العصر الساحل- حافظ البرغوثي
ليس غريبا أن تعود موضة البنطلون الساحل الى الشارع.. مثلها مثل ما يسمى بالفيزون للنسوان ومثلها مثل حلقة "النوَر" للشبان التي تمت ترقيتها وصارت حلقة المارينز الاميركان فيما كانت عندنا "حلقة" خاصة "بالنور" فلو لم يستخدمها المارينز لما صارت شهيرة.. ولعلني لاحظت البنطلون الساحل اثناء زيارتي الوحيدة الفريدة لاميركا حيث كان شبان من السود يسيرون وقد"سحلت" بناطيلهم عن سراويلهم الداخلية وكنت أظن انهم في حالة سكر ولكن تبين انها موضة، وكان البنطال الساحل انتشر في الستينيات أيام كنا شبانا صغارا وكنا نسميه بسخرية الخصر "المازط" ولعل منظر شاب بخصر مازط او ساحل يثير القرف مثلما هو ان تحشر امرأة جسدها الضخم في فيزون ابن مزيون ما يفجر النوازع والشجون، ولا اعرف لماذا انتشر الخصر الساحل على ىساحل غزة بالتحديد ربما لأسباب فشة غل من الشباب المحاصر والمكبوت لأن كل ممنوع مرغوب، وفي غزة تبرأت حماس من ملاحقة الساحلين سرواليا وكذلك منحت الساحلين وطنيا اي العملاء فرصة للتوبة وتسليم انفسهم للعدالة وباعتراف احد قادة حماس فان غزة صارت مرتعا لكل اجهزة المخابرات مع ان المنظمات غير الحكومية والسفارات والقنصليات لها قرون استشعار كثيرة في المجتمع الفلسطيني.
فهم يعرفون كل كبيرة وصغيرة عنا تحت هذه اليافطات والمنظمات والابحاث لدرجة ان احدهم عزاني بدجاجة نفقت من بين دجاجاتي الاربع قبل يومين، فالوضع الفلسطيني كالعربي ساحل ومازط وفارط، باعتبار ان السروال ليس الوحيد هو الساحل بل صار السحل موضة، حيث يجري سحل المعارضين في الشوارع وسحل السبايا من النساء في المخادع.. فنحن نعيش العصر السوريالي والسروالي.
فالخصر الساحل نتاج العصر الساحل او السافل لا فرق.