استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله    قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين    الرئيس: الثورة الفلسطينية حررت إرادة شعبنا وآن الأوان لإنجاز هدف تجسيد الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. "فتح": الأولوية اليوم وقف حرب الإبادة في قطاع غزة وإعادة توحيدها مع الضفة وتحرير الدولة الفلسطينية من الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. دبور يضع إكليلا من الزهور باسم الرئيس على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية    الرئاسة تثمن البيان الصادر عن شخصيات اعتبارية من قطاع غزة الذي طالب بعودة القطاع إلى مسؤولية منظمة التحرير    اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني  

اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني

الآن

قوة عظمى بفضل الغاز - غازي السعدي


 فيما الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة "بنيامين نتنياهو"،-والتي لم يمر على تشكيلها شهر- منشغلة وتعيش مأزقها الأول في إعداد موازنة الدولة السنوية، واتخاذ إجراءات وتقليصات ناجمة عن العجز في موازنة عام 2012 البالغة تسعة وثلاثين مليار شيكل، أي ما يعادل 10 مليارات دولار، ومع أن موازنة العام الماضي بلغت (365) مليار شيكل، أي ما يعادل مئة مليار وتسعمائة مليون دولار، أما موازنة الدفاع فقد بلغت (50) مليار شيكل، وتعادل (14) ملياراً و800 مليون دولار، فإن عملية التقليص ستطال مخصصات الأولاد، ومخصصات التقاعد، ورفع الأسعار والضرائب، على عكس ما وعد به رئيس الوزراء ووزير المالية في حملتهما الانتخابية، بأن لا رفع للأسعار والضرائب، فإسرائيل التي تحصل على مساعدات أميركية سنوية بقيمة (3.2) مليار دولار تتوقع خفض هذه المساعدات بـ (500) مليون دولار نتيجة تخفيض الكونغرس لموازنته السنوية، وهناك مباحثات إسرائيلية أميركية لتجنب تخفيض المساعدات الأميركية السنوية لإسرائيل، فيما تعيش اسرائيل هذا المأزق جاءت البشرى من جريدة "يديعوت احرونوت31-3-2013"، التي نشرت في منشيتها الرئيسي:"إسرائيل أصبحت قوة عظمى بفضل تدفق الغاز من حقل "تمار" الذي اكتشفته إسرائيل في البحر المتوسط، وحسب الجريدة، فإن ذلك يشكل قفزة هامة في سوق الطاقة الإسرائيلي، ومع ذلك فإن هذا الاكتشاف لن يحول دون رفع أسعار الكهرباء على الإسرائيليين، إضافة إلى رفع الأسعار والضرائب. بتاريخ 31-3-2013 بدأت إسرائيل بضخ الغاز من موقع "تمار"، حيث أخذ الغاز الطبيعي يصل إلى ميناء أسدود جنوب إسرائيل، عن طريق أنابيب وضعت في قاع البحر بطول (150) كيلومتراً، فحقل "تمار" الذي يبعد نحو (90) كيلومتراً عن شواطئ مدينة حيفا تم اكتشافه عام 2009، من قبل شركة النفط الأميركية العملاقة "نوبل"، والتي تملك 96% من الحقوق، بينما تملك ثلاث شركات إسرائيلية هي: "ديلك"، و"اسرامكو" و"دور الون" بقية الأسهم، وحقل "تمار" يضم خمسة آبار لاستخراج الغاز، وهناك - حسب المصادر الإسرائيلية- آبار أخرى في مرحلة التطوير، وحسب مسؤول في وكالة الطاقة الإسرائيلية "معاريف 26-3-2013"، فإن باستطاعة إسرائيل إنتاج من (7) إلى (8) أضعاف احتياجاتها من الغاز الطبيعي، وأن المصالحة بين تركيا وإسرائيل، ستحول تركيا إلى لاعب في مجال توصيل وتسويق الغاز إلى الأسواق العالمية حسب نفس المصدر، فإسرائيل التي كانت تعتمد على 43% من الغاز المستورد من مصر تستورده بمئات ملايين الشواكل، ستتحول من مستوردة إلى مصدرة للغاز، فبعد ثلاثة أشهر - وفقاً للمصادر الإسرائيلية، يستطيع حقل "تمار" إنتاج ما يعادل مليار قدم من الغاز، وتفيد التقديرات الإسرائيلية أن حقل "تمار" سيُدخل لإسرائيل خلال (25) عاماً، مبلغ (450) مليار شيكل، إضافة إلى الاكتفاء الإسرائيلي الذاتي من الغاز، أما المضحك.... المحزن، فإن إسرائيل التي كانت تعتمد على الغاز المصري تعرض على مصر تصدير الغاز الإسرائيلي اليها لتخفيف أزمة الغاز التي تعانيها. إن المعركة والجدل الحاد داخل الحكومة، يتعلق بتقليص ستة مليارات شيكل من موازنة وزارة الدفاع إضافة إلى تقليصات من الوزارات الأخرى، فوزير المالية "يائير لبيد" الذي يصر على هذا التقليص من موازنة الدفاع، يبرر ذلك بأن التهديدات الخارجية على إسرائيل آخذة بالتلاشي، وأنها مخاطر جوفاء، وأن الثورات العربية-حسب الوزير المذكور- خلقت أفضل جو لإسرائيل على المدى القريب، فهي حطمت اقتصاد وقوة الدول العربية، وجعلتها في حالة ترميم أوضاعها لعشر سنوات قادمة على الأقل، غير أن الأطراف الأخرى في الحكومة الإسرائيلية التي تعارض تقليص موازنة الدفاع، تتذرع بالتهديدات التي تتعرض لها إسرائيل من إيران وسوريا وحزب الله وحماس، والجهاد الإسلامي العالمي في سيناء، وأن عدم الاستقرار في سوريا قد يتحول على عكس ما تريده إسرائيل، "يديعوت 31-3-2013"- وحسب المصادر الإسرائيلية- فإن التحديات التي تواجه إسرائيل في الوقت الراهن، تنحصر بثلاثة تحديات رئيسية هي: عدم الاستقرار في المنطقة، زيادة قوة التيار الإسلامي عامة، وضرورة الحسم فيما يتعلق بالموضوع الإيراني، وتعتبر مصادر أمنية إسرائيلية أن تقسيم سوريا إلى دويلات أصبح حقيقة، وأن لا تهديد على الأمن الإسرائيلي. الغاز الذي يتدفق من حقل "تمار"، نجحت إسرائيل في سرقته-ولو مؤقتاً- فهذا الغاز يعود لكل من لبنان وفلسطين، فإسرائيل عطلت عمل شركة "بريتيش اديل" التي بدأت بتطوير حقل الغاز على ساحل قطاع غزة فعطلته، والهدف احتكارها لغاز المنطقة، ولبنان بسبب أوضاعها الداخلية، فقد تأخرت كثيراً عن قيامها باكتشاف الغاز الموجود بغزارة على شواطئها، وقامت الولايات المتحدة بوضع خارطة اقتصادية للبحر المتوسط، للتوفيق بين لبنان وإسرائيل من نزاع على الغاز، وأخيراً بدأت الحكومة اللبنانية باستدراج عروض للشركات العالمية للقيام باستخراج الغاز من مياهها البحرية، لكن وللأسف فإن التحرك اللبناني بطيء للغاية، مقابل التحرك الإسرائيلي السريع، الذي اعتدى على الخارطة الاقتصادية اللبنانية البحرية، كما أن إسرائيل وثقت تعاونها مع قبرص لاستخراج وتسويق الغاز من قبل البلدين، فإسرائيل حسب الرئيس "باراك أوباما"، "أقوى دولة في المنطقة، وتحظى بصداقة أقوى دولة في العالم، وهي الولايات المتحدة"، كما أنها أخذت بأسباب القوة الاقتصادية والتكنولوجية والصناعات العسكرية، حيث تحتل إسرائيل المرتبة الرابعة في قائمة الدول المصدرة للسلاح في العالم، ومع ذلك تتذرع باحتلالها واستيطانها وتوسعها في الأراضي الفلسطينية، تحت ذريعة الأمن. وأخيراً .... يحق لإسرائيل أن تفرح وترقص عالياً، ليس فقط على خلفية إنتاجها للغاز، بل أيضاً للهزة الأرضية التي يعيشها العالم العربي، من تدهور أمني وسياسي واقتصادي واجتماعي، وأن المستفيد الوحيد من أوضاع العالم العربي هي إسرائيل، لكن على إسرائيل أن تعلم بأن هذا الوضع العربي المؤسف لن يستمر طويلاً، فلا بد من صحوة، لكن مصلحة إسرائيل طويلة الأمد، تقضي باستغلال الأزمة التي يعيشها العرب، لإظهار نواياها الحقيقية ورغبتها بالسلام، أفضل لها من الانتظار حتى عودة العرب إلى وضعهم الصحيح.

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025