قراءة أولى-محمود ابو الهيجاء
أقرأوا ما نشرته جريدة "الحياة الجديدة" يوم امس، نقلا عن مصادر خاصة، من تقرير عن الصراع القطري الايراني، لاحتواء حركة حماس، اقرأوه مرة واثنتين وثلاثا، لأهميته الفائقة، لا لأنه مزدحم بمعلومات غاية في الدقة، تسقط بوضوح شديد الخطاب الشعبوي او خطاب العلاقات العامة لحركة حماس فحسب، بل ولأنه ينطوي ايضا من وجهة نظري، على سرد تقني وموضوعي يظهر جدية ومهنية عالية في المتابعات الوطنية، للشأن العام الفلسطيني، وما يتعلق بمكوناته السياسية والفصائلية وحرصها عليه الا يصبح ورقة بيد احد، واننا لسنا الذين تجري المياه من تحتهم وهم ساهون لا يعرفون شيئا، والاهم اننا ونحن كذلك لا نزاود ابدا بالشعار الوطني ولا نساوم عليه ونصر على خطاب الوحدة الوطنية، في الوقت الذي نعرف فيه وعلى وجه الدقة، اين تجري مياه الآخرين واي مصب تريد.
هذه هي المعلومة الوطنية التي من شأنها ان توضح دونما لبس، في جوهر غايتها، لماذا حتى الآن لم تصل مسيرة المصالحة الوطنية الى محطتها الاخيرة، وهي اذا تفعل ذلك فإنها تدعو الجميع الوطني، بهيئاته واطره وجماهيره، الى تحمل مسؤولياته، لوضع حد لعمليات التلاعب بالشأن الوطني الفلسطيني، لصالح سياسات ومشاريع لا علاقة لها بالمشروع الوطني الفلسطيني، مشروع الحرية والاستقلال.
ليست هذه غير قراءة اولى لهذا التقرير بالغ الأهمية الذي نشرته " الحياة الجديدة " وحين التفحص اكثر وبقراءة متأنية، سندرك وعلى نحو جلي ان الخلاف مع حركة حماس، ليس خلافا حزبيا ولا سلطويا وانما هو خلاف يتعلق من وجهة نظر الحركة الوطنية الفلسطينية ومشروعها التحرري بالقرار الوطني الفلسطيني، ان يظل قرارا مستقلا.