو فيه القوي دون أن يتساءل هو ذاته عن يومٍ تغيب فيه قوته وجبروته وكأن التاريخ لا يحمل عبراً ودروساً واضحة. احتلال لا يقيم وزناً للتفكير بالمستقبل وحياة أبنائه وأطفالهم فيبني القبب والمتاريس والجدران والمستوطنات وترسانة السلاح وكأنها ستحميه من حناجر الفلسطينيين وإصرارهم على إنهاء الاحتلال.
احتلال يريد للفلسطينيين أن يتنازلوا عن حق العودة والقدس وحدود الرابع من حزيران وأن يقبلوا بيهودية الدولة والجدار والمستوطنات وحصار غزة وأن ينحنوا احتراماً له ولترسانته العسكرية قائلا لهم بأن عليهم العودة للمفاوضات دون شروط وكأن كل ما ورد لا يشكل شروطاً قميئة
لذا فإن عزمنا يجب أن ينصب على "تسخيف" الاحتلال ومشروعاته. فقبتنا الحديدية الفلسطينية مثلا واحةً لخضار الإنسان وعلمه وتعلمه وحبه للمعرفة وإصراره على مواجهة الدبابات بالكتاب والعلم والحاسوب.
قبتنا الحديدة الفلسطينية هي عنوان البقاء لا منصة الخوف والتخويف وهي التحام لإنسانيتنا مع إصرارنا على الوجود لا عنوان للترهيب والإصرار على احتكار الحياة والكرامة والحق في التنفس.
قبتنا الحديدة الفلسطينية الوديعة قادمة وبكل جد لتقول للبشرية بأن الحياة تحب من يحبها ويعيشها شريكاً فيها مع الآخرين لا محتكراً للجغرافيا والماء والهواء وبقايا الأمل... إن العبرة ليست لمن يعيش على وهم البقاء مستبداً وإنما لمن يصنع الحياة مثابراً... حياة للجميع بغض النظر عن دياناتهم وألوانهم وأعراقهم.

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025