عطوان دواة الأمير وريشة السلطان- مفيد إبراهيم
أثناء قراءتي لمقالة كتبها عبد الباري عطوان تحت عنوان ( قوات لحد السوريه ) نشر اليوم في صحيفته ( القدس العربي )
استوقفني فقرة في مقالته والتي من خلالها يسوق مقارنة بين قوات الأمن الفلسطينية وقوات لحد السوريه على حد تسميته لها وهي مقارنة خبيثة يراد بها باطل .
وجدت نفسي ملزم بالرد على مغالطاته بشكل سريع ومقتضب لاستجلاء الحقيقة ورد هذه المقارنة عليه .
ولقد جاء في مقالته :
( إن عملية اختيار أفراد القوه المرابطة على الحدود الاسرائيليه السوريه والتي انتشرت بعد قيام بشار الأسد بسحب الفرقتين المختارتين من هناك مؤخرا تتم بالطريقة نفسها التي تم من خلالها اختيار قوات الأمن الفلسطينية بإشراف الجنرال دايتون، أي أن يكون هؤلاء بلا انتماء وطني، ومعادين كليا للإسلاميين ، وينفذون الأوامر حرفيا دون نقاش، ويخضعون لتمحيص عدة أجهزة مخابرات عربية وأجنبية ، ودراسة متعمقة لخلفياتهم العائلية والسياسية والدينية ) (انتهى الاقتباس)
من خلال وصف العطوان لقوات الأمن الفلسطينية يتضح التالي ..
* أنهم بلا انتماء وطني .....
* معادين كليا للإسلاميين ...
* ينفذون الأوامر حرفيا وبدون نقاش ..
* تم إخضاعهم للتمحيص من قبل أجهزة المخابرات العربية والاجنبيه ..
* تمت دراسة خلفيات عائلاتهم السياسية والدينية ..
إن ما تقدم به عطوان لا يتعدى كونه قيء قذفه من فمه على حجره أو بول باله الشيطان في فمه فتمخض بهذه المقارنة البشعة بشاعة قلمه ونفسه .
اما في الأولى وهي أنهم بلا انتماء وطني ..
وهو وصف اقرب ما يكون للعملاء والخونة والذين منهم الأسير والجريح والمقاوم والذي في صف الأكرمين شهيد بأنهم عملاء ومن تحت نعال هؤلاء من الشرف والوطنية والانتماء ما يعجز عن تخيله أو الإحساس به
اما أنهم معادين للإسلاميين ..
فهناك تجربة معركة جنين ومن قبلها انتفاضة الأقصى التي اشتعلت شرارتها بأول رصاصة أطلقت من تلك الزنود وما تبعها من عمل مشترك بين عناصر من الأجهزة الامنيه وفصائل إسلاميه وان بحثت في هذا التاريخ القصير ستجد من الأسماء والأحداث ما يفقأ عيناك ..
وأنهم ينفذون الأوامر حرفيا وبدون نقاش ..
إن هذه القاعدة يا فهيم هي قاعدة عسكرية صرفه فالعسكرية لها قوانينها وانضباطاتها الصارمة ولك أن تسال أي عسكري في جوارك في لندن عن هذه القوانين وان كان منهم من يتجرا على مخالفة الأوامر القيادية وعلى كل حال أن اعتبرت سيادتك أن تلك القاعدة مشينه فأعطني تفسيرا واحدا لعملية الشهيد بهاء سعيد الضابط في الأمن الوقائي الذي اقتحم مستوطنة في غزه وقتل من الجنود ما قتل حتى ارتقى شهيد وغيره الكثير ومنهم من يقبع الآن أسيرا في سجون إسرائيل فان كان ذلك الشهيد قد خالف الأوامر فان نظريتك قد سقطت وأما إن كان قد نفذ الأوامر بلا نقاش كما تقول فان قيادة تأمر أفرادها بمقاومة الاحتلال لهي جديرة بالوفاء والطاعة ..
ولأنه يا سيدي تم إخضاعهم لفحص وتمحيص من قبل الأجهزة الأمنية العربية والاجنبيه ولأنهم معظمهم لهم سوابق وأثار لا تزال محفورة في زنزانات السجون الاسرائيليه ولأنهم كانوا يقاومون من خلال منصات الهايد بارك في لندن (Hyde Park) فإنهم وافقوا عليهم ومنحوهم هذا الشرف العظيم ..
اما عن دراسة خلفيات عائلاتهم السياسية والدينية..
فاعلم انك في هذا قد مسست بخلفية عائلتك أولا ولن أزيد في ذلك أكثر فان خلفيات عائلاتنا وتوجهاتهم أنت تعرفها جيدا يا ابن المخيم هذا إن كنت لازلت بارا بأهلك وشعبك ومخيمك ..
أننا مثل عائلاتنا ننحدر من الأصالة وقد علمتنا هذه العائلات كيف نتشبث بأوطاننا ونبقى على الأرض هنا نقارع الاحتلال والفقر دون أن نفرط بوطنيتنا ومبادئنا وفكرنا وأقلامنا لإرضاء أنفسنا بوسخ الشهرة والمال ..