مجالنا الحيوي- محمود ابو الهيجاء
تتسع بين اوساط عديدة من الشعب المصري الشقيق ،دائرة الاتهام لحركة حماس انها وراء اختطاف عدد من ضباط الشرطة المصرية وافرادها من العريش المصرية واحتجازهم في غزة بعد تهريبهم من خلال الانفاق، الى جانب الاتهام بمسؤوليتها عن قتل الجنود المصريين في رفح في رمضان العام الماضي، وتنفي حركة حماس هذه الاتهامات جملة وتفصيلا، وترى ان هناك حملة اعلامية مضادة، تقودها فضائيات الاعلام الخاص المصرية، تستهدف النيل منها ومن علاقتها مع الاخوان المسلمين في مصر...!!
ولأنه لا وجود لتحقيقات معلنة ولا اتهامات رسمية بهذا الشأن، فان حقيقة هذا الامر تظل غائبة، رغم تحليلات بعض الخبراء العسكريين المصريين التي تكاد ان تؤكد مسؤولية حماس في كل هذا الموضوع.
وصحيح ان هناك العديد من الاعلاميين المصريين الذين يتناولون هذه القضية، يوضحون وبروح وطنية وقومية اصيلة، ضرورة التفريق الواقعي بين حماس كحزب او فصيل سياسي، وبين الفلسطينيين الذين ليسوا جميعهم حماس بالقطع، حتى لا يصار الى تشكيل رأي عام شعبي مصري ضد الشعب الفلسطيني، ويوضحون ذلك بالاشادة بشعب فلسطين المناضل البطل الذي يستحق كل دعم ومساندة، وانهم وهم يتابعون قضية ابنائهم المخطوفين والمغدورين لا يستهدفون سوى كشف الحقيقة ومعاقبة الجناة، ونحن مع هذا الامر تماما، لكن ورغم هذا الموقف الموضوعي النبيل لهؤلاء الاشقاء الاعلاميين، نرى ان هذا التفريق الذي يدعون الى ضرورته سيظل على هذا النحو او ذاك نخبويا بتفصيلاته المعرفية والسياسية، نعني انه غير كاف لعدم تشكيل ذلك الرأي العام الشعبي في مصر ضد الفلسطينيين، وهذا ما يجعلنا نتخوف ان يصبح الفلسطيني في مصر العزيزة طريدة كراهية عمياء...!!!
والحق لابد من القول ما الذي تورطنا فيه حركة حماس،ولماذا لاتبعدنا عن مصادر الشبهات حين لا تغلق انفاق التهريب المتهمة بتهريب الاسلحة وعملياتها المشبوهة.
لسنا نتفق مع تلك الاتهامات ونتمنى ان لا تكون صحيحة ولا بأي شكل من الاشكال، لكن على حركة حماس ان تنفيها بصورة عملية وحاسمة، لأننا لا نريد ان تكون فلسطين مكروهة في مصر، كي لا تخسر عمقها الاستراتيجي ومجالها الحيوي الذي دونه ودون عمقها العربي بمحبته ودعمه ومساندته الشعبية أولاً، لن تحقق انتصارها التاريخي في انتزاع الحرية والاستقلال.